العدد 1679 - الأربعاء 11 أبريل 2007م الموافق 23 ربيع الاول 1428هـ

صوتيات البحرين خارقة دائما!

أكتفي في عمودي بنقل لقطات شاهدتها أو سمعتها هنا وهناك... لقطات بعضها سينمائي والآخر إذاعي. لنبدأ بالسينما أولا... صالة عرض في إحدى دور السينما البحرينية، فيلم يفترض أن يكون شديد الرومانسية، البطل وبطلته في حال تأجج عاطفي، والجمهور الذي يملأ الصالة مندمج حد الذهول. لا شيء يشتت الانتباه، لا صوت، لا حركة، موسيقى رومانسية ناعمة تملأ الصالة تتناغم مع نظرات عيني الحبيبين و... لا شيء كامل و «يا فرحة ما تمت». قطار الموت، إن كان ذلك اسمه، ينطلق في صالة الألعاب المجاورة، فيمتزج صوت محركه المزعج وصرخات راكبيه الفرحة والمذعورة مع موسيقى الفيلم الجميلة الهادئة الناعمة... هل هي مؤثرات صوتية من نوع خاص، هل يفعل ملاك السينما ذلك عمدا كي لا تضلل هذه الأفلام عقول مرتادي صالاتهم؟!

ألا يفترض أن تحمل هذه الصالات في جدرانها عوازل صوت، أم يفترض بكل من يزورها أن يسمع إما أصوات ألعاب الأطفال منطلقة، أو ربما حالفه الحظ ليشاهد فيلمين في آن واحد خصوصا إذا كان فيلم الصالة المجاورة حربيا مليئا بصراخ الجرحى والضحايا أو فيلم اكشن يملأ الصالة بأزيز الرصاص ودوي الرشاشات ومختلف أنواع الأسلحة، هذا عدا عن «بريكات» السيارات!

مشاهدتي الثانية جاءت عبر سماع أحد برامج إذاعة البحرين... البرنامج الذي لم أعرف اسمه، ولا أظنني سأحاول ذلك، هو برنامج يقصد به التواصل مع الجماهير، التواصل الحي بالطبع لا المسجل. كل ما على المستمعين هو الاتصال وعرض مشكلاتهم مع مختلف إدارات الدولة ومؤسساتها، ويفترض أن تصل هذه الهموم والمشكلات إلى المسئولين.

المتصلون المقهورون طبعا جميعهم يبدو عليهم الانفعال، بعضهم يتمكن من تمالك نفسه بينما يعجز آخرون عن ذلك... والمذيعة، لسبب لا أعرفه، تبدو عصبية للغاية في تلقي تلك المكالمة وتبدو هي الأخرى، كمستمعيها، غير قادرة على السيطرة على بعض انفعالاتها. المذيعة التي تتضح عصبيتها من نبرات صوتها، لا تكتفي بذلك بل إنها «تشعم» المستمعين حين تتولى هي الدفاع عن تصرفات الموظفين الحكوميين أو مسئوليهم. ألا يفترض بمثل هذه البرامج «الحية» الناقلة لنبض الشارع أن تستمع للطرفين، ألا يبدو من الصواب أن تبادر تلك المذيعة للاتصال للطرف المدعى عليه وهو هنا الجانب الحكومي لنستمع لوجهة النظر الأخرى ولتبريرات الجانب الآخر.

ما سمعته كان «تشعيما» حقيقيا لمواطن اتصل شاكيا أحد موظفي مستشفى السلمانية، المذيعة العصبية وبدلا من أن تأخذ بخاطر المواطن وتقف موقف الحياد، ترد بعصبية مدافعة عن الموظف! طبعا لا يطلب منها الوقوف إلى جانب المواطن، لكنها ليست محامية الطرف الآخر، عليها أن تمارس دورها الصحافي الإعلامي كما ينبغي، والبرامج الجماهيرية لا تقدم «لكسب جميل» على الناس، إما أن تقدم بطريقتها الصحيحة أو «بلاها».

مشاهدتي الأخيرة جاءت عبر الإذاعة ذاتها وعبر برنامج، لم أكترث هو الآخر لمعرفة اسمه وفحواه. هذه المرة أقفلت المذياع بعد أول إشارة تصدر من فم المذيعة، هذه السيدة التي تبدأ برنامجها الصباحي بتقديم تحية صباحية عطرة جميلة دافئة... لمن يحبون البحرين فقط!

المذيعة والجهاز الإعلامي يفترضون جدلا أن هنالك من مستمعيهم من لا يحبون البحرين، ولذلك فتحية الصباح ليست موجهة لهم. لا أملك حقيقة التعليق على سلوك كهذا وأترك للقراء الحكم، لكنني آمل من وزارة الإعلام أن تقدم برامج أخرى تشرح فيها دورها بالضبط هل هو إعلام وتوعية للجماهير أم تكريس لعقد نفسية وأمراض طائفية تكاد تزج بمجتمعنا البحريني الآمن المتصالحة طوائفة المتحابة أفراده في غياهب الظلمات!

العدد 1679 - الأربعاء 11 أبريل 2007م الموافق 23 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً