العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ

وزارة الإعلام

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مهما كان السبب أو الأسباب التي أدت إلى نشر خبر في وكالة أنباء البحرين (بنا) مساء أمس الأول (الخميس) بشأن إنهاء خدمة وزير الإعلام جهاد بوكمال، فإنه تبقى في حق هذا الرجل كلمة عن إخلاصه في مساعيه لخدمة بلاده في أي مجال يقدر عليه. فهو معروف بصفته وجيها اجتماعيا، وأحد رجالات الاقتصاد، وعضوا فاعلا في غرفة التجارة، ونائبا في مجلس النواب ما بين 2002 و2006، وعضوا سابقا في مجلس الشورى، قبل أن يتسلم حقيبة الإعلام، وهي واحدة من أصعب وأتعب وأعقد المهمات التي تحتاج إلى الكثير من الصبر والكثير من الجهد الذي قد يؤدي إلى نتيجة مرجوة، أو قد تنقلب النتيجة بسبب ازدحام الملفات المعقدة مع بعضها بعضا، وهو ازدحام قد ينتج سوء فهم أو حتى أخطاء في الإجراءات المتخذة لتطوير هذا المجال أو ذاك.

بوكمال له دور مشهود في تحسين العلاقات بين وزارة الإعلام وعدد من المؤسسات الدولية، كما أنه وفريقه طرحوا خطتهم بشأن تحقيق رؤية البحرين في 2030، وهو إن كان سيغادر الوزارة بشكل مفاجئ فإنه بلا شك أكثر إدراكا بطبيعة العمل الوطني ومتطلباته، وثقتنا عالية بأن تستمر عطاءاته في أي مجال يختاره لخدمة بلده.

إن من أخلاقيات مجتمعنا المسلم تأكيد أهمية العلاقات وتنمية الجوانب التي تقرّب ولا تبعّد، تُصلح ولا تُفسد، تذكر الحسنات وتعمل على تخطي الصعاب، ومن هذا الباب نذكر حسنات بوكمال.

وزارة الإعلام من أصعب الوزارات وهي بلا شك تحتاج إلى جهود مضنية من أي شخص يتولاها، وتحتاج إلى استراتيجية واضحة وفريق متكاتف وقادر على الاضطلاع بمهماتها. والوزيرة الجديدة - بحسب ما ورد في خبر «بنا» يوم الخميس الماضي - ستكون الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وهي بنت هذه الوزارة وتعرف الصعوبات الجمة التي تنتظرها، ولعل تغيير مسمى الوزارة من «وزارة الإعلام» إلى «وزارة الثقافة والإعلام» سيساهم في إعادة صوغ التوجه نحو تعزيز القطاع الثقافي بصورة شاملة وجامعة ومؤثرة وبوتيرة منظمة يمكن من خلالها الصعود إلى مستوى التحديات المطروحة محليا وإقليميا وعالميا.

وزارة الإعلام هي في الواقع عدة وزارات، فهي إذاعة وتلفزيون ووكالة أنباء ومطبعة حكومية ضخمة وثقافة وتراث وآثار وفنون وموسيقى ومسرح وسياحة وترويج وإعلام خارجي وعلاقات عامة... إلخ، وهذه جميعها لها جذور ومراكز قوة ونفوذ وشخصيات وإجراءات وتداخلات لا يمكن اختزالها بسهولة، وهذا يفسر الصعوبات التي مرت على الشخصيات التي تسلمتها خلال السنوات الماضية، وهي صعوبات مقدور عليها مع وضوح في الرؤية وإرادة متماسكة وقلب واسع وتطوير يتناسب مع متطلبات العصر وآفاق المستقبل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً