العدد 1811 - الثلثاء 21 أغسطس 2007م الموافق 07 شعبان 1428هـ

مليارات نجاد «المفقودة»

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

خرج الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بتصريح مثير - عقب موجة شراء دول الخليج لأسلحة أميركية بقيمة 30 مليار دولار - دعا فيه، دول الخليج إلى استثمار مدخولاتها المالية في مشروعات وبرامج «التنمية» و«التطوير» لشعوبها. وفي هذه الدعوة تحديدا، أجدني متفقا مع نجاد، على غير عادة مني، ومنه.

ولأنها المرة الأولى التي أتفق فيها مع الرئيس الإيراني، كان لابد وأن أبحث في مدلولات هذا الاتفاق، وتبعاته. ووجدتني في نهاية اتفاقنا الطارئ والتاريخي، أختلف معه أيضا.

لكي تتوقف الحكومات الخليجية عن شراء الأسلحة «الأميركية» يجب أن تتوقف إيران أيضا، التي أنفقت حتى الآن أضعاف قيمة الصفقة الخليجية الأميركية، عن هدر أموالها في بناء مفاعلاتها النووية التي ستعود عليها بالخراب.

على إيران أن تنصرف هي الأخرى، في مشروعات «التنمية» و«التطوير»، فليست أوضاع الشعب الإيراني بأفضل منّا. وفي حال فعلت طهران ذلك، سأفهم حينها، أن دعوة «نجاد»، هي دعوة محبة وصداقة من رئيس بلد «جار» و«صديق»، يرتبط بدولنا في الخليج بعلاقات تاريخية متينة.

المفاعل النووي الأول لإيران الذي وضع أساسه العام 1974 كانت كلفته نحو 5 مليارات دولار، ويذكر أن المشروع لم يكتمل فصدام حسين أنهاه، من جذوره. ووقعت إيران في العام 1995، عقدا مع الحكومة الروسية بقيمة 800 مليون دولار، أما التوربينات فكانت كلفتها مليار دولار. وفي العام 1998 أعلن عن صفقات كبرى جديدة بقيمة خمسة مليارات دولار، وتستقر كلفة إنتاج اليورانيوم الـ5 في المئة في الدورة الكاملة بكلفة تقدر بـ 12 مليار دولار، ولا تساوي مجمل الأرقام التي ذكرتها حتى الآن 10 في المئة من مجموع ما أنفقه الإيرانيون على المفاعلات النووية منذ بدء هذا الطموح النووي الإيراني الذي يجرنا لحرب إقليمية في الطريق.

الخوف الخليجي من امتدادات إيران ومن سلاحها النووي هو خوف «مبرر»، والإصرار الإيراني على المشروع النووي من جهة، وعلى التدخل «الطائفي» في العراق بهدف تمكين الشيعة من التفرد بالحكم من جهة أخرى، هي أسباب لا بد وأن تكون محورية في نمو حالة التشنج في العلاقات الخليجية الإيرانية.

على «نجاد» وحكومته، أن يفهموا ضرورة العودة لمكتسبات سياسية كبرى كانت قد تحققت إبان فترة الرئيسين رفسنجاني، وخاتمي، خصوصا في محور العلاقات السعودية الإيرانية التي بدأت في التراجع. وعلى إيران التي يعاني شعبها من مشكلات اقتصادية جمة، أن تعي أن خيار «التنمية» هو الخيار الأنجع عوض الدخول في رهان لن يحمل لإيران وشعبها، سوى الخراب.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1811 - الثلثاء 21 أغسطس 2007م الموافق 07 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً