العدد 1660 - الجمعة 23 مارس 2007م الموافق 04 ربيع الاول 1428هـ

نقلد الغرب في العري وليس في الموسيقى... أنا أول من كسرت القاعدة

ديانا حداد لـ «ألوان الوسط»:

صوت يحمل الشجن العربي، وسنوات من النجاح والنجومية مع كل ألبوم جديد، وكليب مختلف «ديانا حداد» تؤكد دائما أن مشكلتها عاطفيتها الزائدة، فهي طيبة إلى أبعد الحدود والبعض يستغل هذه الطيبة بشكل سيئ... ترفض العري والفن الهابط وعلى رغم أنها لبنانية الأصل فإنها ترى فيما يحدث علي الساحة الغنائية اللبنانية أمرا مؤسفا، وترفض من يحاول المساواة بينها وبين مطربات العري كليب، وفي حديثها أكدت أن الفن رسالة سامية، وأشياء كثيرة كشفت عنها في حديثها إلى «ألوان الوسط»:

قدمت «الدويتو» أكثر من مرة مع الفنان محمد العزبي في «جرح الحبيب» ومع عيظة المنهالي في «لو يسألوني» وأخيرا مع الشاب خالد في «ماس ولولي» فلماذا كررت التجربة أكثر من مرة؟

- أولا أنا لم أخطط لأغنية «ماس ولولي» لأنها في الأساس كانت مكتوبة من زمان وأنا أحب الراي الجزائري وهذا ما أوحى إلى فكرة تقديم «الدويتو»، وعندما طرقت فكرت في الشاب خالد لأنه ملك الراي كما يطلقون عليه وقدم هذا اللون بجرأة إلى جانب أن صوته متناغم مع صوتي ومتوافق مع طبقات صوتي، ولا أنكر أن هذا العمل إضافة إلي ونجحت بجانب باقي الأغاني فلقد قمت بتصوير أغنية «زي السكر» لأن الجمهور أحبها.

وهل هذا «الدويتو» خطوة إلى العالمية وخصوصا أن الشاب خالد له جمهوره في أوروبا والعالم؟

- خالد فنان عالمي عندما شرعت في العمل معه، لم تكن تشغلني فكرة الوصول إلى العالمية، وإنما تقديم «دويتو» كما قلت به «راي جزائري» ردا على ما ردده البعض من أنني حاولت استغلال خالد فبغض النظر عن ذلك نحن نقدم فنا.

على رغم كساد سوق الكاسيت فإنك طرحت ألبومك الجديد فكيف تتعاملين مع هذه المشكلة؟

- ليس في يدي شيء ولكن بشكل عام أصبح هناك تشبع من الفضائيات والإنترنت كل هذا له تأثير علي ألبومي الذي طرح على النت قبل أن يطرح في الأسواق غير أن الألبوم سعره 15 جنيها مصريا والجمهور العربي لا توجد لدية إمكانات مادية لذلك يلجأ إلى النت، وهذا أسهم في أن الناس كلها أصبحت تسمع وأفضل أن أطرح الألبوم CD بدلا من المبالغ الطائلة بتسجيلي عشر أغانٍ تهدر وقتا ومجهودا وأقترح أن نطرح ثلاث أو أربع أغانٍ وتصور لأننا في عصر الفضائيات والأغنية المصورة.

وهل من الممكن أن يتقبل الجمهور ثلاث أغنيات في ألبوم واحد؟

- وما المانع في أن يحدث هذا وخصوصا أن كلفة الفيديو كليب تقارب كلفة فيلم، وهذا سيوفر على المنتج وسيصل إلى الناس.

كسر القاعدة

معظم أغنياتك بها شجن فهل اخترت هذا اللون للانفراد به؟

- أنا لا أستطيع البعد عن إحساسي وما فعلته من أول أغنية «أمشي ورا كدبهم»، و «جرح الحبيب» حتى عندما غنيت بالخليجي كان لي لوني كما أنني غنيت الشعبي والخليجي واللبناني الجبلي والبدوي والراي فأنا أول من اتجه إلى هذا اللوك وكسرت القاعدة بأغنية «ساكن» ثم «أمانية» الذي كان جديدا و «مائي بائي» و «شاطر».

على رغم أن معظم الفنانين اللبنانيين يأتي انتشارهم بعد الغناء باللهجة المصرية فإن ديانا هي الوحيدة التي حققت نجاحا للهجة اللبنانية أكثر من المصرية لماذا؟

- فعلا غنيت باللبناني «شاطر يا مايا» و «جرح الحبيب» ومن الطبيعي أن البدايات لا تنجح معها كل الألوان ولكنها نجحت معي لأن صوتي جبلي تليق عليه اللهجات اللبنانية أكثر من أية لهجة أخرى وغنيت أيضا باللهجة المصرية، ووجدت استحسانا كبيرا عند الجمهور، وأحرص دائما ألا يخلو ألبومي من ثلاث أو أربع أغنيات باللهجة المصرية لأنها الجسد القوي الذي يساعدني علي الانتشار كما أرى أن مصر محطة مهمة في مشوار الفنان يجب أن يأخذ تأشيرة النجاح منها.

لماذا تفضلين الظهور بالبساطة وعدم المبالغة في الماكياج وسط منافسة قوية بالجسد والإغراء؟

- في رأيي أن الناس أصبح عندها تشبع من هذا النوع فأصبحوا يحترمون البساطة ويبحثون عنها، ومن بداياتي وحتى الآن وأنا لي لوك مختلف في كل أغنية فأنا لا أواكب العصر الذي أصبح فيه الاستعراض بالأجساد، فمن يوجدن الآن ينافس بأجسادهن وليس بأصواتهن ولكن لا أفكر أن هناك أصواتا حلوة، وأنا الآن أظهر في أي كليب من دون ماكياج فهذا نوع من التحدي والجرأة في زمن أصبح القليل يحافظ علي شكله وطبيعته فالناس أحبوني لأنني على طبيعتي.

غير مشرف

لقد أصبحت الحرب بين المطربات اللبنانيات شرسة لذلك نجد أخبارا مشينة في الصحف فكيف تنظرين إلى هذا كفنانة لبنانية؟

- مع احترامي كوني لبنانية لكنني لا يشرفني هذا الشيء ولا يشرف أي فنان لأن الفن لم يكن هكذا، صحيح أن هناك اختلافا في الآراء لكن ليس كما تقرأ في الصحف وهذا يقلل من شأن الفن، الذي أعتبره رسالة يجب الحفاظ عليها، وبالنسبة إلي لا أهتم بأي شيء يقال علي، صحيح هناك غيرة فنية ولكن لا تكون بهذه الفجاجة التي نحن عليها في لبنان، والأمر مختلف في مصر لأن الفنانين قلبهم على بعض ولدينا بلبنان مواهب كبيرة لا نجد عليها كلاما، مثل «نوال الزغبي وراغب علامة ووديع الصافي وفضل شاكر وعاصي الحلاني وجورج وسوف ووائل جسار ووائل الكفوري»، وغيرهم وهم شرفوا الفن اللبناني والعربي.

من في رأيك من المطربات اللاتي تنجح بالبساطة والصوت فقط وليس بالجسد؟

- كثيرات مثل شيرين وأحبها جدا، وأيضا نوال الزغبي ذكية باختياراتها وكل مرة تظهر بشكل مختلف حتى نانسي مهضومة وكليباتها أصبحت كلها بساطة وأليسا وكارول سماحة.

قمت بالغناء بجميع اللهجات هل هذا غرضه الانتشار أم ماذا؟

- نعم وكثير من الفنانين فعلوا ذلك، مثل أنغام وذكرى رحمها الله ، وغيرهما فأنا أحرص على التنوع لأنني فنانة عربية وأحاول أن أرضي جميع الأذواق من الخليج إلى المحيط حتى عندما طرحت ألبوما خليجيا طرح في الخليج فقط ولم يطرح في مصر، والمهم ما أقدمه فلقد وجهت إلي انتقادات من بعض الفنانين قبل النقاد ممن قالوا نحن ضد هذا لذلك كنت أرد عليهم بأنني أخوض التجربة، وكل النجوم الكبار جربوا فهناك من غنى بفصحى وخليجي ولبناني وأندلسي وتواشيح وعراقي فلا أعرف لماذا التعصب؟!

يقال إنك ابتعدت عن طبيعتك في الغناء أخيرا فما ردك؟

- لقد قدمت «ساكن وأمانيه واللي في بالي» وكل هذه الأغاني بها راب ميوزيك حتى أغنية «ساكن» كان توزيعها غربي «وشاطر ويا أمايه وماني ماني»، فهذا النوع هو الذي عرفت به، فما المانع إذا وزعت توزيعا جديدا هذا بالتأكيد سيضيف إلي.

لكن البعض رأى أنك بذلك تفعلين مثل باقي الفنانين الذين يتجهون إلى تقليد الغرب؟

- للأسف هم لا يقلدونهم بالموسيقى بل بالعري فهل ما يقدمونه بوب ميوزيك.

وما رأيك إذا فيما يحدث على الساحة الغنائية؟

- كما قلت هناك أصوات حلوة وجيدة ومواهب قادمة وهناك أصوات لا تملك الموهبة فصار الغناء مهنة من لا مهنة له.

لكنهم أصبحوا معكم في قارب واحد؟

- من قال ذلك؟ كل ما في الأمر أنهم فرضوا أنفسهم من خلال وسائل الإعلام التي فرضتهم على الجمهور لكنهم ليسوا قادرين علي منافسة مطربات كبار، فنحن نحترم الجمهور لكي يحترمنا على رغم أنه أصبح للأسف الغناء الآن تعريا فهم ليسوا نجوما، صحيح لسنا في زمن أم كلثوم وعبدالحليم، ويجب أن نكون واقعيين، ولكن في المقابل توجد أصوات حلوة، مثل «نوال الزغبي ونجوى كرم وأصالة وشيرين ولطيفة وسميرة سعيد»، وللأسف هناك ظاهرة انتقلت إلى الشباب يغني لتكون لدية معجبات.

ما هي أكثر صفة لديك تتمني أن تتخلصي منها؟

- طيبة القلب أحاول أن أتمرد عليها ومواعيدي غير المضبوطة أحيانا ويغلب علي التشاؤم في بعض الأوقات.

من وجهة نظرك، هل الفن الآن يستطيع تحقيق ما عجزت عنه السياسة؟

- سابقا كان يحدث هذا فالصوت والأغنية كانتا توحدان الشعوب العربية، والآن لا أعتقد ذلك، فقد أصبح الفن بلا هوية وكثرت الأصوات والأشكال فلم تعد تعرف من هو السفير للأغنية العربية، لكننا كشعوب يستحيل أن نتوحد، ولو كنا نريد ذلك كنا توحدنا من زمن فنحن شعب متناقض نتكلم ولا نفعل.

وأخيرا كيف توفقين بين البيت والعمل؟

- أنا بيتوتية وعائلتي هي الأساس وأعتز بأمومتي وأنا ست بيت شاطرة وأجيد طهي كل الأكلات اللبنانية بالإضافة إلى بعض الأكلات المصرية والمغربية والخليجية.

العدد 1660 - الجمعة 23 مارس 2007م الموافق 04 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً