العدد 1816 - الأحد 26 أغسطس 2007م الموافق 12 شعبان 1428هـ

نحتاج طاقة نووية للبحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أميركا والهند توقعان اتفاق تعاون في استخدامات التكنولوجيا النووية، ومصر والأردن يسعيان إلى إعادة العمل في برامج لإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة النووية، دول التعاون تتفق على البدء في دراسة الخيار النووي لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية المياه منذ قمة الرياض نهاية العام الماضي، اليمن يفكر في شراء مفاعل نووي... إلى آخره من الأخبار الجديدة التي بدأت تتكرر على مسامعنا كل يوم. في الوقت ذاته يحتدم الخلاف بين أميركا وإيران بشأن شروع الأخيرة في امتلاك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الذي تقول أميركا إنه مقدمة لصنع القنبلة النووية، بينما تصر إيران على أنها ستكون ضمن الحدود السلمية. فرنسا تحركت أخيرا لتعزيز نفوذها في العالم العربي، وعرضت مساعدتها في البرامج النووية للاستخدامات السلمية المدنية في ليبيا والجزائر والإمارات. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أوضح أن عدم مساعدة العرب في هذا المجال سيؤكد فكرة صراع الحضارات، معتبرا أن الطاقة النووية هي خيار الطاقة الأمثل للمستقبل.

هناك من يسأل فيما إذا كانت دول الخليج تحتاج إلى الطاقة النووية وهي تمتلك ثلثي احتياط العالم من النفط، ولكن لو نظرنا إلى واقع الحال فإننا ربما نحتاج إلى طاقة نووية سلمية عاجلا أم آجلا. فالنفط والغاز سينضبان يوما ما، والأضرار البيئية التي تسببها المحروقات ستزداد، ولكن الطلب على الطاقة سينمو يوما بعد يوم من دون توقف. الطاقة النووية السلمية والمصممة بصورة سليمة وآمنة تعتبر خيارا طبيعيا لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة.

ولو نظرنا إلى البحرين، فإننا نحتاج إلى الطاقة لتشغيل مصانع المستقبل، فنحن نرى أن مشروع الخط السادس لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) لا يمكن أن نبدأه لأنه لا تتوافر لدينا كميات الغاز المطلوبة لإنتاج الطاقة الكهربائية... كما أن أية مشروعات كبرى بهذا الحجم لا يمكن البدء بها ما لم يتوافر لدينا الغاز. والبحرين بدأ الغاز ينضب لديها، ودول الجوار لديها أولوياتها، ولا يبدو أن تزويد البحرين بالغاز إحدى تلك الأولويات.

وعليه فإن البحرين بإمكانها - لو اتجهت للخيار النووي السلمي- أن تكتفي ذاتيا من الطاقة ... فعلى رغم أن إنتاج الطاقة النووية مكلف (ربما أكثر من مليار دولار للمحطة لإنتاج 1000 ميغاوات يوميا) فإن الموضوع قد يتعدى الحساب الاقتصادي إذا ما كان الخيار الآخر هو عدم توافر الطاقة الكهربائية المطلوبة من أجل التنمية.

البعض يفكر في الربط الكهربائي الخليجي، ولكن الربط مصمم للاحتياجات الطارئة، والبحرين، بحسب المصادر المطلعة، ستحصل على 600 ميغاوات يوميا في حال احتاجت شبكتها الوطنية إلى كهرباء من دول الخليج في فترات الطوارئ... يبقى أن الأبواب أمام البحرين ستكون موصدة بشأن تلبية احتياجات الطاقة على المدى البعيد، وعليه ربما يفتحها الخيار النووي، عبر إقامة محطة آمنة على إحدى الجزر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1816 - الأحد 26 أغسطس 2007م الموافق 12 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً