العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ

لوحات الخيّر تفتح بحب قلب الجمال الإفريقي

«اللوحة كالمرأة»، بهذه العبارة همس أحد زوار معرض الفنانة البحرينية نبيلة الخيّر خلال حفل افتتاحه، موضحا أن التشابه الذي يجمع اللوحة بالمرأة هو الجمال المشترك، إضافة لغموض كليهما واستحالة فهمهما الفهم الكامل والصحيح!

قلبت هذه العبارة الموازين، إذ لم يعد ذلك القناع يفهم على أنه قناع، ولم تعد تلك العروس وسط وصيفاتها توحي بأنها عروس، ولا تلك اللوحة للفتاة السمراء الإفريقية تعبر عن فتاة سمراء وإفريقية، بل إن جميع اللوحات كانت تصطبغ بطابع الغرابة والغموض.

الفنانة نبيلة الخيّر التي قدمت في معرضها «أجناس» أجناسا من البشر من كل مكان بعدة هيئات، ركزت خلال معرضها على تقديم المرأة في اللوحات، لتزيد غموض اللوحة بغموض المرأة التي تحتويها، وتزيد جمال اللوحة بجمالها.

تعليقها على ملاحظة الزوار لكثرة رسمها للنساء هو «يبدو ذلك من حسن حظي، إذ إن معظم أعمالي عن المرأة، وذلك لأن معظم النساء تحب الأعمال المتعلقة بها، إضافة إلى أن المرأة تستحق التكريم»، مضيفة «كما يحتفي الكتّاب بالمرأة، فهي حاضرة أيضا في الرسم، لتعطيه رونقا بحواسها الزاخرة، بنظرتها وأزيائها وحركاتها وأعمالها وأمومتها التي تنفرد بها في الماضي والحاضر والمستقبل».

الخيّر أسمت معرضها الشخصي الرابع «أجناس»، وهو محاولة منها لتناول الناس بمنظور إنساني يكشف في التنوع الثقافي للشعوب - الوحدة، وفي الوحدة الواحدة - التنوع. «هناك تشابه واختلاف بين الشعوب، إلا أنني وظفت التشابه في اللوحات، من حيث التركيز على عادات الزواج والأفراح والاستعداد للمناسبات لدى الشعوب، والتي أثبتت تشابهها، ونحن مازلنا نستخدم الأساليب نفسها، إلا أنها أصبحت أبسط مما كانت عليه، فالتاريخ يعيد نفسه في حياتنا ومناسباتنا، ويجب المحافظة عليها».

تعشق نبيلة الفن والجمال الإفريقي، وتجد فيه من الجمال ما يبهرها، وهو ما دفعها إلى التركيز في جزء كبير من أعمالها على موضوعات مقتبسة من التراث الإفريقي، «في كل مرة أبحث في الثقافة الإفريقية أعيش حالة من الانبهار، فلديهم جماليات من الفطرة الطبيعية، في حياتهم وعاداتهم، حتى ملامحهم تحمل جمالا طبيعيا»، إذ تجد نفسها حديثة في اكتشاف عالم الجمال الإفريقي، الذي سبقها إليه الكثير من الفنانين الذين تعرض أعمالهم في متاحف أوروبا وبريطانيا، وتجد أن أول من رسم الجمال الإفريقي هو الفنان بابلو بيكاسو «عندما رأى الأقنعة الإفريقية رسمها وقدم الكثير من الأعمال التي حملت هذا الطابع، بما يؤكد حقيقة هذا الجمال».

رحلة بحث الخير للوصول إلى التكوين الأنسب لأعمالها استغرقت منها نحو سنتين، قامت خلالهما بالإعداد للمعرض، لتقديم أعمال فيها بحث ودراسة وتغطي كل الموضوع التي ترغب بطرحها.

«الفنان دائما في رحلة بحث» هكذا تجد نبيلة، مضيفة « يتعين على الفنان أن يستمر في البحث والقراءة في التاريخ القديم وزيارة المتاحف، لأننا نستمد كل شيء من التاريخ القديم، والاطلاع على الأعمال يمكن أن يولد لنا أعمالا أخرى».

تطرقت الخير خلال معرضها لعادات وتقاليد الشعوب الأخرى من إفريقيا ودول المغرب العربي، مقارنة إياهم بالبحرين والموروث الثقافي فيها، وركزت في جانب آخر على الأقنعة والشخوص الإفريقية من كينيا ونيجيريا، لما في ثقافتهم من زخم بالرموز والطلاسم.

«أحب أن أستخدم كل شيء» فالخير قد وظفت في أعمالها المعاجين المواد المتنوعة، واستخدمت الورق وماء الزيت والاكريليك، إلى جانب أسلوب الطباعة واللوتوغراف.

قدمت في معرضها كتاب أشعار للشاعر الصوفي «الحلاج»، صورت ضمنه مجموعة من اللوحات إلى جانب مقطوعات شعرية مقتبسه من أشعاره، «أشعاره تتحدث عن الحب، وقد نفذت كتابا له بأسلوب اللوتوغراف، بتقديم مجموعة من نحو 12 بيتا وظفتهم في اللوحات مع الطباعة، بتنسيق الشعر مع اللوحات، إذ يتكلم الشاعر عن الحب، والحب يمكن أن يكون في كل الصور، كالحب الشخصي وحب الأم وحب الإبن».

العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً