العدد 1663 - الإثنين 26 مارس 2007م الموافق 07 ربيع الاول 1428هـ

حلف أمني يجمع الرياض بطهران

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

استضاف مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة مساء أمس المحلل الاستراتيجي البريطاني باتريك سيل، الذي أغنى الأمسية بتحليلات ورؤى استراتيجية معمقة. وعلى رغم أن بعض «أيتام صدام» كانوا في القاعة، وتعليقاتهم كادت تعكّر صفو الندوة، فإن النقاش كان نوعيا، وتُشكر الشيخة مي على احتفائها بمثل هذه الشخصيات المميزة.

باتريك سيل قال في مداخلته إنه يتذكر الخليج قبل أربعين سنة عندما كان خلف الركب، أما اليوم فدول الخليج أصبحت قطبا سياسيا يمكنه أن يلعب دورا في تهدئة المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار من خلال لعب دور تواصلي وتجسيري بين القوى الإقليمية التي لايمكن تحقيق الأمن من دون إشراكها. واقترح أن تلعب دول الخليج دورا في إقامة حلف أمني إقليمي يجمع طهران والرياض يحفظ أمن الخليج.

انطلق باتريك سيل بالإشارة إلى اضمحلال دور مصر الإقليمي منذ 1979، وغياب دمشق بعد الحوادث الأخيرة التي عصفت بالمنطقة، وكذلك اختفاء بغداد بعد قيام صدام باحتلال الكويت في 1990 وما تبع ذلك من حروب وأزمات. وعليه، قد برزت السعودية كلاعب رئيسي على الساحة العربية، وبرزت إيران التي تشعر بأنها مهددة من أميركا وعدد من القوى المحيطة بها، ووجدت فرصتها للظهور كلاعب إقليمي بعد احتلال العراق. وقال إن إيران لم تعد تلك الدولة التي تسعى الى تصدير ثورتها، وإن كل ما يهمها أن تحافظ على وضعها وحقوقها بأن تكون دولة ذات نفوذ في محيطها.

السعودية وإيران تبرزان كلاعبين إقليميين أساسيين بالنسبة إلى أمن الخليج، والحوادث على مر العقود الماضية أثبتت أن دول المنطقة ترفض بروز دولة مهيمنة. فمصر عبد الناصر لم تستطع أن تحقق الهيمنة، وعراق صدام لم يتمكن من تحقيق الهيمنة، وفي العام الماضي انتهت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر بعد الحرب على لبنان وبدأت الأصوات داخل «اسرائيل» ترتفع للمطالبة بتسوية سلمية مع العرب، وأميركا التي أصبحت قوة شرق - أوسطية بعد احتلالها العراق فقدت هيبتها بعد الصفعات المتتالية لها في العراق وأيضا في أفغانستان، ولم يعد بالإمكان الحديث عن قوة مهيمنة على الآخرين في الشرق الأوسط، ولذلك فإن التوجه الحالي يسير نحو «تعددية الأطراف» في تحقيق الأمن في المنطقة.

ومن هذا المنطلق - بحسب باتريك سيل - فإن الدول الخليجية الصغيرة يمكنها أن تلعب دور الجسر لإقامة تحالف أمني تدخل فيه كل الأطراف، وتجمع في داخله الرياض بطهران، وذلك بهدف تحقيق الأمن والاستقرار اعتمادا على القدرات المتوافرة والتي لايمكن الاستهانة بها عند النظر إلى مقدار الثروة المادية والإمكانات الأخرى التي استحصلت عليها دول الخليج خلال العقود الماضية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1663 - الإثنين 26 مارس 2007م الموافق 07 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً