العدد 1673 - الخميس 05 أبريل 2007م الموافق 17 ربيع الاول 1428هـ

في حبّ محمد

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا الأسبوع من أجمل أسابيع السنة، جوا وطبيعة وصفاء. بدأ بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وبه يختتم. وإذا كانت الهواتف النقالة تستقبل كل جمعةٍ رسائل هاتفية تحمل دعوات الخير لأصحابها، في تقليدٍ مستحدثٍ وجميلٍ، فإن الهواتف لم تصمت هذا الأسبوع من نقل عبارات التهنئة بالذكرى النبوية العطرة.

الإمام البوصيري كان يفاخر قبل قرون بقوله في مثل هذه المناسبة:

بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ

وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ

نبيٌ كامل الأوصافِ تمت

محاسنه فقيل له الحبيبُ

مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقا

إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ

أما اليوم فتنهال على هاتفك التهاني من مختلف جهات هذا الوطن، آخرها تهنئة من أخٍ عزيز من الزلاق «بماء الورد مروِيّة، بمولد سيد البشرية»... في تعبيرٍ عفويٍّ جميل عن الاحتفاء القلبي بهذه الذكرى، التي قال عنها المرحوم الشيخ أبوالحسن الندوي: «لم يكن مولد رسول الله (ص) وبعثته مولد نبي فحسب، بل كان مولد عالم جديد بدأ من ولادته وبعثته، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها»، كما جاء في رسالة أختٍ كريمةٍ من الرفاع.

اليوم نستعيد ذكرى مولد طفلٍ في إحدى شعاب مكة المحاصرة بين الجبال، مات عنه أبوه وعمره سبعة أشهر، وماتت عنه أمه وهو في السادسة، ومات عنه جده عبدالمطلب ولمّا يكمل الثامنة، فكفله عمه أبوطالب… فقد كُتب على هذا الوليد أن يشرب من كأس اليتم حتى الثمالة.

هذا اليتيم المحروم… كان القدر يخبئ له دورا تعجز عن حمله الجبال، فناله في حياته الكثير من عداء الجاحدين الذين استكثروا أن يرسل الله رسولا ، وفي مماته الكثير من تزمت المتشدّدين، الذين يستكثرون عليه أن يحتفل المسلمون بمولده. وقيّض الله له أتباعا بالملايين يحبّونه عبر القرون، وشعراء بالآلاف يتغنون بمدائحه بكل اللغات، وعشّاقا يزورونه من مختلف بقاع الدنيا، يأتونه جوا وبرا وبحرا، ويقفون أمام قبره في خشوع المحبين، يؤدون له التحية… امتثالا للنداء القرآني الخالد في سورة الفتح: «وتعزّروه وتوقروه»، وما أروع ما قال فيه علي: «ما خلق الله نسمَة خيرا من محمد»، في ربيع من الحب الذي لا ينضب ولا يجف.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1673 - الخميس 05 أبريل 2007م الموافق 17 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً