العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ

حوادث «خدوش» ولكنها تخنق شوارعنا... خنقا!

«آلو مرور»... عجلوا فالوضع لا يطاق!

اختنق الشارع عن بكرة أبيه! فعلى رغم أنه مختنق أصلا بسبب أعمال التوسعة التي تجري ليل نهار لتصحيح ما تعانيه البلاد من اختناقات وازدحامات مرورية، جاء ذلك الحادث البسيط، بين مقيم آسيوي وآخر عربي على شارع الخدمات ليسبب خدشين بسيطين في سيارة كل منهما... ليجلس الاثنان كل في سيارته منتظرين شرطي المرور بعد أن رفضا الذهاب إلى فرع المرور في السنابس (أرض المعارض) لأن الاثنين، مصران على موقفيهما، وكل واحد منهما سليم... والآخر هو المخطئ!

ولاشك في أن المواطنين والمقيمين أصبحوا يخافون من هذا النوع من الحوادث التي يمكن للطرفين فيها التفاهم بشأن تصليح السيارة المتضررة، أولا من خلال الاعتراف بالخطأ - وهو من شيم الرجال - وثانيا، من خلال إفساح المجال لبقية السواق والتفاهم في منطقة أكثر راحة خارج الشارع أو على جانبه، مساهمة مع الناس في ضمان انسيابية السير.

وجوه عابسة وكلمات نابية

ويوجه البعض أصابع الاتهام الى رجال المرور، فشرطة المرور يتأخرون كثيرا، بحسب قول إلهام الراعي (موظفة) لأنها جربت ذلك واضطرت إلى الوقوف لأكثر من ساعة ونصف لحين وصول شرطي المرور للنظر في الحادث البسيط الذي وقع في مدخل قرية توبلي بينها وبين سيدة أخرى، ورفضت أي منهما الاعتراف بأنها مخطئة، ما دفعهما إلى الاتصال بالإدارة العامة للمرور وطلب شرطي مرور للنظر في الحادث، وقد تأخر كثيرا فيما كانت الاثنتان تتلقيان تذمر الناس ووجوههم العابسة والكلمات النابية أحيانا، بسبب ما حدث للشارع، الذي اختنق من الدوار الصغير المؤدي إلى توبلي ممتدا إلى الإشارات الضوئية عند مدخل مدينة عيسى.

ويعتقد المهندس المعماري علي الحادي، أن المشكلة ليست في مستوى الحادث، بسيطا كان أم صعبا، ولكن المشكلة في وضعية الشوارع وأسلوب تخطيطها القديم، الذي نتمنى أن يتغير مع الأعمال الإنشائية لتوسعة الطرق والشوارع الرئيسة وإزالة الدوارات. موضحا أن الكثير من الحوادث المرورية تسبب الضغط والازدحام في الشارع بسبب سلوك الطرفين معا، فهناك بعض التماسات بين سياراتين، تسبب خدوشا فعلا لكن بعضها قد يتم تصليحه باستخدام الورنيش مثلا، أو لا يتطلب إعادة صبغه الشيء الكثير، ما يعني ضرورة الاتفاق بين الطرفين بكل لين واحترام وتعاون، بدلا من تعطيل مصالح الناس. وفي الحقيقة، يحدث كثيرا أن يتنازل أحد الطرفين أو يتفق الطرفان معا على التفاهم وتصليح السيارة المتضررة، والله يكثر من أمثالهم.

الآسيويون... «تفاهم ني منتاه»!

وتتزايد الحوادث البسيطة في الشوارع الضيقة والواسعة وبشكل يومي، وعلى رغم الافتقاد إلى إحصاء دقيق لمثل هذه الحوادث، لأن بعضها ينفض فعلا قبل وصول رجل المرور، فإنها تحدث عادة بالقرب من الدوارات، وإشارات المرور، وفي مواقف السيارات عند المجمعات التجارية والأسواق المطلة على الشوارع الرئيسية وأمام المدارس والمستشفيات.

ولكن، يبدو أن الآسيويين هم أكثر المتسببين في الحوادث البسيطة، وهم عادة الطرف الذي لا يقبل بالتفاهم أو حتى قبول مبلغ لتصليح الخدش. ولهذا، يقول محمد الحمر (موظف مصرفي): من واقع تجربة، إن هذه الحوادث يجب أن يضع لها رجال المرور حدا، كأن تتم دعوة الطرفين إلى الإدارة أو إلى أي فرع للمرور للنظر في الحادث والتفاهم هناك، طالما الأمر لا يحتاج إلى تخطيط في موقع الحادث ولا إلى حسابات! فالحوادث البسيطة، تجر مشكلات كبيرة وتعطل مصالح الناس، وربما تصليح السيارة المتضررة في النهاية لا يتجاوز عشرين دينارا يمكن أن يدفعها الطرف الذي اصطدم واعترف، ويقبلها الطرف الآخر، من دون الحاجة إلى استدعاء رجل مرور، ودفع رسوم، واستكمال إجراءات، بعد أن تسبب هذا الحادث في تعطل الاثنين، ووراءهما الآلاف!

ويشير مصدر مروري إلى أن هذه الحوادث تحدث كثيرا وبصورة لا يمكن تصورها، لكنه ينفي أن يكون رجال المرور هم السبب في تعطيل الشارع وازدحامه بالاختناق بسبب التأخر في الوصول، فهذا كلام غير صحيح والكل يعرف مدى سرعة تجاوب قسم البلاغات مع المتصلين. وفي حال وجود حادث يريد طرفاه الحضور إلى الإدارة أو الذهاب إلى فرع مروري في إحدى المحافظات فهذا متروك لهما ويحدث كثيرا، لكن المشكلة تكمن في بعض الآسيويين - كما ذكرتم - وأحيانا بين بعض المواطنين الذين يتحول الحادث البسيط بين اثنين منهم إلى شجار عنيف، وهذا تصرف غير سليم، لاسيما بالنسبة إلى الشباب!

الجح وكوارتين الفاكهة

وأحيانا، تتعطل الشوارع لا لسبب حادث بسيط بين سيارتين، بل لسبب حادث بين سيارة واحدة! فعلى سبيل المثال، تسبب سائق طائش صباح يوم الخميس 17 مايو/ أيار الجاري في تعطيل حركة السير على شارع مهم للغاية هو شارع الملك فيصل، بالقرب من جسر المشاة أمام كورنيش الملك فيصل، لأنه فقد السيطرة على سيارته فاقتحم الرصيف الأوسط وعلقت سيارته في منتصفه. وليست المسألة مسألة حادث بسيط، بل يمكن النظر إلى ما يعقب الحادث، فرجال المرور هناك وقد نظموا حركة السير، ولكن توقع أنه بعد قليل، وحين تصل الرافعة لرفع السيارة، سنكون أمام جولة جديدة من الازدحام الخانق لحين نقل السيارة.

وليت الشوارع تختنق بحوادث الاحتكاك فقط، فهناك حوادث كثيرة تتكرر بشكل يومي تقريبا، وهي الناتجة عن الحمولات الخاطئة وأخطرها الصخور، فحين تسقط صخرة من شاحنة فهناك مشكلة كبيرة ستقع من دون شك، وكذلك الحال حين تتساقط صناديق كارتونية أو صناديق فاكهة، أو ربما شاهدنا ما الذي يحدث في الشارع حينما تسقط «جم جحة وبطيخة» من الشاحنة إلى الشارع!

ويطالب الكثير من السواق بضرورة إيجاد مساحة للطوارئ في الشوارع التي يكثر عليها الازدحام مع خطة توسعتها، فهذه المناطق تضمن وجود مكان على جانب الشارع لإكمال الإجراءات، كما يطالبون بفرض قدوم السواق المتسببين في الحوادث البسيطة إلى مكاتب المرور بعد التأكد من صحة أقوال الطرفين من ناحية بساطة الأضرار.

العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً