العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ

تعليقات أخرى على مقال «الزواج من غير البحرينية وتداعياته»

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

القراء الأفاضل، المهتمين منكم تحديدا لربما سمحت لكم الظروف بمتابعة مقالي السابق الذي يعد التعليق الأول على مقال «الزواج من غير البحرينية وتداعياته»، وكما وعدتكم فيه أني سأستكمل وإياكم التعليقات الأخرى للموضوع نفسه بناء على رغبة القراء، انتقل مباشرة إلى تعليق آخر من أحد القراء: «المشكلة أكبر بكثير مما صوّرتها في المقال فبنات البحرين الغالبية منهن ينظرن إلى الزواج كأنه مشروع استثماري يدر عليهن الأموال ويوفر لهن كل ما يحتجن إليه وينظرن إلى الرجل كأنه بحر المال الذي لا ينضب فنظرتهن نظرة مادية. ما إن يتقدم الرجل إلى فتاة إلا ووضعت هي وأهلها باقة متنوعة من الشروط المادية وإذا لم يتمكن من تحقيقها لها فمسلسل الأعذار تبدأ حلقاته كمواصلة الدراسة أو عدم التفكير في الزواج والتعالي والغرور إلى أن يصل بهن المطاف إلى العنوسة التي هي من صنع أيديهن وليست مشكلة صنعها الشاب المسكين الذي يبحث عن الحلال ولو كان في أقصى الأرض بدلا من اللجوء إلى الحرام».

المشكلة - بحسب القارئ - كبيرة وتحتاج إلى وقفة من جميع شرائح المجتمع المثقفة من علماء دين ومثقفين لتوعية المجتمع بخطورة ما يحصل وإيجاد الحلول بدلا من توجيه الاتهامات.

قد أتفق مع القارئ في أن البعض منهن فعلا ينظرن إلى الزواج على أنه مشروع استثماري، ولا يهمهن جوهر الشخص الذي يتقدم لخطبتهن بقدر اهتمامهن بمركزه الوظيفي وراتبه، ومادياته، وكم من الأموال يستطيع أن يضعها تحت رهن تصرف زوجته، وهذا مما يؤسف له حقا تلك الثقافة المنتشرة بين البنات الصغيرات، والمصيبة أن البعض منهن لم تتشرّب تلك الأفكار إلا من خلال تربية الأهل لهن، فكم سمعنا عن بنات انفصلن عن أزواجهن وطُلِّق البعض بسبب الطموحات العالية التي وضعتها عائلتها والعُقَد التي نسجتها عائلتها فكانت النهاية نهاية الحياة الزوجية أو عنوسة تحاصر البنات إلى أجل غير مسمى وبالتالي تسرب العُقد في المجتمع نتيجة حال عدم السواء والوضع النفسي السيئ والمعقد للبنت نتيجة الخلطة عجيبة المقادير بلا تخطيط و المزاج المتحكم الوحيد في تلك الصنعة.

قارئ ثالث يتجه اتجاها آخرَ فنجده بدلا من إلقاء اللوم كسابقيه على المرأة، يدافع عنهن، بل الأغرب أنه يهاجم رغبات الشباب الجامحة في التغيير والبحث عن «الرخص» في ظل الموجة العاتية من الغلاء المعيشي وسوء الأوضاع المعيشية بل يخاطب الشباب خطابا يحمل التقريع واللوم: «بنات البلد لم ينتهين ولا الأجنبية أفضل منهن. على الأقل بنت ديرتك أوْلى من غيرها وعن سالفة الغلاء والله بنات ديرتنا أرخص من غيرهن وكلهن فقيرات وقنوعات».

أحد القراء أيضا تحدث قائلا: «لم أكن أتخيل أن مشروع الارتباط يكلف من الوقت الشيء الكثير ولم أكن أظن أنه يعد أحد المشروعات التي تحتاج إلى انتظار، فقد سأمت ومللت البحث والإجراءات المطولة، والاعتذارات التي لا تنتهي»، ونوه إلى أنه منذ سنتين حتى الآن لم ينكلل مشروع الارتباط الذي بدأه بالنجاح فالبحث لايزال جاريا، كما لم يفته أن الطلبات التي تطلبها بنات اليوم غير معقولة، وتنم عن بذخ لا معنى له.

بعد استعراض آراء القراء عن الموضوع سواء في المقال الحالي أو في المقال السابق، يتبيّن أن موضوع الزواج من غير البحرينية فعلا موضوع مهم ومعقد ويحتاج منا إلى وقفات تأمل ودراسة، كما يتضح أن المشكلة لم تكن بأية حال من الأحوال صغيرة كما يحلو للبعض أن يبسطها أو يطويها.

إنها كبيرة ولها أبعادها وتداعياتها المختلفة على الأفراد والمجتمع بأسره، فالمجتمع أصبح خليطا غير متجانس في العادات والطباع والأخلاق نتيجة أمور كثيرة وعوامل متعددة، وعلى الجميع أن يساهم في حلها بدلا من التفرج على تفاصيلها واضعين رجلا فوق أخرى، فالشاب مدان والشابة أيضا مدانة والأهل أيضا مدانون والمجتمع بأسره مدان.

فهناك ثقافة لابد لها من تأخذ حقها الكافي من التحليل والمعالجة ولا يمكن أن تترك هكذا بلا تمحيص أو تقليب، وعلى الجميع أن يعترف بخطئه وتبدأ المشكلة في التلاشي، ولكن حينما نوجه الاتهامات هنا وهناك فلن يتضرر من ذلك سوى المجتمع، فهناك فتيات دخلن مرحلة العنوسة لا ذنب لهن فقد دفعن ضريبة من سبقوهن وقد يُعَدَّن قنوعات لا يرغبن سوى في ظل راجل بدلا من ظل «حيطه»، وأخريات في طريقهن وآخريات دخلن المرحلة بسوء تقدير وأطماع لا قيمة لها، وشباب عزاب وآخرون في الطريق نتيجة العجز عن الإيفاء بطلبات البنات المرفهات الطامعات الراغبات في أن يعشن قصص ألف ليلة وليلة غير عابهات بحجم الأخطاء الفادحة التي ترتكب، وتركنا البلد على قارعة الطريق، للمجنسين وأناس دخلاء علينا ينهلون من خيراتنا بلا حسيب أو رقيب، ولم يكن ينقصنا سوى أن يساهم المواطنون أيضا في عمليات التجنيس بلا وعي، فعلينا أن نلوم الشاب إذا اتجه إلى الزواج من غير البحرينية مهما تكن الأسباب التي يقف عليها.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً