العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ

أراضي غزة الزراعية تحت رحمة الجرافات الإسرائيلية

حولت جرافات الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي معظم أراضي بلدة الفخاري جنوب غزة إلى صحراء قاحلة، ضمن عمليات الاجتياح الإسرائيلية المتكررة للمناطق والبلدات الفلسطينية المحاذية للشريط الحدودي الفاصل طوليا بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948.

بلدة الفخاري الزراعية، السلة الغذائية لمحافظة خان يونس، ليست أولى البلدات أو المناطق الحدودية التي طالها العدوان، لكنها من أكثرها تضررا وتدميرا. وبحسب تقديرات فقد نصف سكان البلدة التي يقطنها ثلاثة آلاف شخص مصدر رزقهم الوحيد، ولم يعد بإمكانهم إعادة تعمير بساتينهم المثمرة التي يعود عمرها إلى عشرات السنين.

ويقول المزارع محمود عمرو (30 عاما) الذي أجهزت الجرافات الإسرائيلية على بساتين الزيتون واللوز والحمضيات والخضار التي بدأ من ريعها تشييد منزل له ولأفراد أسرته الستة، إن الآليات تكالبت على الأشجار وشبكات الري ولم تتوقف حتى جرفت كامل مزروعاته التي تمتد على مساحة 15 دونما.

ويضيف أنه لم يصدق هول ما رأى حين صحا منتصف ليل الجمعة الماضية، على هدير صوت الجرافات العسكرية الكبيرة وهي تجرف التربة وما عليها من مزروعات، قائلا «شعرت حينها وكأني أعيش لحظات حلم مزعج للغاية».

ويقول وهو يمنع نفسه من البكاء إنه لم يتوقع وصول الآليات إلى عمق البلدة على غير عادتها خلال سنوات الانتفاضة الماضية، وما يحز في نفسه أن التدمير طال كل المزروعات التي بدأت تؤتي أكلها «بعد سهر وتعب على مدار عشر سنوات», والهاجس الذي يطارده هو أن تعود لتجرف مزروعاته مرة أخرى في حال إعمارها من جديد.

ويقول رئيس بلدية الفخاري عودة العمور إن حجم التدمير والتجريف الممنهج الذي زادت وتيرته بشكل كبير في عمق المناطق الزراعية الحدودية، يكشف أن الاحتلال يتعمد تدمير المزارعين الفلسطينيين، وإلحاق أشد الضرر بهم.وأضاف أن بلدته تعرضت لضربة هي الأكبر منذ بداية انتفاضة الأقصى في 2000, فالجرافات والآليات توغلت بعمق أربعة كليومترات في البلدة، وأزالت من الوجود 500 دونم من أشجار اللوزيات والزيتون والحمضيات، وعاثت فسادا وتدميرا في نحو 500 دونم زراعية أخرى.

وأشار إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا كثيرا من منازل البلدة، وألحقوا أضرارا بالغة بمحتوياتها، وبعضهم نهب أموالا ومقتنيات ثمينة تقدر بآلاف الدولارات.

وقال للجزيرة نت إن جنود الاحتلال اعتقلوا نحو خمسين من سكان البلدة، أطلق سراح غالبيتهم, لكن بعضهم مازال رهن الاعتقال والتحقيق.

وناشد المسئول الفلسطيني وزارة الزراعة وجمعيات الإغاثة الزراعية وجميع المؤسسات التنموية تقديم المساعدات للمزارعين المنكوبين وإعانتهم على إعادة استصلاح أراضيهم.

ويؤكد وزير الزراعة الفلسطيني محمود الهباش أن الاحتلال الإسرائيلي يريد ضرب الاقتصاد الفلسطيني والزراعة الفلسطينية، وجعل غزة سوقا استهلاكية للمنتوجات الزراعية الإسرائيلية.

وحذر في تصريح للجزيرة نت من انعكاس هذه السياسة على مستقبل الزراعة في غزة، فحجم التدمير والتخريب الإسرائيلي يفوق قدرة وإمكانات الحكومة على معالجته.

العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً