العدد 1697 - الأحد 29 أبريل 2007م الموافق 11 ربيع الثاني 1428هـ

البنية التحتية أساس نجاح كل تطوير

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

تطوير الكرة البحرينية أمر مُلِحّ ومطلب لا مفر منه، ولابد أن يكون الإصلاح في لب الموضوع لا القشور إذا كنا جادين في الأمر، وإذا أردنا فعلا أن تكون النقلة نوعية لا هامشية.

الدراسة هنا سواء كانت ميدانية أو نظرية لا تحتاج إلى عبقري قادم من الكواكب النائية الأخرى حتى نصل إلى النتائج الحقيقية ليدلنا على أصل المشكلة والعوامل التي تطور الكرة هنا في البحرين.

المشكلة الأساسية والمزمنة هي سوء حال البنية التحتية من عدم وجود المنشآت التي تحوي الملاعب الجاهزة بأفضل الصالات والمباني التي تحتوي غرف مجالس الإدارات وغيرها، أضف إلى ذلك المشروعات الاستثمارية التي تدر على الأندية الدخل المساعد على تسيير شئون النادي.

عندما نفتقد هذا العنصر المهم فالعناصر الأخرى لا نستطيع أن نرقع فيها مهما حصلنا على العوامل المؤثرة وحتى الدعم اللامحدود من المعنيين، ولن نستطيع أن نطلب من باقي المؤسسات الأخرى كوزارة التربية التعاون مع أية لجنة تشكل لتطوير الكرة محليا.

اهتمام سمو ولي العهد بهذا الموضوع أثلج صدورنا واعطانا الأمل أنه سيأتي يوم نرى فيه الرياضة المحلية عموما والكرة خصوصا في حال أفضل من التي نحن فيها الآن.

وتشكيل لجنة التطوير المكونة من شخصيات رياضية لها الباع الكبير والخبرة الوافرة ولديها الإلمام التام بما تعانيه الرياضة المحلية المريضة، وهم يدرون أصل المشكلة والعلاج الناجح، وهذا أمر مساعد لتشخيص المشكلة ووضع الحلول الكفيلة والواقعية لهذا الهدف المنشود.

هذه اللجنة التي تشكلت لتدرس أسباب التأخر وتضع الحلول عبر التوصيات إلى اتحاد الكرة ومن ثم ترفع إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة ومن ثم يصل بها في النهاية إلى سمو ولي العهد، وبالتالي أملنا كبير في هذه الشخصيات أن يكون تشخيصها واقعي كما هي تراه ويراه الشارع الرياضي وفق المعطيات الموجودة الآن على أرض الواقع.

وهذه فرصة مؤاتية لتنقل إلى القيادة السياسية ما تعانيه الرياضة المحلية ونعلمهم بالأمور التي تقودنا إلى التأخر مع اننا في البحرين بدأنا الرياضة قبل أشقائنا في الخليج ولكنها تفوقت علينا من جميع الجوانب.

الخمسة محاور المطروحة الآن عند اللجنة المخولة لدراسة أسباب عدم تطور الرياضة والكرة البحرينية مهمة جدا، ولكن لابد من ارجاعها إلى البنية التحتية والتي من دونها لن يكون هناك نجاح في المهمة.

لأن كل هذه المحاور الخمسة إذا حصلت البنية التحتية الجيدة فانها ستفعل بالصورة المطلوبة، وعندها ستتطور إلى الأفضل؛ لأننا نحن في البحرين نمتلك العنصر البشري وسترتفع بذلك الأمور الفنية في الأندية، وسينعكس ذلك على مستوى المسابقات والتي سترفع من دون شك المستوى الفني لمنتخباتنا الوطنية.

إذا الأساس الذي يقود إلى النجاح والتطوير هو إصلاح البنية التحتية جذريا لا بالترقيع وتحويل الملاعب الرملية إلى ملاعب بالعشب الطبيعي (كل ملاعب الأندية) وصالات مجهزة بأفضل الأمور ومبانٍ فيها مختلف الأنشطة.

عندما نوفر أولا هذه الأمور المهمة فالعوامل الأخرى من السهل جدا الحصول عليها.

حتى الطلب من وزارة التربية والتعليم التعاون مع اللجنة للتطوير لن يكون هناك تفعيل حقيقي ما لم تكن هناك بنية تحتية سليمة والدراسة التي أجريت على الطلبة وتوصلت إلى النتيجة بأن 10 في المئة من طلبة المدارس هم فقط من يلتحقون بالأندية هذا الأمر مستغرب منه، ولكن في ظل هذه البنية التحتية السيئة فأعتقد من الطبيعي أن تختفي الوجوه الموهوبة عن الظهور لأنه لا توجد هناك أمور مشجعة للالتحاق بالأندية.

أضف إلى ذلك الشخصيات التي تتولى بالعمل في الأندية بعضها غير منتج ولا مسئول للحفاظ على هذه المكتسبات البشرية وبالتالي نفتقدها إلى غير رجعة.

قلتها من قبل وسأكرر قولها الآن، الشقيقة قطر عندما عزمت على شد الأحزمة ودخول عالم الاحتراف في الكرة، أول ما بدأت فيه البنية التحتية لجميع الأندية التي تمتلك استادا جاهزا من جميع الجوانب بالإضافة إلى 3 ملاعب أو أكثر خارجية مزروعة بالعشب الطبيعي وبعدها قامت الدولة هناك بتخصيص مبالغ مادية كبيرة ومنحتها إلى الأندية لجلب المحترفين الكبار، ومنها بدأ دوري المحترفين في قطر وكواكب مع الهالة الإعلامية الحرة ما جعل نفوس معظم اللاعبين تهوي إلى تلك التربة الخليجية من أجل الاحتراف، فيما نحن مازلنا نعاني الكثير من التأخر.

فواقعنا أسهل بكثير من قطر لو وفرنا البنية التحتية الصالحة لجميع الأندية، فاننا سنتفوق بالحتم على قطر وغيرها لأننا نمتلك الطاقات البشرية في كل شيء هذا بشهادة الأشقاء الخليجيين، وعندها لن يدركنا أحد وسنكون مع تلك الدول المتقدمة عندما توجد لدينا هذه البنية التحتية مع الإمكانات المادية (عصب كل عمل) فاننا ناجحون بإذن الله في المهمة. وخير دليل لنا مشروع الفورمولا 1 الذي استطعنا به ان نواكب الدول العالمية المتقدمة ويصبح اسم مملكتنا في مسامع تلك الدول وبإمكاننا تكرار هذا الأمر عبر الأندية وإصلاح جذري لبنيتها التحتية وباقي الأمور المواكبة لها، ونحن بانتظار ذلك اليوم المفرح لنفتخر جميعا بوطننا وسنظل نباهي به باقي الدول.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1697 - الأحد 29 أبريل 2007م الموافق 11 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً