العدد 1828 - الجمعة 07 سبتمبر 2007م الموافق 24 شعبان 1428هـ

"الوسط"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

علامةٌ فارقة، وتحولٌ نوعي على صعيد حرية الرأي والتعبير، ومجال خصب لإيصال صوت الناس ومعاناتهم؛ تمثل ذلك في صدور صحيفة «الوسط». رفعت «الوسط» صوت المواطن البحريني أمام كومة من المتنفذين الذين أسسوا لهم بنيانا طال كلّ نافذة للتعبير عن هموم المواطن البحريني ومعاناته.

مع صدور «الوسط» لم يعد بالإمكان كبت أو كتم الأصوات الحرة ذات الإرادة المستقلة... لم يعد بإمكان أي مواطن أن يقول إنّ صوتي غير مسموع، وإن شكواي لا أحد ينشرها، أو إنّ المتنفذين يمنعوني بث شكواي... ولم يعد هناك تيار سياسي أو فئة اجتماعية تعاني الظلم والاضطهاد يتم حرمانها عن الحديث؛ فـ «الوسط» بالمرصاد لكلّ الممارسات غير الإنسانية... و«الوسط» بالمرصاد لخصوم الحريات العامّة وحقوق الإنسان... وهي سلاح الناس لانتزاع حقوقهم ووصولهم إلى مصادر المعلومات.

كانت «الوسط» ومازالت في أعلى سلّم أولوياتها الإصلاح السياسي والتأسيس للحكم الصالح الرشيد، وبناء دولة القانون والمؤسسات، وملاحقة الفاسدين أنى كانوا وتحت أية عباءة تدثروا. وذلك بالكلمة الصادقة والرأي الحر المستقل عن أي تأثير.

لذلك، كانت «الوسط» ملجأ للمواطنين المخلصين الذين يعانونَ من مشكلات سياسية أو اجتماعية، فهي لم تتقاعس عن الدفاع عن المعتقلين من أبناء «السنة» في غوانتنامو حتى تم الإفراج عنهم، ولم تتنازل عن الدفاع عن المتهمين في قضية الخلية، ولم تشوّه صورة مَنْ تم القبض عليهم حديثا. هذه هي «الوسط». وهي قريبة من الوطنيين وبعيدة عن الطائفيين والفئويين، وما شهادات جميع الطوائف والأطياف السياسية عن «الوسط» إلا تأكيدا لوسطيتها، فهذا الشيخ عادل المعاودة، زعيم السلفيين في البحرين، يشهد لها في أكثر من مناسبة.

يحاول البعض منذ صدور «الوسط» اللعب على الأسطوانات القديمة المكرورة ولعبة «بلغريف» في طأفنة كل قضايا الوطن... وفي كلّ مرة أجد أحدهم يقول لي: إنّ «الوسط» لا تمثله. وأجدني أقول له: اذهب وقدّم شكواك في الصحيفة وستجد كلّ ترحاب من العاملين في «الوسط». أمّا أنْ تجلس في بيتك وتريد «الوسط» أنْ تقوم بواجبات الدفاع عن حقوقك فذلك أمر معيب بالنسبة لأي إنسان. مَنْ يريد حقّه عليه أنْ يطالب به أوّلا، ومِنْ ثم يُطالب الناس الوقوف معه؛ لا أنْ يجلس في بيته ويقول إنّ هؤلاء لا يدافعون عنّي. فتلك سلبية؛ إذ لا أحد مسئول عن المطالبة بحقوقك وأنت جالسٌ في بيتك... هذه كلمتي لمن يقول إنّ «الوسط» لا تمثله أو لا تدافع عنه أو لا تقف معه.

الجمهور يبحث عن الخبر الصادق فيجده في «الوسط»، والجمهور الخاص (القارئ المحترف) يبحثُ عن التحليل الرصين والكلمة الصادقة ويجدهما في «الوسط».

مَنْ يبحث عن التحليل المنصف المتوازي، ومَنْ يبحث عن التأليف بين الطائفتين والمحافظة على الوئام الوطني بين الطائفتين الكريمتين يجد كلّ ذلك في «الوسط». وهذا ما يُلاحظ في نقل الفتاوى أو تغطيات خطب الجمعة وفي غيرها من المناسبات الدينية؛ كشهررمضان والحج والأعياد.

يجد القارئ الرأيين الفقهيين السنّي والشيعي. وبذلك تتخطى «الوسط» الجدار الطائفي السميك. ويبقى على «الوسط» الالتزام بهذا النهج دينيا وسياسيا. وثقتنا فيها كبيرة في أنْ تحافظ على هذا النهج وألا تنحرف البوصلة تجاه تيار ديني أم سياسي محدد.

«الوسط» لكلّ مَنْ يؤمن بالإسلام الجامع، وبمبادئ الديمقراطية والمواطنة ودولة القانون والمؤسسات... هكذا هي «الوسط» ويجب أنْ تبقى كذلك. هي سلاح بيد مَنْ يعمل مِنْ أجل وطن الجميع

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1828 - الجمعة 07 سبتمبر 2007م الموافق 24 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً