العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ

هل من إجابة؟

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

كثير من الدروس يمكن تعلمها مما حصل في المالكية أخيرا، وكثير من الإسقاطات يمكن ربطها بين قصة المالكية وحظور المالكية، وبين قصص أخرى في مواقع كثيرة من البحرين، تختلف فيها التفاصيل، ولكن تتفق في النهاية في الرمزية، وفي النتيجة التي تستخلص منها هذه القصص.

استضافت «الوسط» الأسبوع الماضي جمعا من أهالي وصيادي قرية المالكية للاحتفال بهم وبما تحقق على أيديهم من « نصر» بعد الأمر الملكي بإزالة الحضور المخالفة في بحر قرية المالكية. كثير من الدروس والعبر يمكن تعلمها مما قاله أولئك الأهالي الذين اجتمع فيهم البحار مع عضو المجلس البلدي مع النائب مع الآهالي على هدف واحد، وتحقق لهم هدفهم في النهاية. الكثير من الدروس تعلمناها وتحدث فيها كثيرون، غير أن درسا واحدا جاء على لسان أحد البحارة في ذلك اللقاء الذي استضافته «الوسط» لم يكن من الواضح أننا تعلمناه جيدا، أو ربما لم ننتبه له في غمرة ما حصل من حوادث في المالكية.

ماذا تقول قصة المالكية إضافة إلى كل ما قالته من عبر. تقول القصة إن «الحق» سينتصر في النهاية مهما طال الزمن، ولكنه يحتاج إلى «القوة» لكي ينتصر. تقول القصة إن المنطق الذي تم تطبيقه هو « ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». وبالتالي تقول القصة إن أي انتهاك يحصل في البحرين – وما أكثر الانتهاكات التي تحصل فيها - لن يتم حله إلا إذا تم تصعيد الأمر إلى مواجهات، وتقول القصة أيضا بأن الأمل في المؤسسات التنفيذية أن تأخذ دورها الحقيقي في مواقف من هذا النوع معدوم، فلو تعرضت أي منطقة لمشكلة من هذا النوع، عليها أن تتجه مباشرة إلى جلالة الملك لكي يحلها، فالمؤسسات التنفيذية قاصرة وضعيفة وغير قادرة على إرجاع الحق لأصحابه وتطبيق القانون. كل هذا تقوله القصة، وهو لعمري قول خطير جدا، فقد انتصرت إرادة آهالي المالكية وعادت إليهم حقوقهم، ولكن ليس بقوة القانون، وليس بأداء المؤسسات المسئولة، بل بعوامل أخرى تبتعد أشد البعد عن الوضع الطبيعي الذي كان يجب أن تسير فيه الأمور.

لم يأت هذا الرأي على لسان غريب، فقد أيده أحد بحارة المالكية أنفسهم عندما قال « نحن سعداء بالنهاية التي وصلت إليها قضيتنا بإزالة الحظور التي لولا تدخل جلالة الملك لما تمت إزالتها، ولكننا في الوقت نفسه نشعر بالألم لكل ما تكبدناه في سبيل الوصول إلى هذه النتيجة. فهل كان يجب أن تستخدم القوة لكي يعود الحق لأصحابه. ألسنا بذلك نرسل رسالة للبحرينيين في كل المناطق بأنهم إن أرادوا أن يسترجعوا حقا من حقوقهم فعليهم أن يستخدموا القوة؟ ألسنا بعد كل ما حصل لنا من حوادث في المالكية نقول لكل البحرينيين إذا تعرضتم لمشكلة من هذا النوع فعليكم بالاتجاه مباشرة إلى جلالة الملك لأن المؤسسات التنفيذية عاجزة عن القيام بدورها الذي حدده لها القانون؟ ثم ألم تثبت إزالة الحظور صحة موقفنا في النهاية، فأين هي محاسبة الجهات التي كانت مسئولة عن المخالفة، وتلك التي تقاعست عن أداء دورها في حل المشكلة قبل وصول الأمر الملكي؟».

كلها أسئلة مشروعة ومعقولة، وخطيرة في الوقت نفسه، طرحها ذلك البحار « الملكاوي» بعفوية أهالي المالكية وصدقيتهم، باحثا عن إجابة. فهل من إجابة؟

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً