العدد 1835 - الجمعة 14 سبتمبر 2007م الموافق 02 رمضان 1428هـ

رمضان جانا والمطبخ نادانا!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

غالبا لا تغيب فكرة كل مقال قادم، بل لا يحين وقت الكتابة حتى تكون الفكرة قد اختمرت وأصبحت جاهزة للكتابة، ومع هذا الشهر الفضيل تعددت المشاغل من كل الجهات، وتداخلت الأفكار بعضها مع بعض، إلا أنني وعند ذهابي للتسوق أرى مشاهد تستحق الكتابة مع موسمنا الرمضاني وأرى نفاد غالبية المواد المستخدمة للحلويات بالذات، إذ أن هناك نشاطا غير مسبوق للنساء في دخول المطابخ، قلت سأكتب عن المرأة والمطبخ وسأسهب، لماذا تنشط سواعد النساء في رمضان وثقافتهن في كيفية تحضير الأطباق؟

من المعروف أن شهر رمضان يشتهر بموائده العامرة وبمن حولها من الأقارب والأصدقاء وبما فوقها مما لذ طاب... لذلك تقضي ربة البيت معظم وقتها داخل المطبخ كي تسعد أهل البيت والضيوف.

وما هو ملاحظ خلال هذا الشهر الكريم، فإنه لم تعد هناك (خصوصية) محلية لسفرة رمضان، هي الأخرى اجتاحتها رياح العولمة، أصناف وأشكال لم تكن مألوفة في زمن كان يغرد فيه «المسحراتي»، ليوقظ النائمين إلى طعام السحور.

وكعادتنا نحن البحرينيين في المزاوجة الخجولة بين ماضينا وحاضرنا، تتزاحم على مائدة رمضان أشكال وأصناف تجمع بين الماضي والحاضر، وبين المحلي والعربي وحتى الهندي إن لم يكن (الأميركاني) كذلك، إذ تبدأ الأمهات والزوجات ومعهن جيش من خدم المنازل بقضاء الشطر الأخير من النهار في التجهيز لمائدة الفطور «الدسمة عادة»، ويحاولن الملاءمة بين أصناف تقليدية، كشيخ الأكلات الرمضانية (الهريس) وزملائه (الساقو) و(العصيدة) و(المهلبية) و(اللقيمات) وطبعا (الشوربة)... مع أصناف أخرى تجهز في المتاجر والمطاعم والأسواق وتباع مثلجة وجاهزة.

أما الرجال فتراهم يجوبون الشوارع قبل الغروب، يفتشون عن الأكلات التي تثير شهيتهم، ولكنها أكلات تطبخ بأيدي عشرات العمال الآسيويين والأتراك الذين يعيدون تشكيل الطبخة المحلية، بوسائل مختلفة، تبدو فيها الهريسة التركية والهندية أكثر رواجا من تلك التي تطبخها العوائل البحرينية طوال النهار ويلتف حول وعائها الكبير رجال العائلة (يضربونها) بخشبة خاصة في حركة دائرية من أجل تذييبها وتعجينها وتمييعها، فإلى جانب الهريسة التي يعدها الهنود، هناك عشرات الطبخات الهندية والباكستانية واليمنية واللبنانية والشامية التي يتزود بها الرجال لسفرة رمضان، إذ تتجمع أطباق (الجامعة العربية) و(شبه القارة الهندية) ومعهم تركيا على المائدة، يشعر (المنتج الوطني) بغربة بين الأصناف. وحتى يكتمل مشهد (التحالف) فوق السفرة فإن بعض السيدات يعتمدن على المعجنات الجاهزة التي تجهز من قبل شركات أجنبية، جنبا إلى جنب مع الحلويات السويسرية والفرنسية.

بعد أن يأكل الجميع كل هذه الأطباق يأتي دور «الطوارئ» إذ تراها «متخمة»، بمرضى «انتفخت» معداتهم من الأكل المتنوع، بل بمرضى نسوا تطبيق القاعدة الذهبية التي حدثا النبي (ص) على تطبيقها وهي: ملء ثلث المعدة بالطعام، وثلثها الثاني بالماء، وثلثها الأخير بالهواء.

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1835 - الجمعة 14 سبتمبر 2007م الموافق 02 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً