العدد 1697 - الأحد 29 أبريل 2007م الموافق 11 ربيع الثاني 1428هـ

العلاقات اليابانية السعودية (1/2)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وصل رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه يوم السبت الماضي إلى الرياض في اليوم الأول من جولة عربية تهدف إلى تعزيز وجود بلاده في هذه المنطقة المهمة جدا بالنسبة إلى حاجة اليابان إلى مصادر الطاقة.

ويرافق ابيه خلال جولته في الشرق الأوسط وفد يضم نحو 170 من رؤساء عدد كبير من الشركات اليابانية وليس من صناعة النفط فقط .

وقال مسئولون في الأسبوع الماضي ان اليابان تهدف إلى التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع ست دول منتجة للنفط في الشرق الأوسط منها السعودية بحلول العام 2008 وان وزير التجارة الياباني اكيرا انماري سيبدأ زيارة للسعودية في أول مايو/ أيار. وقال المسئول الياباني أمام نحو 300 من رجال الأعمال اليابانيين والسعوديين «أنا مقتنع بان المصلحة المتبادلة لليابان والسعودية تقضي بتطوير علاقاتنا أكثر بشأن النفط الذي يشكل أساس علاقتنا الصلبة».

وأضاف أن جولته في الشرق الأوسط تهدف إلى تجاوز قضايا الطاقة بهدف «إقامة علاقة متعددة المستوى» تشمل أيضا المسائل الثقافية والسياسية. وتابع رئيس الوزراء الياباني «أود أن افتح عهدا جديدا في العلاقات بين اليابان والشرق الأوسط أريد أن ابدأ حوارا استراتيجيا واسع المدى». وهي المرة الأولى التي يزور فيها ابيه المنطقة منذ وصوله إلى الحكم في سبتمبر/ أيلول الماضي. والتقى ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلطان على أن يجري محادثات مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقام ابيه أخيرا بزيارة إلى الولايات المتحدة. وسينتقل من السعودية إلى الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر ومصر. وهي الزيارة الثانية التي يقوم بها رئيس وزراء ياباني إلى الشرق الأوسط خلال اقل من سنة. ففي يوليو/ تموز الماضي زار رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي «إسرائيل» والدول المجاورة لعرض وساطة اليابان في النزاع القائم في المنطقة.

ويعود تاريخ أول سجل لزيارة قام بها ياباني إلى السعودية إلى تأدية كوتارو ياماوكا فريضة الحج مع فوج منغولي في العام 1909. ثم كتب بعدها كتابين عن المشاق التي واجهها في الحج. ثم ادى ابي تاناكا فريضة الحج مرتين العامي 1924 و1933 وقام العديد من المسلمين اليابانيين بزيارة مكة قبل الحرب العالمية الثانية. ولكن الاتصالات الرسمية بين اليابان والسعودية لم تبدأ بشكل رسمي بين الدولتين إلا في العام 1938 عندما قام المبعوث السعودي لدى انجلترا حافظ وهبه بزيارة اليابان لحضور افتتاح مسجد طوكيو. بعدها زار المبعوث الياباني لدى مصر ماسايوكي يوكوياما المملكة في العام 1939 لأول مرة كمسئول ياباني والتقى بالملك عبد العزيز في الرياض. ولكن التطور النوعي في العلاقات جاء في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك حين بادرت طوكيو بإرسال أول وفد اقتصادي ياباني للسعودية في العام 1953 وإقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين في العام 1955.

ومن العلامات المميزة للعلاقات الثنائية هو منح السعودية حق امتياز التنقيب عن البترول لشركة يابانية هي شركة الزيت العربية والاستخراج الناجح للبترول فيما بعد. وتم توقيع اتفاق الامتياز في ديسمبر/ كانون الأول 1957 وتم اكتشاف تجريبي للبترول في يناير العام 1960. وبدأت الزيارات المتبادلة للشخصيات الهامة عندما قام الأمير سلطان بن عبد العزيز بزيارة لليابان العام 1960 حين كان يشغل منصب وزير المواصلات. وعززت زيارة الملك فيصل لليابان العام 1971 الصداقة بشكل كبير بين البلدين. ثم ازدادت الزيارات للشخصيات المهمة بين البلدين بعد الأزمة النفطية العام 1973. ولقد توطدت أواصر العلاقات بين العائلة الإمبراطورية اليابانية والعائلة المالكة السعودية من خلال هذه الزيارات. قام ولي عهد اليابان الأمير اكهيتو وولية العهد الأميرة ميشيكو وهما إمبراطور وإمبراطورة اليابان حاليا بزيارة للمملكة العام 1981. وحضر الأمير نواف بن عبد العزيز مراسيم تتويج الإمبراطور نيابة عن الملك فهد العام 1990. قام ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو وولية العهد الأميرة ماساكو بزيارة للمملكة العام 1994.

وبالنسبة إلى التطورات الحديثة، قام رئيس وزراء اليابان ريوتارو هاشيموتو والملك فهد بصياغة «الشراكة الشاملة نحو القرن الحادي والعشرين» عندما زار الأول المملكة العام 1997. ثم زار ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اليابان العام 1998 ووقع «أجندة التعاون السعودي الياباني مع رئيس الوزراء كييزو اوبوتشي. بعدها زار وزير الخارجية الياباني يوهي كونو المملكة العام 2001 وأعلن مبادراته في ثلاثة مجالات: تشجيع الحوار بين الحضارات مع العالم الإسلامي وتطوير مصادر المياه والحوار السياسي الواسع المتعدد.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1697 - الأحد 29 أبريل 2007م الموافق 11 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً