جمال سليمان ممثل سوري، له حضور من نوع خاص. عرفه الجمهور المصري من خلال المسلسلات التاريخية وأحب أدواره في الدراما السورية التاريخية، ومنها دوره في «ملوك الطوائف» عندما جسد دور «ابن زيدون» هذا بالإضافة إلى مسلسلات «صلاح الدين»، «المحكوم» و «التغريبة الفلسطينية» وغيرها التي توجته ليصبح نجم سورية الأول الذي تحوّل قبل فترة إلى الفن والدراما المصرية ويقدم إحدى روائعه في مسلسل «حدائق الشيطان»، إذ اعتبرت هذه التجربة بمثابة سابقة أولى في تاريخ الأعمال التلفزيونية المصرية. يدخل هذه المرة تجربة تلفزيونية مصرية جديدة في مسلسل «أولاد الليل» الذي تدور حوادثه في أجواء بورسعيد بأسواقها وببيوتها، التي تستمد أهميتها من خصوصية هذه المدينة ويتناوب الصراع بين الناس من أجل البقاء والحصول على لقمة العيش. وعن دوره الجديد وقضايا أخرى عدة كان لنا معه هذ الحوار.
ما دورك في المسلسل الجديد «أولاد الليل»؟
- أقوم بدور سعيد الذي يرعاه عمه بعد وفاة والده إلى أن يصبح في مرحلة عليه أن يتحمل عبء والميراث الكبير الذي يتركه له عمه.
بصراحة شديدة، هل يسعدك ضمان توزيع أعمالك في البلاد العربية؟
- طبعا؛ لأن سعادة أي ممثل في انتشار أعماله ووصولها إلى أوسع قاعدة جماهيرية وأنا سعدت أخيرا لأن إحدى محطات التلفزيون التركي اشترت حقوق عرض مسلسل «صلاح الدين» وعرضته ولاقى نجاحا جماهيريا كبيرا وهذا ما أسعدني على رغم أن المسلسل مضى عليه أكثر من ست سنوات واعتقدت بعد أن عرض المسلسل على معظم القنوات الفضائية العربية أنه استنفد فرص عرضه.
في رأيك، كيف يحافظ الفنان على نجاحه الفني ومكانته الجماهيرية؟
- هذا السؤال يمثل تحديا أمام أي فنان وخصوصا عندما لا تكون كل مقومات النجاح بيده وحده؛ لأن العمل الفني في الأول والآخر عمل جماعي والتنافس أصبح شديدا وكل واحد منا يرى المشاهد بطريقته، وبالنسبة إليّ فعلى الدوام كنت أسعى إلى أن أقدم أفضل ما أملك بإخلاص وصدق.
بصراحة شديدة، هل كنت في «حدائق الشيطان» تتحدى نفسك أولا لصعوبة الدور أم تتحدى من هاجمك؟
- كنت أتحدى نفسي ولم يخطر لي في حياتي أن أتحدى أحدا من خلال مهنتي فأنا أمثل من أجل المشاهد وليس من أجل من يهاجمني أو يتحداني.
ما سر اعتذارك عن عدد من الأعمال السورية؟
- لأني لا أستطيع ولا أحب أن أقدم خمسة أو عشرة أعمال في رمضان ولقد وضعت خطة لنفسي وهي أني سأعمل في عمل سوري واحد وعمل مصري واحد وهذا ليس جديدا بالنسبة إلي فأنا لم أقدم في أية سنة من سنوات عملي أكثر من عمل في السنة، وإن حدث وكانا عملين كنت أتعمد أن يكون أحدهما تاريخيا والآخر معاصرا حتى لا يكون هناك نوع من التَكرار؛ ما كان يضطرني إلى أن أعتذر عن عدة عروض بعضها مغرٍ.
ما رأيك في المنافسة بين الدراما السورية والمصرية؟
- قلتها كثيرا وأقولها الآن: إن المعركة ليست بين دراما سورية ودراما مصرية وثالثة خليجية؛ لأنه لم يعد هناك جمهور سوري وآخر مصري وخليجي بالمعني الضيق الذي كنا نتحدث به سابقا لأن البث الفضائي وعالم الاتصال السريع والمفتوح قام بتغيير طبيعة الجمهور كما غيّر الكثير من المعطيات، وأنا أرى أن معركتنا الحقيقية جميعا هي كيف نقدم إلى الناس فنا جيدا ومحترما نتجاوز فيه حدود إمكاناتنا السابقة والحالية؛ لأن الوقوف في المكان يعد فشلا في الفن كله.
ماذا عن مستوى الدراما المصرية؟
- الدراما المصرية رائدة في العالم العربي وأسعدت المشاهد في كل مكان بأعمال لا تنسى، ولكن بصراحة مرت عليها سنوات رتيبة وها هي تنهض من جديد؛ لأن لديها التاريخ والمقومات وفوق كل شيء المواهب العظيمة.
هل ترى أن الهجوم ضرورة ملازمة للنجاح؟
- بحسب طبيعة الوضع؛ لأن الهجوم يكون أحيانا محبطا ويفتت الثقة بالنفس التي يحتاج إليها الفنان كي يبدع، أما إذا كان النقد في مكانه فلا أحد يحتاج إلى أكثر من الفنان الذي يريد أن يتألق أكثر ويحبه الناس أكثر، أما الافتراء فلن يكون يوما مفيدا لأحد.
مَنْ أكثر المخرجين الذين أعادوا اكتشاف جمال سليمان مرة أخرى؟
- كل مخرج جيد عملت معه كهيثم حفني وحاتم علي اكتشف فيَّ أشياءَ وساعدني على أن اكتشف نفسي وإمكاناتي وكان آخرهم إسماعيل عبدالحافظ.
كثيرٌ من جمهورك ينتظرك في دور رومانسي، ما رأيك؟
- وأنا أيضا أنتظر نفسي في دور رومانسي.
منذ بدأت التمثيل حتى الآن، هل مازالت تواجهك صعوبات من نوع آخر؟
- المشكلات التي تواجه الممثل في العالم العربي كثيرة جدا وتتلخص في أن الجمهور يطلب منه الكثير، وهذا حقه ولكن الإمكانات على أرض الواقع لا تجعل الممثل يعطي كما يتمنى وكما قلت هذه مهنة إبداع جماعي أي أنها عمل فريق وليس شخصا بمفرده ولدينا الكثير من المفاهيم الخاطئة عن العمل الجماعي والبعض يعتقد أنه يكفي وجود النجم أو النجمة في العمل كي ينجح، ولكن هذا غير صحيح فالنجم أو النجمة ليسا أكثر من عنصر في النجاح أو الفشل.
ما أكثر الأعمال التي أرهقتك فنيا؟
- «صلاح الدين»، «صقر قريش»، «التغريبة الفلسطينية» و «حدائق الشيطان».
ماذا عن العمل السينمائي الثاني لك في مصر بعد «حليم»؟
- كنت أتمنى أن أشارك في فيلم «ليلة واحدة»؛ لأن موضوعه جميل والكاست ممتاز، ولكنه للأسف توقف قبل انتهائه ببضعة أيام لأسباب إنتاجية، وكان هذا محبطا لنا جميعا وهذا مثال حي عما كنت أقوله من قبل بالنسبة إلى المشكلات التي تواجه الممثل العربي.
ما رأيك في السينما المصرية؟
- بدأت تستعيد عصرها الذهبي وما يفرحني هو التنوع الموجود فيها والمهم أن تنتبه شركات الإنتاج والتوزيع ودور العرض إلى أهمية هذا التنوع الذي يساير تنوع شرائح الجمهور.
هل من الممكن أن نراك في عمل كوميدي؟
- إذا كان مناسبا لي.
مَنْ أكثر فناني الكوميديا الذين يضحكونك؟
- عادل إمام ومحمود عبدالعزيز عندما يمثل دورا كوميديا، ومن الشباب محمد هنيدي ومحمد سعد.
ماذا عن باقي الفنانين من جيل الشباب؟
- مصر فعلا ولاّدة وكل فترة زمنية نرى مجموعة من المواهب الرائعة ولقد أحببت كثيرا الشباب والبنات الذين أتحفونا بفيلم «أوقات فراغ» وكنت سعيدا بالشباب الذين تعاونت معهم في فيلم «ليلة واحدة» الذي لم يكتمل.
في رأيك، ما أهم المشكلات التي يعانيها المسرحان السوري والمصري؟
- خضوعهما إلى ذوق شريحة معينة من الجمهور والجهات الإنتاجية.
متى نرى مسرحية جديدة من إخراجك؟
- في مطلع العام المقبل إن شاء الله.
ما مدى استفادتك من دراسة الإخراج المسرحي؟
- استفدت كثيرا، إنه علم وإبداع وجعلني أرى الدنيا إطارا يحتوي الكثير من التفاصيل.
ترى كيف يكون واجب الفنان السياسي؟
- من خلال عمله أولا والفنان حتى لو كان يقدم عملا ترفيهيا بسيطا فهو بطريقة أو بأخرى يكرس فكرة ما، وهذه الفكرة ليست بريئة من رائحة السياسة.
ما مثلك الأعلى؟
- أحمد زكي، إذ ظللت أراقب مسيرة هذا العملاق الفنية منذ مسلسل «الأيام» حتى تحققت أمنيتي وهي العمل مع هذا النجم الكبير الذي لم يستكمل فيلم «حليم» ولكني كنت سعيدا لمجرد الوجود بالقرب منه وليس فقط لدوري في الفيلم الذي أجسد من خلاله شخصية صحافي تربطه علاقة قوية بحليم.
العدد 1779 - الجمعة 20 يوليو 2007م الموافق 05 رجب 1428هـ
