العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ

الزعيم يبرر الواقع المصري والقطط تستقطب الجماهير

خلف شباك أفلام الصيف:

لن تعدم الوسيلة لقضاء وقتك في العاصمة المصرية (القاهرة) وأكثر ما سيلفت نظرك تلك الإعلانات المنتشرة على مد البصر معلنة ولادة مغن جديد وإن كان في معظم الأحيان ما هو إلا نسخة باهتة من مغن قديم وعلى مقربة من تلك الإعلانات نظيرة لها في الحجم لأحدث أفلام الصيف والتي تهافت الكبار قبل الشباب على شبابيك تذاكرها، أجواء مختلفة تماما عما ألفتها في بلدك فلن تجد تلك التقنية التي تسهل لك حجز مقعدك عن طريق الإنترنت أو الهاتف بل أنت مجبر أن تقف في طابور أشبه بطابور الصباح إن كنت محظوظا أو أن تدخل في زحمة أشبه بالمظاهرة لمجرد أنك تريد أن تحجز تذكرة لا تتجاوز قيمتها الـ 15 جنيها مصريا.

تتلفت يمنة وشمالا باحثا عن فشارك المفضل وعبثا تحاول فلن تجد تلك الزاوية التي تشتري منها فشار بالعسل فلا يوجد سوى فشار بالملح وبعض العصائر والمشروبات الغازية، ولا تكن متفائلا فقيمة تذكرتك لن تقف عند ما دفعت فأنت مجبر لا مخير أن تدفع بعض الإكراميات ليتم « تضبيطك» في الجلوس في أفضل الأماكن على مقربة من التكييف وبعيدا عن المضايقات وإن كنت في موعد مع صديقتك أو خطيبتك فما ستدفعه أكثر بكثير.

وقد تجد في حضنك (بيبسي) وقد فتحه لك أحد العاملين في السينما فتكون مجبرا على دفع الثمن.

لست من فئة المثقفين ولا أنتمي لنقاد السينما بل مجرد هاوية لفن يصفه الكثيرون ممن حولي بالتافه والسطحي وعلي أتلمس فيه كثير من المتعة وأقرأ بين سطوره العديد من «المسجات»، فعلى سبيل المثال يطل علينا أحمد حلمي بخفة دمه كالعادة وإن كانت في معظم الأوقات مصطنعة بفيلم تحت عنوان «كده رضا» يجسد فيه ثلاثة أدوار، إذ يعيش ثلاثة أخوة مع والدهم الذي عمد لتسجيلهم ببطاقة شخصية واحدة ما حدا بهم إلى استغلال الموقف في تدبير المكائد والنصب، والحق يقال إن «حلمي» برع في تجسيد الأدوار الثلاثة مع تباين شخصياتها فبجدية «البرنس» وعفوية الأهلاوي محب الكرة والرياضة و»لخمة» سوسو الأخ المثالي والخجول أبهرنا حلمي بتقمص الأدوار الثلاثة.

اللافت حتى لهواة مشاهدة هذه النوعية من الأفلام أن الإخراج جاء دون المستوى وفي كثير من الأحيان يبدو أشبه «بلقطات» تم تجميعها.

وبالعودة لموضوع المسجات التي قد توصلها مثل هذه الأفلام علي وجدت قيمة في آخر الفيلم تشير إلى أن الغبي هو من يعتقد نفسه أذكى من الجميع وأن ما تملكه بتعبك يجعلك تضع رأسك على وسادتك وتقول « كده رضا».

أما « الزعيم» عادل إمام فبعتقادي حاول جاهدا إيصال فكرة لا تبعد عن الواقع كثيرا وإن خالفني الكثيرون إلا أن المتعايش للوضع الاقتصادي للشعب المصري لن يسعه سوى تلمس هذه الفكرة بوضوح، إذ حاول « الزعيم» في فيلمه مرجان أحمد مرجان تبرير حال الشعب المصري وإيجاد الشماعة والكتف الذي من الممكن أن تتكئ عليها بعض مساوئه، إذ حاول جاهدا تبرير فكرة شراء الأنفس والضمائر لضعفها أمام متطلبات المعيشة الصعبة، مشيرا إلى أن المواطن المصري مخير بين طريقين لا ثالث لهما أما التنازل والتخلي عن المبادئ أو الحياة بمثالية والموت جوعا، في الوقت الذي تجسد الفنانة ميرفت أمين دور الشريفة الوحيدة في الفيلم والمثالية والتي لا يمكن شراء مبادئها.

المضحك المبكي في الفيلم أن ميرفت أمين لا تزال تحلم بغنج الماضي وأيامها الوردية أبان الثمانينات لتجسد لنا في لقطة أقل ما يمكن أن توصف «بالمقززة» في الفيلم دور هيفاء وهبي في فيديو كليب «بوس الواو» ولك أن تتصور ذلك! ميرفت أمين في هذا السن وبعد ذلك المشوار الفني ترتدي ملابس داخلية بيضاء وتتلوى أمام عادل الإمام وتحاول في محاولات مضحكه أن تكون مثيرة كهيفاء وهبي فلا يكون بوسعك إلا الضحك حتى تدمع عينك من هول ما تشاهد.

وعلى عجالة تدور قصة الفيلم حول رجل الأعمال عادل إمام الذي يعمد إلى شراء كل شي بماله، الأراضي، الشهادات، الضمائر والحقوق الأدبية والمبادئ، كما ويجسد دور الأب الحنون والذي يحاول استرضاء ابنته وابنه من خلال الانخراط في مقاعد الدراسة ليوصل بذلك رسالة تفيد بأن العلم لا يقف عند سن وزمن.

المؤلم في الفيلم والذي لا أجد مبررا له سوى أنها غلطة غير مقصودة من مخرجه، في لقطة دار فيها حوار بين عادل إمام وميرفت أمين بعد أن صفع ابنته صفعة أفقدتها القدرة على النطق تقول فيه ميرفت أمين: «هتعمل أيه دلوئتي هتشتري صحة بنتك أزاي هترشي ربنا!؟ وتلتها مباشرة لقطة لعادل إمام يصلي في أحد المساجد وبمجرد أن فرغ من صلاته أجرى مكالمة هاتفية لسكرتيره الخاص موجها له بالتصدق وتقديم التبرعات للمحتاجين ومساعدة الفقراء، ولعلي لست الوحيدة التي استنكرت الموقف فقد ضجت الصالة بصوت واحد يقول «أستغفر الله».

الثنائي المتميز أحمد السقا ومنى زكي نزلا هذا الصيف بفيلم «تيمور وشفيقة» وإن كان الفيلم «مهضوما وخفيفا ولاقى قبولا لدى الكثيرين» إلا أنه لم يضف شيئا لكلا الممثلين على الصعيد الفني فجاءت فكرته عادية قصة حب تشوبها بعض العراقيل والتي تحل في آخر الفيلم لتتوج بالزواج، في حين ينتظر الشعب المصري وسياح «أم الدنيا» طرح فيلم أسد وأربع قطط والذي تشارك فيه فرقة الفور كاتس في عيد الفطر مع الممثل خفيف الظل هاني رمزي فضلا عن فيلم هيا فوضى والذي تجسد فيه الفنانة منه شلبي دور البطولة ويحكي قضية استغلال بعض المسئولين لمقاعدهم ومناصبهم في التحكم في حياة ومصائر الشعب.

العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً