العدد 1703 - السبت 05 مايو 2007م الموافق 17 ربيع الثاني 1428هـ

أسواق «صلاة الجُمعة»... هل ترجعنا لأيام زمان؟

بضائع محددة وأسعار ترضي المستهلك

المحرق، عالي - محرر الشئون المحلية 

05 مايو 2007

أصبحت أسواق صلوات الجمعة والأماكن التجارية، التي تنتعش تجارتها خصوصا بعد انقضاء الصلاة والتي تستمر فترة ساعة واحدة أو أقل من كل أسبوع في مختلف مناطق البحرين، مركزا لتجمع المتسوقين من المصلين وأهالي المنطقة التي تقام فيها الصلاة.

وتتسبب هذه الأسواق في ازدياد الحركة المرورية القريبة من معظم تلك الأسواق والأماكن والشوارع التجارية نظرا إلى كثرة عدد المتسوقين، وباتت ساعة التسوق تلك تشهد حراكا ونموا ملحوظا بعد مدة طويلة من الكساد والركود اللذين ساداها خلال العقد السابق. وبقدر العدد الكبير الذي تحويه هذه الأسواق من مشترين، فإن البضائع تبقى متشابهة ضمن إطار الخضراوات والفواكه وبعض التمور والأسماك. ويطلق البعض على هذه الأسواق مصطلح «العفوية»، وبمعنى آخر أنها تنظم خلال أقل من نصف ساعة قبيل بدء الصلاة وأثناءها، من دون أية جهة أو أشخاص ينظمونها أو جهات رسمية، إذ تتخذ من أرصفة الشوارع الجانبية وزوايا الأزقة مواقع لعرض البضائع، ناهيك عن لجوء البعض لاستخدام سياراتهم الـ «بيك أب» لعرض ما لديهم، وتنتهي هذه السوق بعد أقل من ساعة مع انتهاء البضائع المعروضة. ولعل كميات البضائع المحدودة والمقدرة بحسب أعداد الزبائن تشكل جانبا مميزا، إذ ترجع هذه الميزة الأذهان إلى الأسواق القديمة، التي كانت تعرض بضائع معينة بكميات محدودة، وهو بسبب قناعة الباعة بمحدودية المدخول الذي يسد حاجة اليوم الواحد فقط، فإن أسواق الجمعة باعتبارها أسواقا شعبية قديمة، نجد غالبية باعتها من البحرينيين كبار السن، الذين يطمحون لأن يؤمنوا لقمة العيش التي تسد حاجة اليوم الواحد.

من جانبهم، أبدى عدد من المواطنين الباعة في السوق ارتياحهم من سير تنظيم السوق بصورة سلسة في كل يوم جمعة، وعلى رغم ضيق بعض الأماكن، فإنهم يتخوفون في الوجه المقابل من اقتحام العمالة السائبة هذه الأسواق، وقالوا إن «السوق تتمثل حاليا في الباعة البحرينيين الذين طالما كانوا من أهل المنطقة نفسها، لكن دخول العمالة السائبة وتمكنها فيها سيؤثر على هيئة السوق الشعبية القديمة، إذ يتظلم الكثير من المستهلكين من الأسعار المرتفعة وعدم الصدقية في عملية البيع».

أما المستهلكون فأكدوا من جانبهم ضرورة الاهتمام بهذه الأسواق والمحافظة عليها، من خلال تطبيق المسئولية الشخصية لكل الباعة، وخصوصا أنها تراعي المستهلك والبائع في الوقت نفسه لكونها بعيدة عن المنافسة التجارية الشديدة وغيرها من الأمور التي غالبا ما تحصل في الأسواق الأخرى. كما لابد من اعتبارها سوقا شعبية تمتاز بشكل ورونق شعبي قديم لا تفقد صفتها بتأثرها بأمور التطوير وما شابه، فهي على هيئتها الحالية تمثل الماضي التجاري البحريني الأصيل الذي اندثرت أشكاله أخيرا.

العدد 1703 - السبت 05 مايو 2007م الموافق 17 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً