العدد 1672 - الأربعاء 04 أبريل 2007م الموافق 16 ربيع الاول 1428هـ

الانتماء واللا انتماء!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الشتات في الانتماء الوطني وصولا الى تبني الفكر المناهض للتطرف والتشدد هو امر لا يمكن تجاهله اليوم في الواقع البحريني المعاش بمناطقه المختلفة حتى بالنسبة إلى الممارسات العنصرية على مستوى الافراد والجماعات على كل الاصعدة، أي توظيف - مثلا - الاجهزة التنفيذية في مسألة المحاصصة الطائفية والعرقية.

فتحت لواء الدين والمذهب والقبيلة ظهرت للاسف نُعرات عنصرية تطفو كما يطفو «الفلين» على سطح الماء الذي قد يتفتت بسهولة لو عصفت به رياح قوية.

هكذا هي حال البحرينيين من بعد مرحلة الانفتاح السياسي فتعددت الممارسات لتصل الى ما يعرف بالمناطقية وذلك بصورة مقززة تحرّم وتحلل هذا العرق او ذاك في العلن من دون خجل وكأننا في قيد تنفيذ نظام الابرتاييد العنصري الذي كان في وقت مضى معمولا به في جنوب افريقيا.

بطبيعة الحال، هذه الممارسات تخلق وتنمي الشعور بالقهر الاجتماعي الذي يولده احساس بالمظلومية لتتحول فيما بعد الى ثقافة تتربى عليها الاجيال ثم الى ثقافة مناهضة بل متطرفة لكل رأي آخر حتى لو تغيرت الظروف والاوضاع لتصبح المسألة عادية عند هذه الفئة دون تلك وهكذا تساعده عوامل عدة مثل قلة الوعي.

كنا في السابق نحمل هما وطنيا ومطالب وطنية واحدة من دون فرق اما اليوم فقد اصبحنا نحمل في جعبتنا فرقا عدة ومطالب كثيرة من دون الاخذ بالآراء الاخرى او احترامها فقد اصبح التطرف والتعصب يعششان في عقولنا وفي جيل بحريني امتنع عنه لسبب او آخر ان يعبر عن طاقته وعن شحناته مكانا للتفريغ لاحلامه ولشكواه لكونه ولد وشب في الفترة الواقعة بين ايقاف العمل بوتيرة الحياة الديمقراطية في منتصف السبعينات وبين ما وعدنا به ميثاق العمل الوطني والانفتاح السياسي من بث الروح مجددا في تلك الوتيرة... ولكنها للاسف ظلت وعودا واختفت هذه الروح لتظهر روح على هيئة شيطان اسمه التطرف وهي أسوأ مما كنا نتوقعه في هذه المرحلة التي اصبح فيها الجميع بحرينيين يتحدثون جميع اللهجات العربية واللغات الآسيوية المختلفة من دون ان نعي اننا قتلنا تعدديتنا وهويتنا البحرينية التي كنا نتباهى بها في وقت سابق.

قد يجادلني البعض ممن اصبحوا بحرينيين في ظرف وجيز ولكن اعلم كما يعلم غيري ان الهوية لا تطعى هكذا لنا نحن البحرينيين من بلدان من يسمون اليوم انفسهم مواطنين... كما اننا لن نكون في وضع افضل إن استمرت العبثية في رسم ملامح وطن يشعر المواطن الاصلي فيه بالغريب!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1672 - الأربعاء 04 أبريل 2007م الموافق 16 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً