العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ

قالت الصحف

يوم في حياة شاب عراقي ببغداد

تعددتْ اهتمامات الصحف الأميركية، فأوردت إحداها قصة الحياة اليومية لشاب عراقي ببغداد، ولفتتْ أخرى الانتباه إلى أنّ شبكة الطاقة العراقية على وشك الانهيار الكامل بسبب أعمال التخريب التي تتعرض لها، في حين تحدثتْ إحداها عن مساعٍ سورية للمشاركة في مؤتمر سلام الشرق الأوسط المقبل.

يوم في حياة عراقي

أوردتْ صحيفة «واشنطن بوست» مقالة لشاب عراقي يصف فيها كيف يقضي أيامه في بغداد ويتحدّث عن معاناته وعن السبل التي غالبا ما يلجأ إليها لتذليل الصعاب.

محمد، طبيب الأسنان العراقي الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملا قال في بداية مقاله: إنّ أول شيء يخطر على باله عندما يستيقظ هو: «متى سأموت وكيف؟ هل سيكون ذلك بطلقة نار في الرأس؟ أو هل سيحولني انفجار إلى أشلاء متناثرة؟ أو هل سيقبض عليّ عند نقطة تفتيش للشرطة لأسباب طائفية ثم أعذب قبل أنْ أقتل ويرمى بي إلى جانب الطريق؟»

حال محمد وقت استيقاظه يوميا هي جبين يتصبب عرقا وعضلات تئن تحت وطأة ليل طويل لا كهرباء فيه وطقس أقرب ما يكون لحر جهنم.

قبل الذهاب إلى العمل يلقي محمد نظرة على زوجته وهي نائمة، فيتساءل عن مصيرها لو سابقه القدر ولم يعد إليها، هل ستتعرف على جثته؟ وهل ستتمكن من دفنه بطريقة ملائمة؟

لقد عاد مع زوجته من الأردن العام الماضي بعد أنْ يئس من الحصول على عمل هناك وغيّر اسمه واسم عائلته، وهو الآنَ يعمل في عيادة لا تبعد عن مكان سكنه سوى ربع ساعة مشيا، لكنه كلما لاحظ تباطؤ سيارة وهي تمر بجانبه انتابه قلق شديد وتزايدت دقات قلبه ودعا الله ألا يكون الأمر اختطافا.

ويصف محمد ما يمر به في الطريق من دمار وحفر وطلقات فارغة، فيشعر أن كل شيء من حوله يدل على أنّ الموت يتطاير في الهواء. وبعد وصوله إلى مكان العمل يبدأ بتحية الحرّاس بطريقة مهذبة جدا؛ لأنه يفكر أنهم ربما كانوا أعضاء في مليشيات، ولأن كل إنسان في بغداد مدان حتى يثبت عكس ذلك.

وداخل العيادة يلاقي زملاءه جالسين في الحديقة؛ لأن الديزل قد نفد والمرضى ينتظرون وصول التموينات، فيتجاذب معهم الحديث بشأن الأوضاع المتردية وعن المسئول عنها وما ستؤول إليه لو انسحب الأميركان وهم ما بين متشائم ومتفائل.

لكن الجميع متفقون على أنّ الخاسر الوحيد هو المواطن العراقي النزيه والوطني الذي لم يعد يرى في الديمقراطية والتحرر والحرية سوى سراب بعيد المنال ولم يعد يهمه سوى الحياة بصورة طبيعية. وبعد عودته إلى البيت، وعلى طاولة الغداء تبدأ زوجته تحدّثه عن الخوف الشديد الذي ينتابها والملل وفقدان الأمل ثم تسأله عن متى سيغادران العراق أم هل سيظلان هناك حتى يغيّب الموت أحدهما عن الآخر. محمد يقول إنه لا يريد أن ينجب أطفالا في العراق؛ لأن أطفاله يستحقون أن يولدوا في بلد آخر ولا يريد أنْ يكرر خطأ والديه.

وفي المساء يستمتع هو زوجته بالتسوق وتصفح الإنترنت، لكنه لا يستطيع أن يستقل سيارته لأنه قد يقتل من أجلها.

وبعد الاستيقاظ في اليوم التالي تعود الأسئلة نفسها إلى خاطرة محمد: «متى سأموت؟ متى سينتهي هذا؟»

على حافة الانهيار

قالت صحيفة «يو أس أيه توداي» إن شبكة الطاقة الكهربائية بالعراق على وشك الانهيار بسبب ما تتعرض له من أعمال تخريبية ينفذها مقاتلون عراقيون، ومن نقص الوقود وفصل سلطات المحافظات محطاتها المحلية عن الشبكة الوطنية.

ونقلت عن المتحدّث باسم وزارة الكهرباء العراقية عزيز الشمري قوله: إنّ توليد الكهرباء على المستوى الوطني لا يوفر سوى نصف الحاجيات، مشيرا إلى أنّ العراق شهد أربعة انقطاعات على المستوى الوطني خلال الأيام الأربعة الماضية.

وأضاف أنّ وضع إمدادات الطاقة على المستوى الوطني في العراق هو الآنَ أسوأ من أي وقت مضى منذ غزو العراق العام 2003.

وأكد أنّ التيار الكهربائي لا يزال مقطوعا عن محافظة كربلاء منذ أربعة أيام مما سبب توقف ضخ المياه إلى مدينة كربلاء بالكامل.

ونقلت الصحيفة عن حازم أحد باعة الملابس بكربلاء قوله: «لم نعد نحتاج إلى برامج تلفزيونية وثائقية حول العصر الحجري، فنحن نعيشه الآنَ».

سورية تسعى للمشاركة

قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونتور» إنّ سورية التي تتهمها واشنطن بدعم الإرهاب وتأجيج الوضع في العراق تأمل أنْ تشارك في مؤتمر السلام الإسرائيلي العربي الذي دعا الرئيس الأميركي جورج بوش لعقده قبل نهاية العام الحالي.

وأضافت أن سورية ترجو من وراء ذلك استعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها «إسرائيل» في حرب 1967.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله: إن سورية ستدعم وتشارك في أي مؤتمر للسلام لكن أهداف هذا المؤتمر والمشاركين فيه والأسس التي سيقوم عليها يجب أن تكون واضحة.

كما نقلت عن صحف إسرائيلية تأكيدها أن سورية حاولت مرارا دفع «إسرائيل» لإجراء مباحثات مباشرة معها بشأن الجولان. بل إن إحدى تلك الصحف قالت: إن دمشق هددت تل أبيب في حالة رفض التفاوض بحرب استنزاف.

العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً