العدد 1779 - الجمعة 20 يوليو 2007م الموافق 05 رجب 1428هـ

اتحاد الكرة بين الاعتذار والاستراتيجية المتخبطة!

الخسارة الثقيلة والمذلة التي تعرض لها منتخبنا الوطني الأول للكرة من شقيقه الفريق السعودي تعتبر امتدادا للاخفاقات السابقة المتواصلة من أمد بعيد.

خسارة الفريق القطري أمام الإمارات وخروجه من الدور الأول اهتزت له كيانات الإعلام الرياضي هناك من خلال الصحافة في قطر وقناة الدوري والكأس التي شنت حملة كبيرة وقاسية على الجهاز الفني لثلاثة أيام متتالية من دون توقف. وقناة دبي الرياضية سبقت القناة القطرية في إحداث الضجة لخروج المنتخب الإماراتي قبل فوزه على الفريق القطري وحينها قامت الدنيا ولم تقعد عبر اللقاءات مع ذوي الاختصاص لمناقشة هذا الانحدار.

خسارة منتخبنا الوطني من الفريق السعودي كنت أراقب القناة الرياضية في البحرين ما الذي ستقوم به من أجل مناقشة هذه الخسارة المذلة ووضع النقاط على الحروف، الا ان قناتنا الرياضية كأنما الطير حل عليها وكأن لم يحدث أي شيء والنتيجة لديهم طبيعية والآتية فيها الخير وليس مهما أن نخسر ونتقهقر.

فصرنا نتابع برنامج المجلس في قناة الدوري والكأس والتي تبنت بنفسها مناقشة أسباب خسارة منتخبنا وفوز السعودية.

الأهم من ذلك اتصلت هذه القناة برئيس لجنة المنتخبات القطرية وهو في فيتنام لمدة ساعة كاملة تناقش معه مقدم البرنامج وزملاءه، ولكن شاهدنا عجز الكواري عن وضع الأدلة المقنعة للرد على استفسارات الحضور في المجلس، ولكن ما يهم حضور هذا المسئول في هذا الاتصال الهاتفي والتحدث عن قرب عن أسباب الخروج ولو كانت إجاباته غير مقنعة.

هنا في البحرين اليوم الرابع من بعد الخسارة المذلة ولم نر أي مسئول خرج علينا يعتذر أو يقدم المبررات لهذا التقهقر المريع لاعب قريب أو بعيد. ولا ندري إلى متى سنظل ننتظر ظهور أي مسئول كبير عبر التلفاز أو حتى المذياع أو في الصحافة المقروءة لنناقش معه هذه الأسباب لكي لا تتكرر مرة أخرى.

ماذا فعلنا عندما خرجنا من خليجي (17 و18) صفر اليدين هل فتحنا الملفات وقمنا بمناقشة هذه الخسائر مع المتخصصين، هل وضعنا استراتيجية واضحة المعالم بدراسة علمية وللاستفادة من الآخرين!... لا أبدا لم يحدث ذلك ورحنا نعمل بالتخبط وعدم التخطيط عبر التعاقد مع المدربين بسرية تامة ومن ثم نحقق معهم وتتم إنهاء العقود ومعهم لتكبد الخسائر المادية وفق الجزاءات المعمول بها في مثل هذه العقود ولم يكن هناك من يتحمل هذه الإجراءات الخاطئة.

ماذا فعلنا بعد الخروج المر من مباراة ترينيداد خاسرين الموقعة بهدف... هل عقدنا الندوات بحضور الخبراء المحليين والمتخصصين لدراسة هذا التقهقر والعمل على إعداد الفريق للتأهل لكأس العالم المقبلة في 2010 بدءا من 2005، ولكن هذا لم يحدث بتاتا ولم نسمع حتى يومنا هذا عن أي تحرك اتجاه هذا الأمر.

ما يحدث اننا نجمع الفريق قبل شهر ونصف ونريد منه ان يصل بنا إلى نهائيات كأس العالم أو يحرز لنا كأس الخليج وكأس آسيا من دون أن يكون هناك هدف واضح مخطط له باستراتيجية علمية عبر الكفاءات المشهود لها بالبنان.

ضعف الجمعية العمومية باتحاد الكرة في ممارسة دورها الطبيعي عبر مراقبة عمل الاتحاد له الدور الكبير في مثل هذه الانتكاسات المستمرة ولم نسمع أبدا ولم نقرأ لأعضاء هذه الجمعية برفع رسالة موقعة من الأعضاء تطالب الاتحاد بعقد اجتماع طارئ يناقش مثل هذه الاخفاقات المتكررة ومحاسبة اتحاد الكرة الذي هم من أوصلوه إلى دفة القرار.

إلى متى ستظل الجمعية العمومية صامتة على ما يحدث من تخبط واضح لهذا الاتحاد (الضعيف) فنأمل أن يكون ذلك قريبا جدا. لابد من وضع النقاط على الحروف بشأن إصرار اتحاد الكرة على إشراك المجنسين مع المنتخب الوطني الذي لا يمتلكون الغيرة ولا الوطنية لهذه التربة الطيبة لأنهم لم يولدوا فيها ولم يترعرعوا بشرب مائها وهم صغار ولأننا لم نستفد منهم ولا يجوز اعتبار هدف جون الذي أحرزه في مرمى الكويت بأنه مصيري أنقذ به البحرين من أجل الهروب من تحمل مسئولية هذه الاخفاقات.

نكرر القول مئات المرات إذا أردنا أن نكون رقما صعبا في المعادلة الخليجية أو الآسيوية أو حتى العالمية علينا أن نخطط ونضع استراتيجية لسنوات قادمة بأن نهيئ الفريق الجديد معا ولن نطالبه إلا في تاريخ معين مثلا في 2010 للتأهل لكأس العالم بعد تعديل أوضاعنا الداخلية في المسابقات المختلفة وتعديل حال البنية التحتية جذريا وإلا فإننا لن نستطيع أن نتقدم خطوة نحو الأمام وستتوالى علينا الانتكاسات والإخفاقات المريرة.

تمر علينا الدروس بأخطائها الواضحة، ولكن لا نستفيد منها من أجل المعالجة فمتى يكون العمل الجاد في انقاذ الكرة البحرينية من الوقوع في المحظور!

العدد 1779 - الجمعة 20 يوليو 2007م الموافق 05 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً