العدد 1780 - السبت 21 يوليو 2007م الموافق 06 رجب 1428هـ

من يحاسب المؤسسة؟

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

سأتطرق إلى قضية مهمة وحساسة ومؤثرة على واقعنا الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص، وما دفعني إلى التطرق إليها نقاش طويل مع مسئول رياضي كبير كان يحاورني عن أسباب سقوط منتخبنا المذل في كأس آسيا...

أكدت له أن السقوط جاء نتيجة حتمية للتخبط، ابتداء من الاختيار السيئ للمدربين وضعف مجلس إدارة الاتحاد، وانتهاء بالتجنيس العشوائي الذي جعل منتخبنا ينال بجدارة واستحقاق لقب «منتخب المجنسين»! وأولا وأخيرا المؤسسة العامة للشباب والرياضة!

- نعم، فالمؤسسة هي الجهة الحكومية المسئولة عن الرياضة في البحرين، والنظام الأساسي للأندية والاتحادات الرياضية الصادر في شكل قرار نشر في الجريدة الرسمية، أعطى رئيس المؤسسة الصلاحيات التي تجعله قادرا على حل مجالس إدارات الأندية والاتحادات وتعيين مجالس إدارات والإشراف والهيمنة، لأنها الجهة التي تملك العصب الرئيسي المتمثل في الأموال.

وإذا ما حدث فشل في لعبة أو اعوجاج أو تخبط فإن المؤسسة مسئولة عن ذلك، ولكن ما يحدث في كرة القدم هو خلاف هذا القانون أو الأعراف الإدارية؛ لأن المؤسسة شريك في العملية.

وأقول بمنتهى الصراحة ان وجود رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في رئاسة الجهاز الإداري مع المنتخب في كأس آسيا وفي كل دورة سابقة، جعل دور اتحاد الكرة هامشيا وشكليا ولا حول له ولا قوة! حتى اللاعبون شعروا بحجم هذا التدخل وأصبحوا يلجأون إلى رئيس المؤسسة في كل صغيرة وكبيرة.

هذا ما شاهدناه بوضوح حينما اجتمع اللاعبون برئيس المؤسسة العامة في خليجي «18» وقرروا إقالة المدرب الألماني بريغل! مع علمنا الكامل أن من تفاوض وتعاقد مع المدرب ميلان ماتشالا هو المؤسسة العامة... وكان اتحاد الكرة، في هذه الصفقة، شاهد ما شافش حاجة!

- مثل هذه المعضلة «الغلط» خلقت لنا مواقف «غلط» أثرت بشكل كبير على الكثير من المواقف الرياضية، قد يكون أبرزها غياب الجمعية العمومية في اتحاد القدم ومواقفها السلبية المزرية تجاه الكثير من القضايا المصيرية.

وابسط دليل على ذلك خوف الأندية من حضور الاجتماع المنعقد الذي كان سيناقش قضية التجنيس الفاشل، وعدم تنفيذ اللوائح الداخلية في اتحاد الكرة وضربها عرض الحائط!

- أنا شخصيا لا اشك في نزاهة رئيس المؤسسة العامة وإخلاصه وتفانيه وهوسه من أجل تحقيق المنتخبات أفضل النتائج، إلا أن الغلط يبقى غلطا ويستغل بصورة خاطئة. والدليل أن الكثير ممن يعملون في اتحاد الكرة مجرد «كومبارس» أو تكملة عدد، فكلنا مازال يتذكر انتخابات اتحاد الكرة أيام زمان حينما كانت الجمعية العمومية سيفا حادا على رقاب كل من يحاول استغلال اللعبة!

- هذه القضية تجرني إلى الحديث عن قرار سابق صادر عن رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة قبل أكثر من 20 عاما يقضي بعدم السماح لموظفي المؤسسة بأن يتبوؤا مراكز قيادية في الاتحادات الرياضية خوفا من استغلال مراكزهم الوظيفية في صالح اتحاداتهم. وأول من طبق عليه هذا القرار كان العبد لله حينما كنت أعمل مراقبا للاتحادات الرياضية وفزت بمقعد نائب رئيس اتحاد اليد.

وبسبب المصالح المشتركة بين رئيس المؤسسة السابق ورئيس الاتحاد صدر هذا القرار، إلا أن أنديتنا الشجاعة - في ذلك الوقت - أسقطت رئيس الاتحاد على رغم المساندة! ثم تكرر تنفيذ هذا القرار من قبل رئيس المؤسس السابق وطار بسببه أمين سر اتحاد الطاولة والسباحة وكفاءات إدارية أخرى وفقدنا الكثير من المناصب الخارجية!

- وأقول لمن يهمه الأمر في هذه القضية انني جمعني لقاء مع رئيس اتحاد كرة القدم قلت له فيه: «لماذا توافق على تدخل المؤسسة العامة في شئون مجلس إدارة الاتحاد؟ وهل وجودك كمدير للشئون الرياضية يؤثر على ذلك؟ ونصحته مخلصا بأن يأخذ موقفا قويا، فاما رئيس الاتحاد واما مدير الرياضة!

- أنا لن أطالب رئيس المؤسسة العامة بتطبيق قرار ابعاد الموظفين من عضوية الاتحادات لأن هذا القرار غير منطقي، ولكني اطلب من رئيس المؤسسة العامة أن يبتعد شخصيا عن صنع القرار في اتحاد الكرة أو أي اتحاد رياضي آخر؛ لأنه سلاح خطير ذو حدين، ولأنه ثبت - مع الزمن - خطورته على وضع الجمعيات العمومية، كما أنه مخالف للأعراف الإدارية المتعارف عليها في جميع دول العالم «فهناك اختصاصات لمجلس إدارة كل اتحاد حددها النظام الأساسي، كما أن هناك اختصاصات لرئيس المؤسسة العامة حددت بمرسوم»!

- فالسقوط المؤلم في كأس آسيا، والتجنيس العشوائي في كرة القدم وأم الألعاب أو أية رياضة أخرى من الأمور التي أصابت الرياضة البحرينية في مقتل. وبدلا من أن تتطور وتنهض أصبحت رياضتنا تتدهور. فالشارع الرياضي ساخط على الوضع الرياضي ويطالب بتصحيح الوضع ولن يكون إلا بوجود حكم عادل!

- أخيرا، أقول لكل من يريد أن يعلق المشانق للاعب البحريني ويقول إنه سبب خسارتنا في كأس آسيا، أقول له بصدق، هذا قول ظالم وفيه الكثير من التجني على اللاعب البحريني الذي تتمناه كل البلدان الخليجية. فاللاعبون لعبوا بالخطة «الغلط» التي وضعها ورسمها الخبير ماتشالا! وأكبر دليل على ذلك أن المدرب في كل مباراة كان يلعب بتشكيلة مخالفة وبخطة غير واضحة، وكأن منتخبنا حقل تجارب لأفكاره في هذه البطولة. كما أن السقوط في هذه البطولة له مسببات أخرى مثل الدوري الضعيف وتفضيل اللاعب المجنس والقرارات «الغلط» التي يجب أن تختفي من حياتنا الرياضية!

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1780 - السبت 21 يوليو 2007م الموافق 06 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً