العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ

لدينا مواهبُ ولا نحتاج إلى التجنيس

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

يوما بعد يوم نكتشف أن البحرين تعد من أبرز الدول الخليجية التي تزخر بالمواهب الرياضية التي لو تحصّلت على الرعاية فقط لوصلت إلى العالمية، ليس فقط في الألعاب الفردية كما يتصور البعض سهولتها، وإنما الألعاب الجماعية التي برهنت خلال أقل من شهرين أن البحرين زاخرة بمن هو قادر على رفع راية الوطن عالية من دون اللجوء إلى أساليب أخرى كالتجنيس الرياضي.

إن ما أحدثه منتخب الناشئين للكرة الطائرة في البطولة العربية وقبله منتخب السلة للشباب في البطولة الخليجية وقبلهما منتخب اليد في البطولة العالمية التي أقيمت في البحرين وقبلهم منتخب اليد للصغار في بطولة المدن العالمية، دليل قاطع على أن الألعاب الجماعية التي كان يراها البعض غير قادرة على العطاء في البطولات الخارجية، أضحت بقوة وعزيمة ناشئيها وشبابها إحدى الألعاب التي تمكن من خلالها لاعبونا أن يضعوا العلم البحريني في مصاف الأبطال، ويجعلوا الجميع يحسب للبحرين ألف حساب، ولكن بشرطها وشروطها.

وعندما نأتي إلى دراسة هذه الشروط، نجد أننا غير قادرين على تحقيقها في ظل النظرة العكسية التي ينظر من خلالها مسئولو الرياضة في البحرين، وأول هذه الشروط هي زرع الثقة باللاعبين المواطنين وهي المفقودة تماما مع لاعبين صغار كهؤلاء، وثانيها إعطاؤهم الاهتمام الكافي وصقلهم بالشكل الصحيح منذ صغرهم من أجل أن تزهر يانعة في المستقبل كما هي النخلة التي تحتاج إلى الرعاية منذ زرعها في التراب حتى تكبر وتعطي حصادها لنا.

غير أن الحاصل في بلد كالبحرين هو العكس تماما، فأين الرعاية التي تظهرها الاتحادات الوطنية بالمنتخبات العمرية؟ وأين هي الخطط الطويلة المدى التي تصقل اللاعب وتنميه؟ أليس الموجود حاليا هو فقط خططا وهمية على الورق، وإن كانت هناك خطط فإنها لفترة معينة ولبطولة معينة، كما هو الحاصل حاليا مع منتخب الصغار والناشئين لكرة اليد اللذين أصبحا مهملين بعد انتهاء البطولات التي شاركا فيها؟ وسنرى ذلك في منتخب الشباب السلاوي الذي وصل للتو من البطولة الخليجية رابعا وكان قادرا لولا بعض الحظ وشكوك التزوير أن يخرج بنتيجة أفضل، وسيأتي تباعا وراءه منتخب ناشئي الطائرة بعد البطولة الخليجية وإن كان مدرب المنتخب العراقي عامر خليل أوضح لي شخصيا أنه يملك خطة طويلة المدى لإيصال هذا المنتخب إلى بطولات الكبار، ولكنه سيقع فريسة الخطط والوعود التي تكتبها الاتحادات لأي منتخب كان سواء الكبار أو الصغار وسيضيع المنتخب وسنبدأ العمل من جديد لإيجاد منتخب آخر يحقق الانتصارات والبطولات.

نفتقد في هذا البلد من يمسك العصا من وسطها ويعلن أن الرياضة بحاجة ماسة إلى من هو قادر على إصدار القرارات الحاسمة والعملية وليست الصورية التي نسمع بها دائما ولا نراها تنفذ في الواقع. نحتاج إلى أن تعمل البلد لمواطنيها وتبعد فكرة تجنيس رياضيين من أجل أن يحققوا الإنجازات لأهلها، فبطولة المواطن أسعد لأهلها من بطولة المجنس. نريد من يفهم أن البحرين قادرة بسواعد رياضيها المواطنين أن تحقق ما عجز عنه القدماء، ولكنها بحاجة فقط إلى من يهتم بها ويعطيها الاهتمام الكافي للوصل إلى البطولات، وليس كما يقال كأنها «عذاري تسقي البعيد وتدع القريب».

نعلنها وبقوة، نحن في هذا البلد لا نحتاج إلى التجنيس الرياضي، وإن كنا في حاجة فإن ذلك يجب أن يكون على أعلى المرتبات وبشكل متساوٍ بين اللاعب المواطن والمجنس، لا أن يكون المجنس هو ابن الوطن والعكس صحيح.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً