العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ

السياحة الفضائية 1/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تخطط مؤسسة الفضاء الأوروبية إلى دخول مجال السياحة الفضائية عن طريق بناء طائرة خاصة قادرة على حمل سياح إلى مدار يبعد عن الكرة الأرضية 100 كم. وسيكون بمقدور المسافرين على متن الطائرة التي ستقلع من مطار عادي الاستمتاع بوضع انعدام الجاذبية لمدة 3 إلى 5 دقائق وستكون كلفة الرحلة للشخص الواحد 200 ألف يورو ومن المتوقع أن تبدأ الرحلات بحلول العام 2012.

وصرح رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أستريوم» التي ستنظم هذه الرحلات السياحية فرانسوا اوكيو بأن «الإنسان يحلم بزيارة الفضاء وسنوفر له الفرصة لتحقيق هذا الحلم»، مضيفا «إن استريوم اكبر مؤسسة فضائية أوروبية تمتلك خبرة كافية في هذا المجال ويلبي المشروع جميع شروط الأمان والراحة للمسافرين إضافة إلى رخص كلفة الرحلة.

قبل ذلك وفي فبراير/شباط من العام الماضي أعلن وزير النقل الأميركي نورمان مينيتا، أن السياحة الفضائية الخاصة ستنطلق في العام 2008، عندما يتمكن السياح من السفر الى الفضاء مقابل أجور تدفع إلى الشركات. وقال مينيتا، وكان يتحدث أمام مجموعة من رجال الأعمال، إنه يتوقع أن تصدر تراخيص لسفرات تجريبية العام المقبل. وإذا ثبت نجاح تلك السفرات، فسيتم إصدار تصاريح تسمح بسفر الركاب في المركبات الفضائية.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء عن الوزير الأميركي قوله: إن «هذا الجدول الزمني ليس مبنيا على خيال علمي، بل يستند الى توقعات بتعزيز قطاع السياحة الفضائية الخاصة في غضون العامين المقبلين».

يشار الى أن سياح الفضاء الأوائل تمكنوا حتى الآن من السفر على المركبة الفضائية الروسية «سيوز» مقابل أجور بلغت 20 مليون دولار لكل سفرة. على صعيد آخر، يذكر أن صاحب شركة طيران «فيرجين» بدأ ببناء طائرة فضاء خاصة بهدف نقل السياح إلى الفضاء منذ العام 2004 ومن المتوقع أن تبدأ بتشغيل الرحلات الجوية في العام 2009. لقد أصبحت السياحة الفضائية ظاهرة، بل نشاطا اعتياديا تنظمه وتشرف عليه في روسيا مثلا شركة متخصصة تعرف باسم «سبيس أدفنشرز» بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية، وتنظم بموجب هذا الاتفاق رحلات لأشخاص حجزوا منذ سنوات دورا للفوز بمتعة السياحة الفضائية التي تخضع لشروط صعبة وتدريب على مستوى عال. ويعود تاريخ السياحة الفضائية إلى إبريل/ نيسان 2001، عندما غادر «دينيس تيتو»، أول سائح فضائي، الأرض من قاعدة «بايكونور» على مركبة «سويوز» الروسية متوجها إلى المحطة الفضائية الدولية. أما آخر سياح الفضاء ويأتي ترتيبه الخامس فهو الملياردير الأميركي مهندس البرمجيات تشارلز سيمونيي الذي حلق على متن سفينة «سيوز» الفضائية الروسية. وقد انطلق سيمونيي وهو الذي ترأس الفريق الذي طور برمجية «ويرد» في شركة «ميكروسوفت» من محطة «بايكونور» في كازاخستان. وبين دنيس تايتو في 2001 ، وسيمونيي 2007 هناك الجنوب إفريقي مارك شاتلوورث في 2002 ، والأميركي جراج أولسين في 2005 ، وسيدة الأعمال الأميركية المولودة في إيران أنوشا أنصاري في 2006 . وتعود محدودية نطاق رحلات السياحة الفضائية إلى ارتفاع كلفة هذه الرحلات الناجمة عن التحديات التقنية الهائلة، فمن أجل التحرر من جاذبية الأرض ودخول المدار، لابد من أن يصل المكوك إلى سرعة 30 ألف كلم في الساعة. ولهذه الصواريخ الضخمة يتطلب الأمر ما يسمى بالمعززات، وكميات ضخمة من الوقود، الذي لابد من زيادته إلى أن يُصرف المخزون. وللوصول إلى السرعة المطلوبة، لابد من رمي الخزانات الفارغة وعدم استعادتها. أما الأغراض التي تحتاج إليها في الفضاء ومنها الطعام والهواء والمياه، فلابد من تحميلها من الأرض. حاليا، تصل كلفة شحن على كل كيلو غرام إلى 20 ألف دولار أميركي. كما أن حمولات الإقلاع والحرارة خلال الدخول إلى الغلاف الجوي كبيرة جدا بحيث يتطلب المكوك 3 أشهر من الفحص الدقيق بعد كل رحلة. هذا أحد أسباب وصول كلفة الإقلاع الواحدة إلى 400 مليون دولار. ويفترض خبراء السياحة أن الاهتمام بالسفر إلى الفضاء سيزداد فيما تنخفض الأسعار. فبعشرين مليون دولار، يقدرون وجود 10 أطراف مهتمة تقريبا، بمليون دولار، قد يكون هناك 10 آلاف راكب محتمل، وبمئة ألف دولار، يفترضون أن يصل عدد السياح المهتمين بالفضاء إلى مئات الآلاف. ومن أجل خفض أسعار السياحة الفضائية، أعلن ممولون منفردون جائزة «إكس» بقيمة 10 ملايين دولار.

فتقدم 26 متسابقا من أنحاء العالم بطلباتهم. وقد قاموا برسم أفكار مختلفة لمركبات فضائية قابلة للاستخدام أكثر من مرة. ويطمح العلماء إلى جعل السفر إلى الفضاء الخارجي مفتوحا لكل الناس، وفي هذا الاطار تتواتر الأنباء عن تصميم طائرات وسفن تطوف بالمسافرين في مسارات ومدارات في الفضاء اللامتناهي، كما أن العلماء ورجال الأعمال المتحمسين لمثل هذه المشاريع يسعون إلى توفير فرص هذه الرحلات للناس العاديين بأسعار تكون في متناول الجميع وبطريقة مطمئنة وآمنة. ولفتت فرص استثمار السياحة الفضائية أنظار الكثير من رجال الأعمال والمغامرين وكذلك الشركات، وتقدر الاحصاءات أن تصل عائدات هذه السياحة في العام 2021 إلى مليار دولار أميركي، ويقدر عدد المسافرين إلى الفضاء بحوالي 15 ألف سائح.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً