العدد 1785 - الخميس 26 يوليو 2007م الموافق 11 رجب 1428هـ

حان الوقت لأن يقوم العلماء بدورهم

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يتوجب على الأئمة والخطباء أن يلعبوا دورا أكبر في الحرب ضد الإرهاب. كانت تلك هي الرسالة التي وجهها وزير الداخلية السعودي الأمير نايف لستمئة إمام وخطيب يلقون خطبة الجمعة في مساجد عبر المملكة العربية السعودية.

وقد حثهم الأمير على كشف زيف العقيدة المنحرفة المستمرة في خداع الشباب السعودي بالذهاب إلى العراق وتفجير أنفسهم وذبح الأبرياء وتلطيخ صورة الإسلام ووصم المملكة السعودية كملاذ للإرهاب ومشجع للعقيدة المدمرة.

ويأخذ غالبية المسلمين الإرشاد من الخطباء والأئمة، وخصوصا أثناء خطبة الجمعة في المساجد، الأمر الذي يجعل من الضروري أن يأخذ العلماء المحترمون دورهم في إيصال التعاليم الصحيحة وتوفير الإرشاد الضروري لحماية المؤمنين الصادقين من أن يصبحوا رسلا للقتل وأعداء للإسلام. يتوجب على علماء المسلمين أن يرفعوا أصواتهم لتنوير المؤمنين بشأن التعاليم الصحيحة للإسلام وتشجيع المبادئ الإسلامية التي تدعو إلى السلام والتسامح والاعتدال حتى يسمح للمسلمين بالتعايش بالسلام مع بقية العالم.

هناك مواجهة بين الإسلام والغرب، ويتوجب على علمائنا تحمل مسئولية مخاطبة القضايا الخلافية التي فرقت المسلمين عن بقية العالم.

الأمر الوحيد الذي نجح الإرهاب في تحقيقه هو عزل شعوب العالم. ليس ضحاياه فقط هم الذين يموتون وإنما هؤلاء الذين يحيون والذين يهدد الإرهاب كرامتهم ومستقبلهم. بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول العام 2001 واجه المسلمون الذين يقيمون في الغرب تمييزا وتشويها لسمعتهم. في أستراليا قامت هيئة حقوق الإنسان والفرص المتكافئة، وهي هيئة رقابية فيدرالية على التمييز، بمقابلة أكثر من 1400 مسلم عربي وأسترالي العام 2003، ووجدت أن 93 في المئة منهم يؤمنون أن هناك زيادة في العنصرية والإساءة والعنف ضدهم.

كما أظهر الاستطلاع أن النساء اللواتي يلبسن الحجاب يخفن من أن يُبصق عليهن عندما يأخذن أولادهن إلى المدرسة، بينما يشكو البعض من أنهم لم يحصلوا على وظائف بسبب أسمائهم المسلمة. ويُتهم المسلمون في الغرب بالفشل في الانخراط وعدم القيام بما يكفي لشجب المتطرفين. المواقف المتشددة والسلوك غير المتسامح عند بعض المسلمين الذين يعيشون في الغرب تضر الكثير من المسلمين الآخرين الذين يعيشون هناك، الأمر الذي يعرض أمنهم ووجودهم في أوروبا وأميركا للخطر.

وينظر الكثير من المسلمين للقوى الغربية على أنها استعمارية يحفزها الجشع والطمع. إضافة إلى ذلك يُنظر إلى المتشددين الغربيين على أنهم صليبيون يهدفون إلى تدمير الإسلام ويؤمنون أن جميع المسلمين هم أعداؤهم. يتوجب على علماء الدين في الغرب وعلى علماء المسلمين حول العالم أن يعملوا معا لإيجاد أرضية مشتركة توحد بينهم بدلا من الانخراط في مواجهات تفرق بينهم.

يحتاج علماؤنا لأن يرفعوا أصواتهم أعلى من المتشددين الذين اختطفوا الإسلام وأربكوا المسلمين الذين يحتاجون اليوم إلى توجيه ليعودوا إلى الطريق السليم للعقيدة. هناك قضايا خلافية عديدة تحتاج لأن يتم التعامل معها حتى يتسنى إرشاد الشباب المسلم وإيجاد تفاهم أفضل للإسلام في الغرب - ما يسمى بالجهاد والتفجير الانتحاري ونزاع الشرق الأوسط والشئون الدولية والحجاب والنقاب (غطاء الوجه) وأسلوب حياة المسلم. ولكن قد يكون الأمر الأهم الذي يحتاج إلى التأكيد والتركيز هو التسامح الذي تشجعه العقيدة الإسلامية الأساسية. يجب وضع حد للعداء بين الإسلام والغرب. جميعنا جيران في المجتمع الدولي نفسه، ويجب علينا جميعا أن نتصرف كجيران بدلا من أعداء. الأمر يعود، إلى حد ما، إلى قادتنا لإيجاد حلول لهذه القضايا في النزاع. ولكن الأمر يعود كذلك إلى زعمائنا الدينيين - مسلمين ومسيحيين ويهود - لإيجاد جو من التسامح يشجع على إيجاد حلول بدلا من القتل والمذابح.

يتوجب على السياسيين والقادة الاجتماعيين والأكاديميين والإعلام دعم العلماء الدينيين على الجانبين، الذين يعملون على مجابهة ما أصبح صداما للحضارات.

إلا أن هناك بعض نقاط التفاؤل. في استطلاع أجرته البي بي سي أخيرا لنحو 28،000 شخص في 27 دولة، ثبت من خلاله أن الغالبية تؤمن أنه لا يوجد عدم انسجام ضمني بين الإسلام والغرب وأن المشكلات تنشأ بين الأقليات غير المتسامحة على الطرفين.

قد تحتاج هذه الأقليات غير المتسامحة إلى تذكير بأن الغالبيات تريد السلام والازدهار لشعوب العالم كافة. القناعات الحقيقية بالإيمان لا تؤدي بنا إلى مستقبل مظلم. ما نحن بحاجة إليه هو الشجاعة للدفاع عن هذه القناعات الحقيقية.

*صحافية إذاعية تقيم في جدة،

والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1785 - الخميس 26 يوليو 2007م الموافق 11 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً