في إطار الاستعدادات لاحتفالية مسرح الصواري السنوية بيوم المسرح العالمي في الفترة 2-7 ابريل/ نيسان الجاري، يعكف المخرج المسرحي حسين الحليبي، وفرقة مسرح الصواري، على بروفات مسرحية «حياة إنسان» للكاتب الروسي ليونيد أندرييف، والتي تصور مجموعة من اللوحات التي تستعرض مراحل حياة الإنسان منذ ولادته، مرورا بفقره واستغنائه، وصولا لموته.

وتتلخص الفلسفة الرئيسية للمسرحية في تصوير صراع الإنسان بكل الظروف المحيطة به، والتي يفرضها عليه القدر، وتدور الحوادث حول صراع رجل «الإنسان» وزوجته مع القدر الذي يرفضانه ظنا منهما بأنهما يستطيعان التغلب عليه. يصادف الاثنان مجموعة من المواقف يؤدي بعضها «الإنسان» وزوجته من جانب، بينما يؤدي بعضها الآخر مجموعة من الأشخاص المحيطين بهما والمرافقين لهما في جميع أطوار حياتهما. لا يتمكن «الإنسان» وزوجته من رؤيتهم هؤلاء الأشخاص أو التفاعل معهم، في الوقت الذي تتمكن فيه تلك المجموعة من مراقبة الإنسان وزوجته في جميع مراحل حياتهم.

«ما يصادف الإنسان هو تصادمه مع قدره وصراعه معه ومحاولته التغلب عليه» هكذا يختزل الحليبي أحداث مسرحيته التي تمتد بروفاتها بشكل يومي من الساعة الثامنة حتى الحادية عشر من منتصف الليل، وذلك مع اقتراب الوقت المحدد للعرض في السابع من ابريل على مسرح صالة مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة، وتستمر عروضها حتى 15 من الشهر نفسه.

ويواصل موضحا بعض تفاصيل المشاهد والأدوار «تنقسم المسرحية إلى خمس لوحات تمثل مراحل حياة الإنسان»، مضيفا «يشارك الممثل باسل حسين في دور (الإنسان)، والممثلة رشا الشويخ في دور زوجته، وهما اللذان يقدمان كل مراحل حياة الإنسان؛ وهناك مجموعة مرافقة للأطوار التي يمر بها الإنسان، قد يراهم البعض مراقبين، وتأتي أدوارهم في وصف ما يواجهه الإنسان في حياته».

رؤية الحليبي في الصورة التي يقدم بها العرض تأخذ طابعا متميزا، إذ يعرض العمل في مكان سوف يتم تصميمه على هيئة نفق، في إشارة إلى «الحياة، ويأتي توظيف النفق في المسرحية لاستخدام العمق المسرحي، فيمكن في بعض الأحيان أن يستخدم لتقريب الصورة، وفي بعض الأحيان لإبعادها، ويساعد في بعض الأحيان على إيضاح المدة من الماضي والحاضر والمستقبل، ففضاء العرض يخدم لإعطاء هذا البعد، إلى جانب أننا سنستخدم نظام عرض لربط مراحل حياة الإنسان بأحداث العالم».

الممثلة رشا الشويخ وجدت في نص المسرحية بساطة غير معتادة في نصوص المسرحيات التجريبية، فهو كما تقول «واضح»، وهو ما دفعها للمشاركة لأول مرة في تقديم هذا النوع من المسرحيات.

صعوبة العمل تكمن في رأي الشويخ في الدور الذي تؤديه، إذ ان «مقدار التحولات التي تتطلبها الشخصية في التعابير والانفعالات كثيرة جدا، فأنا أنتقل من السعادة للحزن والمفاجأة والخوف في فترات قصيرة جدا». هي بذلك تعبر عن قلقها من تقديم هذا العرض، إذ إن «جمهور الصواري لا يقتنع بأي شخص وأي عمل، ويذهب في تطلعاته للحصول على أفضل أداء ممكن من الممثل».

أمين سر مسرح الصواري محمود الصفار أكد أن البروفات بدأت منذ حوالي الشهرين وهي مستمرة حتى موعد العرض، مشيرا إلى أن دور مجموعة الأشخاص المرافقة لأطوار الإنسان، وهو أحد أعضاءها، يبرز كنقلات بين اللوحات ويقرب للمشاهد المرحلة التي وصل إليها الإنسان.

مشكلة الصفار الوحيدة تتمثل في التوفيق بين مهامه كونه ممثل في المسرحية، وإداري في المسرح مسئول إلى حد كبير عن تنظيم كثير من الأمور لبرنامج المهرجان المتكامل للاحتفال بيوم المسرح العالمي، وهو الذي تشارك فيه فرق مسرحية من داخل وخارج البحرين.

يذكر أن كاتب مسرحية «حياة إنسان» ليونيد أندرييف حرر النص من خلال تأمله للوحة فنية لرسام ألماني، كانت تصور حياة الإنسان من الولادة حتى الموت، الأمر الذي دفعه، هو الآخر لتقديم عمله على هيئة لوحات تصور مراحل حياة الإنسان من الولادة حتى الموت، مستعرضة بعض الأحوال التي يمر بها خلال ذلك من الفقر والحرمان، حتى الغنى، وصولا للوحة الشقاء.

الصواري يحتفل بيوم المسرح

تبدأ مساء الغد الاحتفالية السنوية بيوم المسرح العالمي التي ينظمها مسرح الصواري والتي تتواصل على مدى 6 أيام في الفترة 2-7 ابريل/ نيسان الجاري. تشهد الاحتفالية تقديم 5 عروض مسرحية، اثنين من إنتاج مسرح الصواري، وعرض ثالث من إنتاج نادي المسرح بجامعة البحرين، بينما يأتي عرضان آخران من سوريا. العروض المقدمة هي «ميتروشكا» من اخراج عبدالله السعداوي، و»حياة إنسان» لحسين الحليبي. أما العرض الجامعي فيقدم تحت عنوان «عشان ما تفهمون» ويقدمه عدد من طلبة جامعة البحرين. العرضان السوريان هما «لحظات منسية» وهي من اخراج السوري احمد منصور، وتأليف الكاتب البحريني إبراهيم بحر، و«محاكمة بلبل فرحان» وهي من اخراج وتأليف محمد بري العواني.