لعل أهم ما يميز البحرين حاليا هو حيويتها الاجتماعية والسياسية، وهو ما يقوله كثير من الدبلوماسيين والزائرين للبحرين، وأفضل ما سمعته كان من أحد الدبلوماسيين في إحدى الفعاليات التي حضرتها هو «أن البحرين من أجمل البلدان العربية وجمالها يكمن في حيوية شعبها فهناك آراء متنوعة وهناك تجاذب وحوار ونشاط سياسي حقيقي لا تجده في دول الخليج الأخرى أو الدول العربية الأكبر حجما». وشعرت بأنني في هذه اللحظة محظوظة لأنني من البحرين الحيوية كما وصفها الدبلوماسي، وتذكرت أن جلالة الملك قال في إحدى المرات ان من الأفضل له أن يكون شعبه معبرا عن رأيه، وهو ما يفسر احدى سمات المشروع الإصلاحي الذي انطلق في العام 2001.

مهما كانت الاختلافات في وجهات النظر، لا ينكر أحد فضل جلالة الملك في تعزيز حيوية البحرين سياسيا، وكان أملنا أن تستجيب جميع هيئات الدولة لهذا التوجه الحضاري والإنساني وأن تفسح المجال لمزيد من الشفافية في التعامل مع المواطنين ومزيد من المشاركة في صنع القرار ومزيد من العدالة ومن المساواة.

كما أن انفتاح البحرين سياسيا ساعد الدولة على تخطي مشكلات عدة خلال السنوات الماضية، والقيادة السياسية اليوم لديها فهم أفضل بمجريات الأمور لأن شعبها يعبر عن رأيه في كل محفل وبكل وسيلة استطاع. ولاشك أن هناك بعض المظاهر التي لا نحبذ رؤيتها، سواء كانت من الجانب الرسمي أو الأهلي، لكن يبقى أن البحرين تمر في فترة من الحراك السياسي التي يعتز بها كل من انتمى إلى البحرين أبا عن جد.

لقد وصلنا إلى مرحلة يتوجب علينا أن نبحث عن وسائل لتطوير الحيوية السياسية بحيث تنتج لنا وطنا مترابطا بين مختلف فئاته ويستطيع أن يتخطى المشكلات التي مرت وتمر عليه والأمل في كل البحرينيين, لاسيما الشباب الذين عليهم أن يلعبوا دورهم بايجابية نحو مستقبل نفتخر به جميعا.

من هنا تأتي المبادرة الأخيرة للجمعيات الشبابية للانطلاق نحو تأسيس كيان يتناغم مع الإصلاح الذي كان قد طرح من قبل في صيغة برلمان للشباب, لتفسح مجالا لتطوير القدرات. وهو ما يدفعنا إلى القول اننا نأمل في أن تتخلى بعض الجهات الرسمية عن أسلوبها الذي تتعامل به مع الشباب وكأنهم متهمون أو أنهم سيكونون سياسيين مزعجين مستقبلا على رغم أن الإزعاج هو ما تفعله بعض الجهات الرسمية وليس الشباب