العدد 1828 - الجمعة 07 سبتمبر 2007م الموافق 24 شعبان 1428هـ

دلل كلبك في «عاصمة الغرائب» طوكيو

دور أزياء... جلسات تدليك... علاج بالأعشاب

في وقت فراغها تشاهد جراحة العيون اليابانية توشيكو هوريكوشي وهي تدفع عربة أطفال أثناء تجولها في متاجر فخمة لشراء ملابس من إنتاج بيوت أزياء معروفة.

وحين تتوقف لتلقي نظرة داخل العربة لن تجد طفلا مبتسما بل كلبين صغيرين. ويرافق جينجر وهو كلب بودل وتينكربل وهو مخلط من فصيلتي الشيواو والبوميران جراحة العيون هوريكوشي في كل مكان تذهب إليه ولكن ولأن الانهاك يصيب الاثنين سريعا ولا تسمح معظم المتاجر بدخول كلاب مقيدة بسلاسل فإنها كثيرا ما تصحبهما في عربة أطفال.

وتقول هوريكوشي وهي تشير لجينجر الذي يرتدي قميصا قطنيا صغيرا «إنه طفل أمه المدلل. إنهما مثل طفلين».

بالنسبة لهوريكوشي كان قرار أن يشاركها كلباها حياتها خيارا عمليا. فقد طلقت زوجها حين طلب منها أن تتفرغ لإنجاب الأطفال وتربيتهم وفقا للتقاليد اليابانية القديمة بينما أرادت هي أن تمضي قدما في مستقبلها المهني. وقبل شريكها الحالي بأن يكون كلباها وعملها محور حياتها.

وتفوقت هوريكوشي في تخصصها في جراحات المياه البيضاء وتفضل أن تنفق ما تكسبه من مال على السفر وسيارتها البورش السوداء وكلبيها. وتشاركها صديقاتها خياراتها. وتقول وهي تعدد على أصابعها: «صديقاتي... واحدة متزوجة ولديها كلب بودل ولا أطفال. متزوجة ولديها كلبان من فصيلة الشيواو ولا أطفال. متزوجة ولديها كلب من فصيلة الشيواو ولا أطفال».

ويعتبر كثيرون اليابان سوقا مشبعا نظرا إلى انخفاض نسبة المواليد فيه وارتفاع عدد المسنين.

ولكن حالة هوريكوشي تبين أن تراجع عدد المواليد وما صاحبه من انتعاش اقتصادي وظهور نساء مستقلات يحققن دخلا وينفقنه كيفما شئن أوجد احتياجات جديدة.

وتقول هوريكوشي التي تمتلك عيادة خاصة وتجري 15 جراحة في فترة ما بعد الظهر تاركة معظم النهار للتسوق: «لا أريد أسرة أريد أن أواصل العمل بجد. لا أحتاج مساعدة. لا أحتاج زوجا. لدي الكثير من وقت الفراغ. أستطيع أن أفعل كل شيء بنفسي. ولكن أشعر بالوحدة أحيانا والآن حين اعود لشقتي أجد كلبي».

وفي الوقت الحالي يزيد في اليابان عدد الكلاب عن الأطفال في العاشرة من عمرهم أو دون هذا العمر ووصل عددهم إلى 13.1 مليون كلب في العام 2006. وتقول مؤسسة الأبحاث (يورومونيتور) إنه مع انكماش عدد البشر يتزايد عدد الكلاب وكذلك سوق المنتجات الخاصة بالكلاب.

وتوسع متجر (فيفي آند روميو) ومقرة لوس أنجليس وكان أول من ابتدع أزياء كلاب المشاهير في اليابان قبل خمسة أعوام من خلال منح ترخيص لشركة محلية. ويوجد الآن 11 متجرا لفيفي آند روميو في اليابان وهو أكثر من عددها في الولايات المتحدة.

وتقول مصممة الأزياء في هوليوود يانا سيركين التي أسست متجر فيفي آند رومي واليابان عاصمة الغرائب في العالم».

وقالت لـ «رويترز» من لوس أنجليس «لم أر استهلاكا كما هو الحال في اليابان قط».

ويقيم أصدقاء هوريكوشي حفلات للكلاب في مقهى للكلاب وترتدي كلابهن سترات من الحرير والكشمير ويصحبونها لمنتجعات الينابيع الساخنة ومنتجعات لعمل جلسات تدليك للكلاب وعلاجها بالأعشاب.

وغالبا ما يملك من يربون كلابا مالا فائضا لإنفاقه على سلع كمالية ومبتكرة خلافا لمن لديهم أطفال ويتحملون مصاريف التعليم الجامعي أو إسقاط رهن على منزل كبير يكفي عائلة.

وتقول هارييت ستيرنشتاين وهي أميركية تملك متجر مون بون شيان (كلبي الجميل) في باريس إن الفرنسيين يحبون تدليل كلابهم ولكنها لا تتصور أن يضعوها في عربة أطفال.

وهي تعتقد أنه حين يتعلق الأمر بالكماليات فإن اليابان تقود ويحذو بقية العالم حذوها.

وقالت لـ «رويترز» من متجرها في باريس: «تتخلف باريس عن الولايات المتحدة عشرة أعوام على الأقل وما بين 10 و15 عاما عن اليابان».

العدد 1828 - الجمعة 07 سبتمبر 2007م الموافق 24 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً