العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ

أقدم فرق الفنون الشعبية العراقية تأمل استعادة ماضيها العريق

بعد أكثر من 20 عاما من التالق على الكثير من المسارح الأوروبية والعربية تأمل الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية استعادة ماضيها المتوهج رغم الظروف الأمنية الصعبة ومغادرة عدد كبير من أعضائها العراق.

وتقول معاونة مدير الفرقة ومصممة لوحاتها الاستعراضية هناء عبدالله إنّ «الأعوام العشرة الأخيرة ألقت بظلالها على أنشطة الفرقة فغابت مدة طويلة عن مسارح أوروبا والبلدان العربية بسبب الأوضاع ومغادرة عدد كبير من أعضائها» البلاد.

وتضيف «كان للفرقة قاعة ومسرح خاص بعروضها المحلية وتدريباتها وتقام عليها لوحاتها الفنية بانتظام أمام المشاهدين خصوصا من متذوقي التراث والفلكلور العراقي لكن لم نستطع تقديم عروضنا عليها منذ عام 2003؛ لأننا نخشى الذهاب إلى مكان القاعة».

تأسست الفرقة القومية للفنون الشعبية التابعة لدائرة السينما والمسرح العراقية العام 1971 وكان مؤسسها عميد المسرح العراقي الفنان الراحل حقي الشبلي.

ومنذ تأسيسها اتخذت الفرقة مقرا لها في قاعة الشعب الشهيرة الواقعة في منطقة «باب المعظم» من جانب الرصافة التي تعد من الأماكن الساخنة اليوم نتيجة تردي الأوضاع الأمنية، ودأبت على تقديم عروض أسبوعية وشهرية.

وتعرضت قاعة الشعب أثناء اجتياح العراق العام 2003 إلى حريق كبير أتى على قاعة العرض والمسرح والمخازن الكبيرة التي كانت ملابس العارضين تحفظ فيها ويعود تصميمها وإنجازها إلى أكثر من 30 عاما.

أما الآنَ فلم يتبق سوى عدد قليل من الملابس التراثية والأدوات كالسيوف والخناجر وملايات الماء وأدوات صيد الأسماك التي تستخدم عادة في اللوحات التي تستوحي من عالم الأهوار في جنوب البلاد.

وتضم الفرقة الآنَ 20 راقصا وراقصة بعد أن كان عدد أعضائها سابقا أكثر من 40 فنانا فضّل معظمهم المغادرة والاستقرار خارج البلاد.

ولم تخف معاونة مديرة الفرقة حجم التهديد والمخاطر التي يواجهها الفنانون وقالت «نواجه الآنَ فترة صعبة نتيجة الظروف الأمنية وقدومنا إلى القاعة لإجراء التدريبات الروتينية نعده مجازفة».

وتتخذ الفرقة القومية للفنون الشعبية من قاعة المسرح الوطني المخصصة للعروض المسرحية مكانا لتدريباتها وعروضها التي باتت متقطعة الان مما دفع بمسئولي دائرة السينما والمسرح إلى إنشاء مسرح صغير في المكان ذاته لاجراء التدريبات.

يشار إلى أنّ الفرقة كانت تعرف في منتصف ستينيات القرن الماضي بفرقة الرشيد للفنون الشعبية وتحوّل اسمها إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية في العام 1971 الذي اعتبر تاريخا رسميا لتأسيسها.

وقدّمت الفرقة عروضها في أكثر من 60 دولة أوروبية وعربية وأبرزها العروض التي قدّمتها في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك العام 1980.

وتعد مشاركتها الأخيرة في مهرجان مسقط للفنون في فبراير/ شباط الماضي في عُمان ثاني مشاركة خارجية لها منذ العام 2003.

وتعتمد العروض الفنية الغنائية الراقصة للفرقة على الموروث الفني العراقي والفلكلور الشعبي الغنائي كما تستوحي من التراث العربي.

ومن أشهر فعالياتها التي مازالت راسخة في الأذهان لوحة راقصة للدبكة العربية وتعرف محليا بـ«الجوبي» ولوحة «العباية» و«العباسية» و«الغنامة» و«الدبكة الكردية و«الاهوار» و«صور بغدادية».

وأشارت العبدالله إلى انه «منذ منتصف التسعينيات اختلف الأمر وغابت عروضنا عن المشاركات الخارجية لأن البلاد في تلك الفترة كانت تواجه موجة شرسة من الحصار الاقتصادي أثرت على العراقيين بشكل لافت كما تفاقم الأمر بعد الحرب على العراق 2003 وغادر العمل عدد من أعضائها».

ولفتت عبدالله إلى إن «دائرة السينما والمسرح التي تعود الفرقة لها عملت خلال العامين الماضيين على أحياء أنشطتها والسعي إلى استعادة ماضيها المتوهج عطاء وإبداعا من خلال استقطاب عناصر شابة للانضمام للعمل».

وأوضحت ان «المسئولين في دائرة السينما والمسرح يعملون على تقديم دعم مالي وفني لأعضاء الفرقة للتخفيف من المشاكل المالية بسبب عدم الحصول على رواتب شهرية ملائمة».

وتأمل عبدالله أنْ تحظى الفرقة باهتمام حكومي أوسع وخصوصا في ما يتعلق بالرواتب.

وتقول «إن مثل هذه الخطوة ستدفع العاملين في الفرقة باندفاع كبير وتشكل قوة معنوية للعودة مجددا الى مواسم الإبداع الفني».

وتعاقب على تدريب الفرقة القومية للفنون الشعبية عدد من المدربين العرب والأجانب أبرزهم الخبيرة الأذربيجانية قمر خانم والخبير الروسي الأرمني رشيديان فارتيكيس إلى جانب جوزف خوري من لبنان. وقد عمل هؤلاء في فترة تعتبر ذهبية للفرقة منذ مطلع السبعينيات.

ومن المهرجانات العربية التي شاركت فيها الفرقة وجسّدت فيها أصالة الفنون الشعبية في بلاد الرافدين، جرش والإسماعيلية والرباط والدوحة والفحيص.

العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً