افتتحت في الساعة 4:30 من عصر أمس (الخميس) منافسات بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس (27) لكرة اليد التي يستضيفها النادي الأهلي في الفترة من 8 حتى 18 مارس/ آذار الجاري، بمشاركة 7 أندية خليجية يتقدمها ممثلو كرة اليد البحرينية الأهلي والنجمة بالإضافة إلى أندية أهلي جدة السعودي، القادسية الكويتي، الصليبيخات الكويتي، مسقط العماني بالإضافة إلى الأهلي القطري.
وأقيم حفل افتتاح مبسط جدا رعاه رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة رئيس اللجنة المنظمة العليا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، بحضور رئيس اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون السعودي نصر هلال، كما حضر حفل الافتتاح رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد عبدالرحمن بوعلي، ورئيس نادي النجمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، ونائب رئيس النادي الأهلي مؤنس المردي، غير أن الجمهور كان دون المستوى.
وبعد الافتتاح الرسمي، افتتحت منافسات البطولة بإقامة لقاء الافتتاح وجمعت مستضيف البطولة النادي الأهلي مع مسقط العماني، وتمكن المضيف من تحقيق فوز سهل على ممثل كرة اليد العماني المجتهد، بنتيجة (32/25)، بعد أن انتهى شوط المباراة الأول لصالحه بفارق 10 أهداف (21/11)، في المباراة التي أقيمت على صالة مركز الشباب بالجفير.
الأهلي البحريني × مسقط العماني
وفي الوقت الذي قدم فيه النادي الأهلي شوطا أولا رائعا نسبيا، قدم شوطا ثانيا دون المستوى، بدليل أنه أنهى الشوط الأول بفارق وصل إلى 10 أهداف، ووجد نفسه في نهاية المباراة فائزا بفارق 7 أهداف فقط، وتميز الأهلي خلال الشوط الأول بالأداء الدفاعي القوي المركز معتمدا على الهجوم الخاطف بالدرجة الأولى للتسجيل، في الوقت الذي لم يكن الهجوم التكتيكي المنظم فعالا بالشكل المطلوب، ولكن يبقى أنه لا يريد كشف كل أوراقه قبل اللقاء المرتقب مع الأهلي في الجولة المقبلة، بينما مسقط العماني فقد ضيعته الأخطاء الهجومية في الشوط الأول، ولعب بروح قتالية وحماسة في الشوط الثاني مكنتاه من تقليص الفارق.
وبدأ الأهلي المباراة في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم أحمد طراده، وأثناء الهجمة تتحول إلى 4/2 بخروج أحمد عبدالنبي لمواجهة كابتن مسقط العماني نبيل البلوشي، فيما كان طراده يعمل على الحد من خطورة الدولي العماني جميل المعشري، وأما مسقط العماني فلعب بالتكتيك الدفاعي ذاته بتقدم حسين الحسني بهدف التأثير على مركز صناعة اللعب بالأهلي والتي تكفل بها ماهر عاشور، والأهلي منذ اللحظات الأولى بدأ قويا في دفاعه وترجم ذلك إيجابية في شباك مسقط عبر الهجوم المرتد السريع (الفاست بريك) ليتقدم مع أول 3 دقائق (3/صفر).
والتفوق الكلي الأهلاوي لم يستمر طويلاَ، بسبب الأخطاء الدفاعية من ضعف تمركز ومراقبة تحديدا في الجهة اليمنى من دفاع الأهلي على الدائرة التي شغلها أحمد عبدالنبي وعباس مال الله، وفي الهجوم المنظم لم يكن الأهلي في المستوى، فأحمد عبدالنبي يلعب في مركز عكس يده، وهذا الوضع يؤثر كثيرا على عطائه، فيما سعيد جوهر لم يكن في مستواه المعروف، وما عوض ذلك التألق الملفت للجناحين عباس مال الله ورائد المرزوق في الدخول والتسجيل من الزوايا الصعبة، وفي المقابل فإن المردود الهجومي لمسقط تحسن كثيرا مع دخول المعشري والبلوشي أجواء المباراة ووضح تركيز مسقط على هذين الاثنين لتخليص الهجمات، وسارت المباراة متكافئة بين الفريقين، وفي الدقيقة 10 كانت النتيجة (5/4) لصالح الأهلي.
وفي الدقيقة 13 أوقف حسن الجابري لمدة دقيقتين، الأهلي استغل ذلك جيدا، عبر الدفاع القوي والفاست بريك الذي تميز به عباس مال الله ورائد المرزوق بالإضافة إلى أحمد طراده، فيما النقص في صفوف مسقط العماني زاد من الأخطاء الهجومية كالدخول الخاطئ والتسليم غير السليم للكرة، ووسع الأهلي الفارق إلى 6 أهداف في الدقيقة 17 (11/5)، وطلب على الفور مدرب مسقط التونسي محمد منصور وقتا مستقطعا لإيقاف انطلاقة الأهلي، ولكن الأهلي لم يتوقف، أو يتراجع، وخصوصا مع التغييرات الإيجابية التي أجراها مدربه التونسي عبدالرحمن حمو بعودة أحمد عبدالنبي إلى مركزه في الباك الأيسر، ثم مشاركة صادق علي لأول مرة هذا الموسم، وقدم مستوى طيبا، وعلى رغم ذلك فإن الأمر لم يخلُ من الأخطاء الدفاعية هذه المرة جهة حسين فخر، وانتهى الشوط الأول بعد ذلك بفارق 10 أهداف لصالح الأهلي (21/11).
وفي الشوط الثاني، واصل الأهلي تفوقه الملحوظ الذي فرضه مع النصف الثاني من الشوط الأول، ففي الدفاع لعب بالتكتيك ذاته، وأشرك عبدالهادي عاشور بدلا من أحمد طراده. الجانب الدفاعي في الأهلي كان مميزا للغاية وبدا الفريق أكثر تركيزا وقوة ما أجبر لاعبو مسقط العماني على العشوائية في التصويب من جانب وارتكاب الأخطاء من جانب آخر، ودليل ذلك أن مسقط حتى الدقيقة 10 لم يسجل سوى هدى واحد فقط في إشارة واضحة إلى ضعف المردود الهجومي لديه، وأما بالنسبة إلى الأهلي في الجانب الهجومي فكان فعالا جدا وخصوصا مع تألق صادق علي الذي كان مصدر تسجيل الأهداف في الوقت الذي انشغل فيه لاعبو مسقط بسعيد جوهر، وصارت النتيجة في الدقيقة 10 (26/12).
وفي الدقائق التالية، بدل مسقط أسلوبه الدفاعي من 5/1 إلى 3/2/1، بهدف التأثر على فاعلية الخط الخلفي، ونجح في ذلك نسبيا، وأجبر الأهلي على الوقوع في الأخطاء الهجومية، وبدأ يسجل عبر الهجوم المرتد السريع في ظل إجادته لتطبيقه وفي ظل تأخر لاعبي الأهلي في العودة إلى منطقتهم بعد فقدان الكرة، وبدليل أن معدل التسجيل قل نسبيا، في الوقت الذي كان من المفترض أن يرتفع، وفي الدقيقة 19 صارت النتيجة (30/18)، ولذلك أخرج حمو سعيد جوهر وأشرك بدلا عنه علي حسين، وأشرك حسين فخر بدلا من ماهر عاشور لتنشيط الجانب الهجومي ولكن الوضع لم يتحسن وبقت الأخطاء موجودة، وفي الدقيقة 22 كانت النتيجة (30/21) ثم (30/22)، والأهلي منذ الدقيقة 14 حتى الدقيقة لم يسجل سوى هدف واحد في إشارة إلى معاناة الأهلي هجوميا وتراجع مردوده، ولم يسجل الأهلي إلا حينما لعب مسقط ناقصا في الدقيقة 26.
والمعاناة الأهلاوية لم تتوقف، وحمو لم يثبت على تشكيلة معنية، في أكثر من مرة على مستوى العناصر والمراكز، حاول أن يجد حلا للعقم الهجومي وقلة الحيلة إلا أنه لم نشهد أي تطور ملفت على مستوى الأداء الهجومي، والأهلي إن كان متفوقا فكان بفضل الدفاع القوي في بداية الشوط، وحتى الدفاع بدا في الثلث الأخير من الشوط من دون تركيز، ولاعبو مسقط لعبوا بروح قتالية وحماسية، وفي الدقيقة 29 قلصوا الفارق إلى 6 أهداف (31/25)!، قبل أن تنتهي المباراة لصالح الأهلي (32/25).
العريبي: لهذا السبب تحسن أداء الفريق في الشوط الثاني
مدرب مسقط العماني محمد العريبي الذي صار له مع فريقه 4 أيام فقط، قال: «لم نكن في المستوى خلال الشوط الأول بسبب الأخطاء الهجومية الكثيرة التي ارتكبها اللاعبين، ولكن في الشوط الثاني دخلنا بروح جديدة، وتقلصت الأخطاء بعد أن نبهناهم عنها بين الشوطين، ولاحظتم التحسن الواضح في أداء الفريق في الشوط الثاني، وتمكنا من تقليص الفارق في النتيجة».
وفيما إذا كان تراخي لاعبي الأهلي بعد اتساع الفارق سببا في تميز مسقط خلال النصف الثاني ومن ثم تقليص الفارق، أجاب «بالتأكيد لا، لاحظتم كيف أن مدرب الأهلي أعاد لاعبيه إلى المعلب بعد أن أخرجهم».
وفيما يتعلق بعامل الخبرة، قال: «نعم، فارق الخبرة واضح، لاعبينا قليلو خبرة، ولكننا من هذه البطولة نسعى إلى إعداد الفريق للبطولات المحلية في عمان من خلال الاحتكاك في هذه البطولة».
الدولار: التراخي سبب التراجع والعتب على الجماهير
بعد المباراة التقينا بلاعب النادي الأهلي أحمد عبدالنبي الذي قال عن المباراة: «لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول على رغم أننا لم نجرِ عملية الإحماء بالوقت الكافي لدخول المباراة، كنا منذ البداية نطمح في أن نوسع الفارق في النتيجة حتى لا ندخل في حسابات الأخطاء في الأوقات الحساسة من المباراة وهذا ما حدث فعلا».
وفيما إذا كان سبب التراجع في الأداء خلال الشوط الثاني لضعف في الجانب البدني، أجاب: «لا المشكلة لم تكن في هذا الجانب، فنحن جاهزون من هذه الناحية، ولكن أعتقد أن الفارق الكبير الذي انتهى عليه الشوط الأول أدى إلى تراخٍ في أدائنا، الأمر الذي استغله نادي مسقط إيجابيا لمصلحته وقلص الفارق في نهاية المباراة».
وفيما إذا كان مركزه عكس يده قلل من عطائه في المباراة، أجاب: «من ناحية التسجيل بالتأكيد أثرت، ولكن نحاول أن نلعب بجماعية من أجل مصلحة الفريق، ليس المهم من يسجل المهم أن يسجل الفريق، وبالتالي ظهور الفريق بالمستوى هو الأهم».
وفي نهاية تصريحه قال: «مع احترامي للجماهير التي حضرت، فهذا العدد لا يتناسب مع النادي الأهلي الذي يعد أحد أكثر الأندية جماهيرية، أعاتب الجماهير، فالبطولة مقامة في البحرين، ومن واجب الجماهير إنجاحها، أتمنى أن نرى حضورا أكثر كثافة في المباريات المقبلة».
مساعد القادسية: لم يكن الفريق في يومه
قال مساعد مدرب القادسية الكويتي وليد فايز إن اللاعبين قدموا كل ما يملكون لولا الحظ الذي خذلهم في الدقائق الأخيرة، موضحا «كان الأهلي متقدما بفارق 6 أهداف، ولكننا تمكنا من تحقيق التعادل وكان لدينا إمكان التقدم وتوسيع الفارق لولا إضاعة مشعل السويلم لفرصتين ثمينتين من انفرادين»، مضيفا «الشوط الثاني بدأناه كما الأول لكن الحظ لم يكن مع الفريق، وقد أضاع اللاعبون 3 إلى 4 رميات جزاء، وفي الأخير فإن المباريات فوز وخسارة».
وتابع «لم يتوقع اللاعبون أن يكون نسق المباراة سريعا، وخصوصا عندما تقدم الأهلي بفارق 6 أهداف، بعد أن كنا متقدمين في بداية الشوط، ولكننا تداركنا ذلك في آخر عشر دقائق وتحقق التعادل والتقدم من جديد في الدقائق الثلاث الأخيرة، ليعود الفريق إلى أجواء المباراة، ولكن في النهاية لم يوفق اللاعبون وأضاعوا الكثير من الفرص المهمة ليخسر الفريق».
وأكد فايز أن المدرب سعى لإبقاء اللاعب مشعل السويلم على رغم أنه لم يكن في يومه، إذ يعد لاعبا مهما، وكان وجوده مهما لسحب لاعب وفتح الثغرات لزملائه، لكن ليس كل لاعب يعطي بمستواه في كل مباراة.
وعن المباراة المقبلة مع مسقط العماني قال: «نسعى لتحقيق الفوز فقط وتعويض الخسارة الأولى من أجل العودة إلى المنافسة من جديد قبل مباراة الأهلي الأخيرة».
حارس الأهلي: كدنا نخسر المباراة بسبب المدرب
تألق الحارس الدولي مناف آل سعيد وقاد فريقه إلى فوز ثمين في أولى مبارياته بالبطولة، غير أن آل سعيد لم يكن راضيا عن أداء الفريق في مباراة أمس مع القادسية، مشيرا إلى أن الفريق صعب على نفسه المباراة، بعد أن كان الفريق متقدما بفارق وصل إلى 6 أهداف.
وقال: «لم يعرف مدرب الفريق كيفية التعامل مع الوضع عندما كنا متقدمين بهذا الفارق إذ كان عليه أن يهدئ اللعب ولكن هذا ساعد القادسية على العودة إلى أجواء الشوط الأول»، مضيفا «لم يكن المدرب في الملعب في الشوط الثاني الذي تمكنا من الفوز به بمجهودات اللاعبين التي قادتنا نحو الفوز».
وحمل آل سعيد على مدرب الفريق، مؤكدا أن الفريق لو خسر المباراة سيكون ذلك بسبب المدرب وعدم قدرته على التعامل مع أجواء اللقاء، مشيرا إلى أن الأداء المتذبذب الذي قدمه الفريق كان بسبب المدرب.
وأوضح آل سعيد أن تألقه في مباراة أمس كان بسبب مجهودات وعطاء لاعبي الفريق، قائلا: «لم يأتِ تألقي من فراغ، فاللاعبون ساعدوني على ذلك ولم يقصروا في الدفاع وهو ما أعطاني القدرة على التألق».
نصر هلال: اليوم الأول يبشر بمستوى أفضل
أكد رئيس اللجنة التنظيمية لكرة اليد بدول مجلس التعاون السعودي نصر هلال أن اليوم الأول جاء ليبشر بمستوى أقوى في الأيام المقبلة من البطولة، مشيرا إلى أنه «لم تكن المباراة الأولى قوية وخصوصا مع التسيد الواضح من قبل الأهلي البحريني، وحداثة الفريق العماني، فيما كانت المباراة الثانية قوية وشهدنا فيها كرة يد حديثة، ووجدت فيها الإثارة، وكان فيها الأهلي متقدما بفارق كبير، واعتقدنا حينها أن المباراة انتهت لكن القادسية تمكن من العودة وهذا هو مستوى الفرق الكبيرة، وكاد القادسية أن يخطف الفوز».
وعن الأمور التنظيمية في اليوم الأول من البطولة قال: «نحن في اللجنة الفنية للبطولة يهمنا جدا سير المباريات وتعيين الحكام، وطريقة إدارة المباريات، ونترك الأمور التي تكون خارج نطاق الملعب للنادي المنظم والاتحاد البحريني».
وأكد أن نظام المجموعتين في البطولة يجعلهما خطرتين، فالأربع فرق سيكون الإرهاق موجودا فيها والثانية سيكون فيها الإثارة نظرا إلى أن خسارة مباراة ستجعل الأمور صعبة، وأتمنى أن يحظى الجمهور البحريني المتابع بالمتعة في مشاهدة المباريات من أداوراها الأولى حتى النهاية.
العدد 1645 - الخميس 08 مارس 2007م الموافق 18 صفر 1428هـ