أكد قائد ليفربول الانجليزي لكرة القدم ستيفن جيرارد أن هزيمة فريقه في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا الاربعاء الماضي حطمت فؤاده ولكنه مع ذلك تنبأ بمستقبل مبهر لفريقه الانجليزي.

وأوضح جيرارد (26 عاما) أن شعوره بخيبة الامل لفشل ليفربول في إحراز لقبه الثاني بدوري الابطال خلال ثلاثة مواسم فقط اختلط بشعوره بالإثارة بسبب ما يتوقعه لمستقبل النادي. ومع ترقب الاستثمار الكبير الذي من المقرر أن يقوم به المالكان الاميركيان الجديدان جورج جيليت وتوم هيكس فقد أشار الاسباني رافاييل بنيتيز مدرب ليفربول إلى أنه سيشغل نفسه هذا الصيف بسوق انتقالات اللاعبين.

وقال بنيتيز: «عندما تفوز تسعد وتفرح. ولكن عندما تخسر يجب عليك أن تفكر في أسباب الهزيمة وأن تبدأ في التفكير في المستقبل». وأشارت تقارير إخبارية إلى أن بنيتيز قد ينفق نحو 50 مليون جنيه إسترليني (98.7 مليون دولار) هذا الصيف.

وقال بنيتيز قبل نهائي دوري الابطال «إنني سعيد بما لدي من لاعبين ولكن يجب أن نطور الفريق من أجل المنافسة على لقب الدوري الانجليزي الممتاز... نود تحقيق المزيد من الانجازات. من المهم ألا نفكر في أننا حققنا كل شيء بمجرد وصولنا للنهائي. لاننا لدينا ما يؤهلنا لان نصبح أحد أكبر الاندية في أوروبا على جميع المستويات». أما جيرارد فقد أكد أنه يتوقع إجراء عدة تغييرات بالفريق. وقال لاعب خط وسط المنتخب الانجليزي «أعتقد أن المستقبل سيكون مبهرا في ليفربول... فمن المؤكد أن الاشخاص المسئولين عن الفريق حاليا سيعملون على دعم الفريق وسيبنون وينقلون النادي للمستوى التالي. لذلك فإنني كلاعب أجد الامر مثيرا».

وكان جيرارد الذي لعب في مركز لاعب خط الوسط المتقدم طوال نهائي دوري الابطال دائم الظهور والحركة في الاستاد الاوليمبي بأثينا، إذ سيطر ليفربول على مجريات اللعب خلال الشوط الأول من المباراة قبل أن يسجل ميلان هدف التقدم قبل نهاية ذلك الشوط مباشرة عندما غيرت الضربة الحرة المباشرة التي لعبها الايطالي أندريا بيرلو اتجاهها باصطدامها بزميله فيليبو إنزاجي لتدخل مرمى ليفربول.

وسنحت لجيرارد فرصة كبيرة لادراك التعادل لليفربول مع مرور ساعة تقريبا من عمر المباراة ولكن حارس ميلان البرازيلي ديدا أنقذ مرماه من هدف محقق.

وكان جيرارد قد طالب لاعبي ليفربول قبل مباراة ميلان بأن يكونوا أبطالا وربما كان جيرارد على بعد هدف فقط من إحراز لقب نجم المباراة. ولكن هذه الجائزة ذهبت إلى إنزاجي الذي جاء هدفه الثاني لميلان قبل ثماني دقائق على نهاية المباراة ليقضي على آمال ليفربول تماما. وكان الهدف الذي سجله الهولندي ديرك كويت لليفربول في الدقيقة 89 من المباراة متأخرا جدا على إنعاش آمال ليفربول بتكرار إنجاز نهائي دوري الابطال أمام ميلان نفسه قبل عامين في اسطنبول عندما فاز الفريق الانجليزي باللقب بعدما كان متأخرا صفر/3.

وقال جيرارد «لقد خسرنا نهائي دوري الابطال. أحد أكبر المباريات التي من الممكن أن تلعبها. لذلك فإن فؤادي محطم. ولكن عليك المضي قدما». وأضاف «أعتقد أننا كنا نعرف قبل المباراة أنها ستحسم عن طريق التفاصيل الدقيقة وقد حالفهم الحظ قليلا وسجلوا هدفيهما في توقيت مثالي. كان من الصعب أن نتأخر قبل نهاية الشوط الاول مباشرة. ولكن أعتقد أننا يجب أن نفخر بأدائنا في المباراة فقد فرضنا سيطرتنا عليها. ولكن ميلان فريق عظيم وأعتقد أنهم استحقوا اللقب في النهاية».

وينتظر أن يتلقى جيرارد عرضا بتجديد عقده مع ليفربول بينما يسعى بنيتيز لتقوية خطوط فريقه ليكون قادرا على منافسة بطل إنجلترا الحالي مانشستر يونايتد أو تشلسي في الدوري الانجليزي الممتاز.

وكان ليفربول الذي حل في المركز الثالث بالدوري الانجليزي هذا الموسم خلف مانشستر يونايتد وتشلسي قد أحرز آخر ألقابه الـ 18 بالبطولة نفسها حتى الآن العام 1990.

ومع ذلك لم يطلع بنيتيز قائد فريقه على أي تفاصيل تتعلق بخطط الانفاق التي يعدها المدرب الاسباني مع مالكي ليفربول الاميركيين.

وقال جيرارد «إنني واثق من أن رافا (بنيتيز) يجتمع بهما طوال الوقت وأنه يخبرهما بما يريده. لذلك أعتقد أننا نجب أن نشاهد ما يحدث من هذه المسافة... لدينا من اللاعبين ما يبشر بمستقبل ناجح ولا يوجد شك في ذلك».

وأوضح أن الدوري الانجليزي «يجب أن يأتي على رأس أولوياتنا بالنسبة الى المدرب واللاعبين والمسئولين الجدد. فقد مرت فترة طويلة منذ أن أحرز هذا النادي لقب الدوري الانجليزي لذلك يجب أن نطور من أنفسنا».

وأضاف جيرارد «بوسعك أن تشعر بالتفاؤل وبالاثارة التي تحس بها الجماهير. سيصبح هذا الفريق أقوى. أعتقد أنه بناء على مستوى أدائنا في الدوري خلال العامين الماضيين فلا يمكن الهروب من حقيقة أن هذا الفريق يحتاج لاجراء تغييرات - ليست تغييرات جذرية وإنما الفريق بحاجة لتقوية صفوفه».

وأكد جيرارد أن انضمامه الى صفوف منتخب إنجلترا من أجل المشاركة في مباراتي الفريق المقبلتين بالتصفيات المؤهلة لبطولة الامم الاوروبية يورو 2008 بعد أسبوع تقريبا ستساعده على التغلب على مشاعر خيبة الامل بعد هزيمة الاربعاء. وقال جيرارد: «يجب أن تمضي إلى الامام وأن تتطلع قدما للمباراة التالية. ومن حسن حظي أن هذه المباراة ستأتي بعد عشرة أيام فقط (من مباراة الاربعاء). ستساعد هذه المباراة على إبعاد تركيزي عن هزيمة الاربعاء وإن كانت هذه الهزيمة ستظل تؤلمني لفترة طويلة». في الوقت نفسه أشاد جيرارد بجماهير ليفربول التي ذهبت وراء فريقها إلى أثينا بعشرات الآلاف لمؤازرته ولم يكن معظمهم يحمل تذاكر المباراة. ولكنهم فاقوا جماهير ميلان عددا في المدرجات. وقال جيرارد: «هذه هي جماهير ليفربول. فهي تكون إلى جانبك وأنت ترفع الكؤوس. وتكون إلى جانبك في أوقات الاخفاق. وأعتقد أنها لذلك أفضل جماهير في العالم». وأضاف «إن الجماهير تقف وراءنا منذ الادوار التأهيلية وساعدتنا على الوصول إلى النهائي. ولذلك أشعر أن فؤادي محطم الآن فقد خاب أملي لاننا لم نتمكن من الوفاء بديننا إليهم أبدا».