بات من المسلّم به أنه «يحق لأميركا ما لا يحق لغيرها في التصرف بالعالم بأسره»، بحيث أصبح التدخل الأميركي السافر في الشئون الداخلية لكثير من الدول هو أمر اعتيادي ومرحب به وحاجة ضرورية فرضتها الظروف، وأن استنكار هذا الأمر - من وجهة نظر حلفاء البيت الأبيض - هو موضع امتعاض وشجب.

وكمثال واقعي يدعم القول السابق ما يحدث على الساحة اللبنانية، فموقع السفير الأميركي جيفري فيلتمان في الخريطة السياسية للبنان، تفقد المتابع المعرفة الحقيقية لهذه الشخصية - التي حطمت الرقم القياسي في الصولات والجولات والتصريحات في هذا البلد - فهل هو سفير دولة أجنبية؟ أو رمز وطني لا ينبغي تجاوزه؟

فبالأمس القريب يخرج فيلتمان ليقول: «إن جميع أصدقاء لبنان يشعرون بالأسف للثمن الإنساني والاقتصادي والسياسي الذي دفعه لبنان بسبب الحرب غير الضرورية التي كان قد حرّض عليها فريق خارج عن إطار الدولة متحالف مع سورية وإيران» في إشارة إلى حزب الله.

وينتقد مرارا التدخل الإيراني والسوري في الشأن اللبناني وإن كان مستوى التدخل مساعدات إنسانية أو دعم لوجستي لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، في حين يقف هو وبلاده موقف المتفرج أو الداعم أو المبرر للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.

هذا مثال واحد يدل على مدى الوصاية والهيمنة الأميركية على حلفائها الذين يرتضون ذلك ومقنتعون به، ويتجنبون أي مكدر يسيئ لهذه الوصاية ولو على حساب مصالح شعوبهم غالبا.