العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

الضفدع «كامل»!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

هل تتذكرون الضفدع «كامل»؟

من هم في مثل سني، أو لنقل من هم في الفئة العمرية من 30 سنة فأكبر، يتذكرون جيدا أكبر وأفضل عمل أنتجته مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية في الثمانينات من العقد الماضي، وهو برنامج «افتح يا سمسم» الرائع الذي ما أنتجت المؤسسة مثله، ولن تنتج بعده! ويتذكرون قطعا شخصية «الضفدع كامل».. ذلك الضفدع المذيع «خفيف الطينة»، الذي يظهر بين الفينة والأخرى على الشاشة ليقدم للأطفال والكبار، لقاءات سريعة مع شخصيات (الدمى المتحركة) في البرنامج، وأحيانا يجري التغطيات الإخبارية من مواقع الحدث.

هو مذيع «ثرثار»، لكنه في الواقع، موضوعي ومحايد وأمين في نقل المعلومات والوقائع... لكن مشكلته الوحيدة أنه «صفدع»!

ومع ذلك، فإن ذلك الضفدع، الذي تذكرته لغاية في نفس يعقوب، أفضل بكثير من عشرات المذيعين والمذيعات في القنوات الفضائية العربية الذين لم يتمكنوا من أن يقدموا فنا متميزا كما يقدمه الضفدع كامل... على الأقل، يحرص صديقنا الضفدع على أن يكون صادقا ولطيفا ومحبوبا، في حين أن النماذج البشرية التي نراها اليوم في بعض الفضائيات والتلفزيونات لا تعدو كونها «محاولات فاشلة» للقيام بدور الضفدع كامل، صديقنا وصديق الأطفال، ما يجعلني مسرورا بتقديم نصيحة ثمينة لهم بأن يحاولوا - اذا ما أرادوا أن يصبحوا إعلاميين بارزين ومشهورين كالضفدع كامل - أن يحذوا حذوه، بدلا من تقديم مادة رثة تعكس ضحالة المستوى الثقافي والفكري لهم، وتجعلهم يسألون أسئلة مضحكة، ويقاطعون ضيوفهم من المتحدثين بمداخلات أقل ما يقال عنها «أنها» سخيفة وذات تأثير سيئ على المشاهدين.

في فضائية عربية، طل المذيع ببذلته الفاخرة وشعره اللامع بفعل «الجل» ليجري لقاء مع أحد الكتاب المعروفين، وفي الوقت الذي كان المشاهدون ينتظرون حوارا مثمرا يستخرج الدرر من عقل ذلك الكاتب، وجدوا أن المذيع يتعمد استعراض ساعته الثمينة وهو يلوح بيده ليسأل: «هل من الممكن أن نتعرف على بدايات مشوارك في الكتابة؟»... واذا اعتبرنا هذا السؤال من الأسئلة التقليدية المقررة، فإن توجيه سؤال من قبيل: «ما أفضل وجبة تحبها؟» إلى شخصية فكرية، يعد من قبيل الإسفاف قطعا.

وليس ذلك المذيع هو الوحيد من نوعه، وإذا كنا نتابع بعض المذيعين ومقدمي البرامج من المتميزين وهم قلة، أصبحنا نعاني الويل من أساليب الكثير من الإعلاميين الذين يستخفون بعقل المشاهد وذوقه، وتصبح لقاءاتهم وحواراتهم اضافة موجعة إلى رصيد التجهيل المتعمد... فسلام الله عليك يا «ضفدع كامل»

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً