العدد 1755 - الثلثاء 26 يونيو 2007م الموافق 10 جمادى الآخرة 1428هـ

مبعوث سلام «فاشل»

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

تعتزم واشنطن مكافأة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بتنصيبه مبعوثا للسلام في الشرق الأوسط، على رغم أن الجميع يعلم أنه ليس بشخصية سلام. فكيف ينتقل محارب من معسكر للقتال إلى معسكر للسلام من دون إعادة تأهيل أو على الأقل الاستجمام في «استراحة محارب».

بلير لن يكون مبعوثا محايدا وهو المقرب من «هتلر عصره» جورج بوش، وهو الذي امتنع عن المبادرة إلى وقف الحرب المدمرة التي شنتها «إسرائيل» على لبنان الصيف الماضي، ناهيك عن أنه متورط أساسي في سفك الدماء في العراق وأفغانستان وفلسطين.

اختتم بلير عهده المشئوم بنبش أزمة قديمة تناستها الأمة، ألا وهي قضية سلمان رشدي الذي منحته الحكومة البريطانية جائزة «فارس».

وفي حال تبلورت فكرة أميركا في تعيين بلير في مهمة سلام الشرق الأوسط لا يعني هذا أن واشنطن جادة في قيام دولة فلسطينية قابلة لحياة على حدود 1967 بل تريد أن يقنع المحامي اللبق الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقضاء على «حماس» والقبول بدولة في الضفة الغربية فقط.

بلير كان منافقا حتى في معتقداته الدينية الخاصة فكيف يكون وسيطا صادقا ومحايدا في قضية مزمنة معقدة، إذ إنه بصدد التحول من مذهبه الانجليكاني إلى المذهب الكاثيوليكي.

إن الولايات المتحدة تعلم أن شعوب المنطقة لا تحب بلير ومع ذلك تريده أن يظل في مخيلتها، والرجل يعلم أيضا أنه مكروه حتى في بلاده، وخير دليل على ذلك تصريحاته بأنه يتوقع أن يتم اغتياله في بريطانيا، فعليه أن يتصالح مع بلاده قبل أن يصلح الآخرين.

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1755 - الثلثاء 26 يونيو 2007م الموافق 10 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً