العدد 1661 - السبت 24 مارس 2007م الموافق 05 ربيع الاول 1428هـ

إغلاق مركز رواد الأعمال

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

كما توقعت «الوسط» في نهاية العام الماضي فإن منتدى المستقبل الذي طرحه الرئيس الأميركي على قمة الدول الثماني في سي آيلاند في ولاية فلوريدا الأميركية في منتصف العام 2004 بهدف نشر الديمقراطية في بلدان الشرق الأوسط قد مات فعلا، وهذا ما أكده مدير مركز رواد الأعمال الشباب ديفيد موسبي الذي وزع بيانا قال فيه إن المركز الذي انشئ في البحرين كإحدى مبادرات منتدى المستقبل سيغلق أبوابه في يونيو/حزيران المقبل، وذلك بعد أن رفضت ست دول (من أصل ثماني هي مجموعة الدول الثماني) مواصلة التمويل.

فأميركا مولت المركز، ثم قدمت بريطانيا مساندة اخرى، فيما رفضت باقي الدول الثماني (اليابان، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا، روسيا) تقديم أي عون للمركز الذي كان يهدف إلى مساعدة شباب الشرق الأوسط «الكبير» الانخراط في عالم المال والأعمال وصناعة الثروة بدلا من الانخراط في تنظيمات سرية انتحارية أو الالتحاق بقافلة العاطلين الشباب العربية.

مركز رواد الأعمال نشط منذ نهاية 2005 وقام بتقديم برامج تدريبية لأكثر من 1300 شاب، وقد نقل البيان الصادر عن المركز أن أحد الاشخاص حصل على شهادة عليا في الإدارة بفضل المركز، وأن ذلك مكنه من تأسيس شركته «أجايل بيزنيس سوليوشنز»، وأن البرنامج التدريبي الذي انطلق من البحرين خدم شبابا من الكويت وعمان والأردن واليمن والإمارات، ويخطط المركز لتدريب سعوديات على ريادة الأعمال قبل أن يغلق أبوابه في شهر يونيو المقبل.

منتدى المستقبل بدأ كفكرة أميركية تقول إن الإرهاب في الشرق الأوسط سببه انتشار الدكتاتورية، وأن الحل الأفضل على المدى البعيد يتمثل في نشر الديمقراطية، حتى لو زعل الأصدقاء الذين يعتمد حكمهم على دعم أميركا.

وحشدت الولايات المتحدة كثيرا لهذه الفكرة، ولكنها سرعان ما تراجعت عنها في 2006 بعد أن رأت الإدارة الأميركية أن السماح بالديمقراطية قد يؤدي إلى وصول من لا تحبهم أميركا إلى مواقع النفوذ. وكانت الحرب الإسرائيلية على لبنان هي الإعلان المشترك عن إلغاء فكرة نشر الديمقراطية والعودة إلى لغة اخرى لا تبشر بالأمن والاستقرار المؤسس على الديمقراطية.

من المؤسف أن مركزا يخدم الشباب في ريادة الأعمال يغلق أبوابه الآن، ولكن إذا كانت هناك عبرة من كل ما حصل فهي أن التغيير يجب أن ينطلق من داخلنا، والأمل في الجهود المستنيرة التي يمكنها أن تأخذ الشباب نحو مستقبل مشرق بعيدا عن التأثيرات السلبية للسياسات غير الحكيمة، هي أهم ما يعول عليه شباب المستقبل.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1661 - السبت 24 مارس 2007م الموافق 05 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً