العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ

هدايا المواليد التذكارية بين البساطة والبذخ

غرف استقبال المهنئين تتحول إلى «كوشات أعراس»

ترتيبات الحوامل قديما في تقديم مواليدهن إلى المهنئين كانت بسيطة ولا تتعدى حدود المعقول ولكن مع طفرة البحث عن التميز ومسابقة الصراع الجديد ابتكرن شعارات خيالية لكل مناسبة تطرأ عليهن إذ الحفلات الفاخرة والتعديلات النادرة واللمسات الفنية الساحرة، فلم تكن الكوشيات والطاولات المغطاة بالأقمشة الملونة والزهور الفواحة المتصدرة لزوايا المسرح (غرفة الولادة) والوجبات الشهية والهدايا التذكارية والقصائد وبعض العروض الحاسوبية (عرض لصور الطفل داخل بطن والدته أي وهو جنين) قاصرة على الأفراح فقط بل تعدت لتتصدر البيوت والمستشفيات؛ ما يجعل البذخ والإسراف شعاري تلك المناسبة.

تقول أم نور: «أبهرتني صديقتي عندما زرتها في منزل أهلها كي أهنئها بالمولود الجديد فما حملته تلك الغرفة من أثاث فاخر للطفل وألوان تتناغم مع طقم السرير وتحف تنبعث منها الروائح الجميلة وورود في كل حدب وصوب والهدية التذكارية التي توزع على المهنئين هذا غير العطور وطريقة الاستقبال والأكلات اللذيذة شيء يجعلك تضع اليد على الرأس. وعندما سألتها عن ذلك أفصحت أن تلك التجديدات في المنزل أصبحت ضرورية مع كل مولود جديد. وأنها أقنعت والديها بضرورة تلك التغيرات في المنزل حتى تستطيع استقبال المهنئات بشيء مدهش بمناسبة مولودها الثاني».

أما أم عبدالرحمن فقالت: «الجميع الآن يبدع ويتنافس في تأثيث الغرفة التي ستظل فيها الأم مع طفلها الجديد». وذكرت قصة المرأة التي رزقها الله بمولود بعد رحلة طويلة من العلاج؛ ما جعلها تفرد لنفسها ولطفلها غرفة خاصة في المستشفى التي أثثتها بكوشة خيالية وكأننا في حفلة زواج.

إلى ذلك زينب علي تحدثت عن المفاخرة والمباهاة اللتين تسعى إليهما الأمهات كي تكون حديث المجالس على ما قدمته إلى مولودها وإلى المهنئات. وأضافت «عندما يكون لدى الأم بنتان متزوجتان فإنها مجبورة على إفراد لكل واحدة منهما غرفة خاصة لها ولأطفالها بالألوان التي يخترنها وبأثاثها واكسسواراتاه وتنفيذ جميع متطلباتهما في ذلك التجديد منافسة لصديقاتهما. وإصرار الفتيات على التقليد يجعلهن في قائمة المسرفات؛ ما يهز الكيان الاقتصادي للأسرة وربما يدخلهن في عالم الديون.

وقالت رحاب المحمود في الموضوع نفسه: «الرضا بالقليل والبسيط أفضل من الركض وراء البهرجة غير النافعة. كما تلجأ كثير من السيدات إلى شراء قصائدَ تطلب من أماكن خاصة وتكتب خصيصا لمولودهن ليضعنها بالقرب من سرير الطفل ويوزعنها على المهنئين».

الأطفال نعمة من السماء

طبيعتهم نقية مثل الماء

ترتفع الأيدي فرحة للسماء

تشكر رب العزة والعطاء

ويلتف الجميع ويفكروا بالشراء

ماذا نشتري لهبة السماء

لنشارك بالفرحة والهناء

فجمعت لكم الهدايا من كل الأرجاء

ووضعتها هنا لنشاركهم بهناء

العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً