العدد 1846 - الثلثاء 25 سبتمبر 2007م الموافق 13 رمضان 1428هـ

تجارة الكربون في مجلس التعاون الخليجي

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

التجارة عبارة عن عملية تبادل السلع أو الخدمات أو المعلومات بين طرفين لغرض اتمام عملية البيع والشراء. الأنسان عرف خلال مسيرتة التاريخية عدة انواع من التجارة كالذهب والعبيد والنفط. طبعا هذه السلع الثمينة تدخل في مجالات عدة كالتجميل والصناعة في حالة الذهب واستخدامات الطاقة في حالة النفط.

تجارة جديدة

في السنوات القليلة الماضية ادخل الى قاموس أسواق المال تجارة جديدة تسمى بتجارة الكربون. هذه السلعة الجديدة ليست باحدى نفائس الأرض انما تتعلق باحدى ملوثات الكرة الأرضية وهو غاز ثاني أكسيد الكربون. البنك الدولي يقدر حجم تجارة الكربون بحوالي 30 مليار دولار أميركي لعام 2006. وحاليا توجد سوقان عالميتان لتبادل ائتمان الكربون: بورصة شيكاغو للمناخ في أميركا الشمالية و بورصة المناخ الأوروبية.

لماذا غاز ثاني أكسيد الكربون؟

ظاهرة الأحتباس الحراري ناتج من انبعاث الغازات الدفيئة الى الهواء الجوي. الغازات الدفيئة وصف يطلق على مجموعة من الغازات: بخار الماء، ثاني اكسيد الكربون، الأوزون، اكسيد النيتروجين والميثان.

يعتبر ثاني أكسيد الكربون الغاز الثاني بعد بخار الماء المسبب لظاهرة الأحتباس الحراري. بخار الماء يساهم بنسبة 36-66 في المئة وثاني اكسيد الكربون بنسبة 9-26 في المئة، العلماء ربطوا بين ارتفاع درجة حرارة الأرض وتركيز غاز الكربون.

المعلوم أن تركيز الغاز ارتفع من300 جزء في المليون في العام 1900 إلى 383 جزءا في المليون في العام 2007 لأسباب عديدة. طبعا الزيادة كبيرة كنسبة مئوية 27.6 في المئة وبالتالي أصبحت هناك حاجة لتقليل اضطراد الزيادة على المستوى الدولي.

ائتمان الكربون

حاليا يبلغ سعر 100 طن متري من الكربون نحو 3.7 دولارات أميركية في بورصة شيكاغو للمناخ. أي ان هناك ارتباط بين المال والبيئة.

المعروف ان بروتوكول كيوتو وضع حصة نسبية لكمية الغازات الدفيئة المنبعثة لكل دول العالم وبالتالي اية دولة تتجاوز الحد الأقصى من رصيدها عليها شراء الأئتمان من البورصة. هذه العملية التجارية ستساهم في تشجيع المؤسسات الصناعية وتجذب المستثمرين في ضخ رؤوس الأموال في تكنولوجيا صديقة للبيئة.

الأعضاء في البورصة عليهم تقليل نسبة الأنبعاث كل عام بنسبة معينة في مصانعهم وشركاتهم و هولاء الأعضاء مرتبطون قانونيا باتفاق البورصة.

مجلس التعاون و التجارة الجديدة

عملية حرق الوقود الأحفوري كالنفط والغاز والفحم من المسببات الرئيسية لأنبعاث الكربون بالأضافة إلى المسببات الأخرى كصناعة الأسمنت وعملية إزالة الغابات.

تواجدت في العام الماضي في الندوة الأقليمية لأدارة انبعاثات الكربون التي نظمتها شركة ارامكو السعودية في الدمام وحضرها حشد كبير من شخصيات عالمية في مجال الكربون جمعتهم شركة ارامكو بدقة لمناقشة الجوانب البيئية والتنظيمية والأقتصادية لأنبعاثات الكربون. يبدو ان الشركة السعودية العالمية تستعد للأستثمار في هذا المجال عن طريق ايجاد حلول عملية للتقليل من آثار احتراق الوقود الأحفوري.

يذكر أن إحدى طرق التخلص من ثاني أكسيد الكربون هو حقن أبار النفط كحقل صلاح في الصحراء الجزائرية بواسطة شركة بريتش بتروليوم. المشروعات البيئية الكبيرة كاستخدام طاقة الرياح في برجي التجارة العالمي في المنامة ومحطة الطاقة الشمسية في أبوظبي بطاقة 500 ميغاوات لتوليد الكهرباء ومشروعات أخرى ستحقق عوائد مجدية عن طريق بيع ائتمان الكربون إلى الدول المتقدمة. وقد أعلن حديثا عن إنشاء شركة جديدة في الكويت تدعى شركة الخليج لعزل ثاني أكسيد الكربون مهتمة بحقن الغاز في مكامن النفط وتسعى لاستخدام التكنولوجيا في منطقة الخليج وهذا يدل على اهتمام القطاع الخاص بتجارة مربحة.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 1846 - الثلثاء 25 سبتمبر 2007م الموافق 13 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً