العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ

«سفرة العجم»... اقتحمت الأعراس وأصبحت زينة «الملحة»

إيران مصدرها... والقرآن والمرآة والشمعدان أهم مكوناتها

بعد أن توافق العروس على الزواج والارتباط من الشاب المتقدم لها، تبدأ العائلتان بالاتفاق على المهر والشبكة وغيرها من الأمور، التي يسبقها التنسيق لشراء أو استئجار أو صنع «سفرة العجم».

أصل التسمية

في الواقع فإن الاسم الحقيقي للسفرة هو «سفرة العقد»، ولكن اعتاد الناس أن يطلقوا عليها «سفرة العجم»، لاعتقادهم أن العجم هم أنفسهم الشعب الإيراني.

وبالتدقيق في الاسم نجد أن العجم، هو مصطلح يطلق على الأجانب، ولكن تداول الناس للمصطلح جعله يطغى على المفهوم الحقيقي له.

وكلمة سفرة تدل على قطعة القماش التي توضع على الأرض، والتي تطورت في البحرين من قماش يوضع على الأرض إلى قاعدة خشبية مغطاة بالقماش.

وفي هذه الأيام وتحديدا في ليالي الصيف الحارة، تزداد الأعراس في البحرين فيصبح موسما له، فيبدأ جميع «المعاريس» في الإعداد لحفلاتهم، والترتيب لها، وخصوصا السفرة التي باتت من المكونات الرئيسية لليلة العقد (الملجة).

ويعود مصدر «سفرة العجم أو سفرة العقد» إلى إيران، التي حرصت منذ قديم الزمان على التعامل بها، ولأن الكثير من أبناء دول الخليج العربي، ومنهم أبناء البحرين تزوجوا في فترة من فترات القرن الماضي، ما أدى إلى انتقال الكثير من السلوكات والعادات الإيرانية لنا.

مكونات السفرة

مكونات سفرة العجم لا تختلف عن مكونات سفرة «عيد النوروز» إلا في مكوناتها من الدرجة الثالثة.

فيأتي في الدرجة الأولى القرآن الكريم، والمرآة و «الشمعدان»، ويليهم في الدرجة الثانية أي نوع من أنواع الحلويات، وحوض السمك الصغير، بينما يختلف الناس فيما يختارون لوضعه في السفرة ليحتل الدرجة الثالثة كمختلف أنواع النباتات والكعك والفواكه، والحلويات. ومنذ أن دخلت «سفرة العقد، أو العجم» إلى البحرين توجهت النساء وبحسب طبيعتهن والتي تهتم بالزينة إلى الإكثار من وضع الأشياء التي قد «تغير» في مفهوم السفرة أو الهدف منها، حتى أن الكثير منهم لا يعلمون ما هي أو الهدف منها.

أسعارها

البعض من الأهالي يقومون بتأجير سفرهم إلى من يريد بمقابل مادي، بينما تفضل بعضهن أن تصنع لها واحدة تخصها، في الوقت الذي تلجأ الكثير منهن إلى استئجارها من محلات الزينة، التي من جهتها تقوم بتأجيرها بأسعار تتراوح ما بين 20 و80 دينارا، أو أكثر من ذلك بقليل؛ إذ إنه كلما زادت الملحقات وكانت السفرة حديثة ارتفع سعرها.

مرآة «البخت»

وفي الوقت الذي يكثر فيه تأجير السفرة وملحقاتها في البحرين فإن في إيران كل فتاة تحتفظ بمرآتها الخاصة بها وشمعدانها، وسفرتها طوال فترة حياتها، لسبب بسيط هو أن كل فتاة ترى في مرآتها حظها (البخت).

ولكن وللأسف الشديد فإن الشابة التي تطلق أو تنفصل عن خطيبها أو زوجها لا تستخدم مرآتها السابقة، لأسباب تعود إلى «البخت»، فإما تقوم ببيعها بمقابل أي مبلغ، أو تعطيها أية فتاة فقيرة طردا للنحس. وإذا قررت الفتاة الزواج مرة أخرى، تعود وتشتري لها مرآة جديدة، وسفرة جديدة.

العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً