أعلن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي إنشاء محمية طبيعية «صديقة البيئة» في منطقة الجبل الأخضر بمدينة شحات الأثرية، على بعد 1400 كلم شرق طرابلس، واعتبارها مركزا عالميّا للسياحة الأثرية والبيئية.
وقال سيف الإسلام خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الاثنين في مدينة شحات التي أنشئت العام 631 قبل ميلاد المسيح: إن «هذه المنطقة ستكون محمية مساحتها 5500 كلم مربع بشاطىء يمتد على 200 كلم وستكون الأولى في العالم»، مؤكدا أن «هذا الكنز ليس لليبيين فقط بل للإنسانية جمعاء». وأعلن ممولو المشروع أنه عهد بتصميم المشروع إلى المهندس البريطاني نورمان فوستر المعروف بتصميم البرلمان الألماني. وأعلن سيف الاسلام «انشاء ادارة تتعهد تنمية منطقة الجبل الأخضر مكونة من مهندسين وعلماء أثار وخبراء في الطبيعة ستكون مهمتها السهر على تنفيذ المشروع وجلب الاستثمارات الأجنبية». وقال سيف الإسلام بحضور علماء آثار من بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبولندا: «إن هدفنا من المشروع حماية الميراث الثقافي العالمي والحفاظ على الكنوز الأثرية التي تزخر بها ليبيا التي لا تمثل الا نقطة في بحر من الثروات الموجودة في البلاد». وشدد على «ضرورة مساعدة العالم لنا لتنفيذ هذا المشروع الكبير الذي لا يشغل سوى 10 في المئة من الآثار والبقية مدفونة تحت الأرض ما يلزم حملة عالمية لاخراج هذه الكنوز».
وأوضح سيف الاسلام الذي كان يرتدي الزي الوطني «ان المشروع سيوفر 70 ألف وظيفة للشباب كما سيتم هذا المشروع بمساعدة خبراء دوليين»، معتبرا «إعلان شحات خطوة أولى للكثير من المشروعات الأخرى التي تجري في ليبيا». ودعا القذافي الابن «الى ضرورة القيام ببناء مجتمعات تحول دون انتشار الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحيلولة دون حدوث التصحر الذي يزحف على المنطقة والتغير المناخي الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود عالميا»، مشيرا الى «ضرورة إنشاء محطات تقوم على الوقود الصديق للبيئة والاعتماد على الطاقة الشمسية والوقود الحيوي».
وقال رئيس مؤسسة ستانسلاو والمشارك في المشروع المستشار جوزيف ستانسلاو: «ان هذا المشروع هو الاول من نوعة بحجمه وشموليته وسيمول مناصفة بين الليبيين واستثمارات أجنبية ومن الممكن أن يكلف مليارات من الدولارات وهو وسيلة للحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة وخلق اقتصاد محلي نشط».
وقال سيف الاسلام: «لقد دمرت الحرائق الغابات والبناء العشوائي الآلاف من الهكتارات الأمر الذي يتطلب ضرورة التحرك السريع لحماية البيئة». وتشتهر منطقة الجبل الأخضر بغاباتها واعتدال مناخها وخصوصا في فصل الصيف وهي تعتبر من أجمل المناطق الطبيعية في ليبيا الا ان هذا الغطاء النباتي والاشجار انحسر من 500 الف هكتار قبل عشرين عاما الى 180 الف هكتار في الوقت الحالي.
اما مدير الاثار في ليبيا جمعة عناق، فقال: «لقد اصبحنا على حافة الكارثة الطبيعية والثقافية والفرصة الآن متاحة لنا، لدينا ثروة نفطية ستساعدنا على تحقيق التنمية المستدامة وحماية ثرواتنا». واختتم سيف الاسلام القذافي، قائلا: «لقد حانت اللحظة الحاسمة لنقول للعالم اننا شركاؤهم وهذه المحاولة تؤكد ذلك».
العدد 1837 - الأحد 16 سبتمبر 2007م الموافق 04 رمضان 1428هـ