العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ

نائبا الوفاق وميزان السلطة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

نائبان وفاقيان، أحدهما - النائب جاسم حسين - رفض المشاركة في ندوة «لندن»، ولم يكتف بذلك بل رفض فكرة الإجتماع نفسه، رفعت أسهم النائب من لدن إعلام «السلطة»، وأصبح جاسم حسين وطنيا - صدفة - بعد أن كان جميع الوفاقيين قبل أشهر متهمون في وطنيتهم. النائب نفسه، إنهالت عليه الانتقادات من جانب المعارضة، فتصريحه «الذي خالف هوى البعض هو خروج من «الملة»، ودلالة على «الانبطاح» الذي بات صفة لكل «مختلف».

في الجانب الآخر، وقف النائب الوفاقي الشيخ حسن سلطان ليستقبل انتقادات حادة على خلفية تصريحه لإحدى القنوات الإيرانية في قضايا تعتبر في أقل تقدير شأنا داخليا بحرينيا صرفا. التموضع الذي يكاد سلطان ينتهي عنده، هو كالمعتاد في نظر إعلام السلطة «مذنب» و«مشكوك فيه». وهو بالنسبة للمعارضة «مسكين»، يتعرض لاستهداف مباشر، وتم توظيف تصريحه للوكالة الإيرانية بما لا يعقل!

ما بين الإشادة والنقد، اللذين صبا مطلع الأسبوع على النائبين الوفاقيين، لا تخرج «السلطة» نفسها، عن أن تكون المسئول الأول عن «الخلل». فالسلطة التي تدير إعلامها الرسمي بعيدا عما يجري في البحرين لا يحق لها أن تطالب مواطنيها بعدم اللجوء للإعلام في الخارج، ذلك الإعلام - الإيراني وغيره - الذي لا نُبرئه، ولا نُصدقُ نواياه «الحسنة»، التي يعلنها.

حين لا تقدم السلطة الرسمية الفضاء المفتوح للسياسيين البحرينيين في التحاور مع الخارج، وإستقطاب السياسيين والمهتمين - راجعوا الصحف البحرينية في فترات إنعقاد المؤتمرات الدستورية وعمليات المنع التي كانت تطال الشخصيات المشاركة من الخارج - بالشأن البحريني فلا يجوز لها أن تمنع الساسة من الإجتماع خارج الوطن. نعم، يجوز للنائب الوفاقي جاسم حسين أن يرفض الحضور أو المشاركة، لكن، لا يجوز له أن يرفض حق المجتمعين في الإجتماع نفسه.

أما بالنسبة للنائب الوفاقي حسن سلطان، فله الحق في «التصريح» للوكالات والفضائيات الخارجية ما بقي تلفزيون البحرين مصرا على أن يكون تلفزيون جميع العائلات «العربية» ما عدا العائلة «البحرينية»، وهنا، لابد وأن لا يعترض أحد على تصريحه للوكالة الإيرانية التي تعمل وباقي الوسائل الإعلامية الإيرانية على الاصطياد في الماء العكر.

على السلطة أن تتيح للفاعلين السياسيين كامل الحرية، وعلى إعلامها أن يكون بحرينيا وأن يتوقف عن الإنسياق خارج الوطن. وحينها سيكون لكن نائب «وفاقي» أو «غير وفاقي» أن تتم مساءلته عن لجوئه للآخر حتى يتحاور/ يتناقش أو حتى لكي يتكلم.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً