العدد 1825 - الثلثاء 04 سبتمبر 2007م الموافق 21 شعبان 1428هـ

لا تستغرب!

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم تكن الكلمات التي قالها المدرب الإنجليزي الكبير روي هدجسون غريبة حين قال: «لم أتوقع أن تكون المنشآت الرياضية في البحرين بهذا السوء، إذ اعتقد بأنها تشابه الإمارات التي هي إحدى دول مجلس التعاون وقريبة من البحرين، لقد صدمت تماما في جولتي على هذه المنشآت»، لم تكن تلك الكلمات غريبة جدا في ظل الصرف غير الصحيح والعملية غير المتقنة الحاصلة في بلد صغير كالبحرين.

لم تكن مقارنة هدجسون للبحرين بالإمارات إلا لأنه كان يعتقد أن البحرين إحدى الدول الخليجية صاحبة القدرة العالية على الإنفاق والمالكة للبترول والنفط كما هي الإمارات، وبالتالي ستكون قادرة على إنشاء وبناء الملاعب الحضارية القادرة على استيعاب الأنشطة الرياضية بأسلوبها الجديد، لكن الواقع غير وغير، فالبحرين لا تمتلك تلك القدرة التي كان يظنها المدرب البريطاني إلا لأشياء أخرى، ونحن لن نكون قادرين على الوصول إلى مرتبة ولو بسيطة من الدول الخليجية القريبة منا، فكيف بنا نفكر في استحداث ما هو جديد من ناحية المنشآت والمباني والملاعب الرياضية، لكن بعضهم يقول إن هناك ملاعب أخرى من نوع آخر يجب أن تحظى بهذه الأولوية، وبالتالي نجد أن الملاعب التي تعشقها الشعوب لا تحظى بالأولوية فيما الملاعب التي تعشقها القلة تكون في سلم الأولويات في البناء.

نقطة أخرى تحدث عنها هذا المدرب الكبير صاحب الخبرة المعروفة في الملاعب الأوروبية، وهي أنه يرى الخامات الكثيرة التي تنبع من أرض البحرين والقادرة على إيصال هذا البلد الصغير إلى كبريات البطولات العالمية، مشيرا إلى أن ما وصل إليه المنتخب البحريني في البطولة الآسيوية 2004 واقترابه من التأهل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006 كان خير دليل على أن البحرين تمتلك الخامات الجيدة من اللاعبين حين قال: «إنّ هذا التفوق دليل على وجود الخامة الجيّدة من اللاعبين في البحرين ساهمت في الطفرة الكبيرة للمنتخب البحريني في السنوات الأخيرة»، وهذا يعيدنا إلى مقارنة منتخب 2004 بمنتخبنا الحاصل، إذ تغلغل فيه اللاعبون المجنسون غير القادرين على إضافة المزيد أو على الأقل إعطاء ما هو مختلف عن اللاعب البحريني الجيد أصلا.

مازلنا هنا مع المدرب الإنجليزي هدجسون الذي سؤل عن التجنيس في البحرين وكانت كلمته ضربة في الصميم سمعها المسئولون في البحرين وخصوصا أولئك الذين نظموا ورشة عمل تطوير الكرة البحرينية، حين قال: «إنا ضد التجنيس العشوائي، ومنح اللاعبين الجنسية بسرعة البرق كما هو موجود في البحرين»، فماذا يفهم هؤلاء من هذا الكلام؟

قلنا وسنعيدها ولن نتنازل عنها، إن البحرين قادرة على إيصال نفسها بنفسها إلى أكبر المنافسات والبطولات وبسواعد أبنائها الخلص، ولا تحتاج إلى مجنسين يساعدونها على تحقيق تلك الأهداف السامية، فبعد أن كان المنتخب يخلو من لاعبين مجنسين، هاهي الصبغة السوداء القادمة من القارة الإفريقية تطغو على الفريق لتجعل المنتخب منتخب مجنسين.

نحن نشكر القائمين على هذه الورشة التي كانت ضرورية لاستكشاف الأخطاء والسلبيات التي تعاني منها الرياضة وهي الكثيرة أصلا، لكن في المقابل نطالب المعنيين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالعمل الجاد نحو تطبيق جميع التوصيات التي توصل إليها خبراء «الفيفا» في زيارتهم للبحرين، على رغم اعتقادنا بأن هذه التوصيات لن تكون سوى ذر الرماد في أعين مسئولي «الفيفا» من أجل «غاية في نفس يعقوب»، وبالتالي فإن على الحكومة البحرينية في المقابل أن تعطي الرياضة أهمية أكبر من خلال بناء المنشآت الرياضية ومساعدة الأندية الوطنية على تحقيق أهدافها التي تعد في الأساس أهداف وطنية.

ما هذه برياضة!

هل يعتقد الفرد منا أن ما يجري في مسابقاتنا وملاعبنا هي رياضة أصلا، طبعا سنرد عليه بأنه على العكس هي فوضا يصل إلى حد المنافسة غير الشريفة، فما حدث في مباراة دوري الشباب بين الاتحاد والمحرق من استخدام السكاكين هو نوع آخر من أنواع الشغب الرياضي الذي بدأ بالدخول في رياضتنا البعيدة عن ذلك.

ولربما يكون للاتحادات الوطنية دور كبير في الوصول إلى مرحلة متقدمة من الشغب، وخصوصا مع اللامبالاة التي توجدها هذه الاتحادات لمسابقاتها الرياضية التي تسعى من خلالها فقط إلى إنهائها بأسرع ما يكون، وتنصل الاتحاد البحريني لكرة القدم أحد الأمثلة الكبيرة على عدم قدرة اتحاداتنا الوطنية على إيقاف هذا النوع من الشغب، وذلك لعدم وجود القرارات الصارمة التي تطبق على الكل وإنما على الضعيف فقط، والخوف من معارضة الأندية لها، ليفتح ذلك بابا لكل من تسول له العبث في الرياضة البحرينية وخصوصا مع غياب الرادع.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1825 - الثلثاء 04 سبتمبر 2007م الموافق 21 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً