انضمّت عُمان إلى الكويت ووضعت جامعتين بحرينيتين خاصّتين على «القائمة السوداء»، معتبرة أنّ البرامج المطروحة فيهما ليستا بالمستوى المقبول، وبالتالي فإنّ الشهادات الصادرة عنهما غير معترف بها. وإذا كانت الكويت وعُمان لا تعترفان ببعض الجامعات الخاصة في البحرين فكيف تعترف بها البحرين؟ وأين مجلس التعليم العالي من كلّ ما يحدث في الجامعات الخاصة التي تمنح البكالوريوس والماجستير وحتى الدكتوراه؟ وما هي حكاية إمهال الجامعات الخاصة ستة أشهر لتعديل أوضاعها إذا كان قرار اللوائح التنظيمية لم يُنشر في الجريدة الرسمية؟ ثمّ أين هو الجهاز التفتيشي والرقابي القادر على الدخول إلى الجامعات وفحص مستوياتها ومن ثمّ تحديد مدى إمكانية الاعتراف بها؟

سيجتمع مجلس التعليم العالي الثلثاء المقبل لمناقشة عدّة قضايا، وأملنا في أنّ اجتماعه هذه المرة سيكون موجّها لمعالجة الأزمة التي يتعرّض لها قطاع التعليم العالي في البحرين، وخصوصا أنّ سمعة البحرين ستتعرّض للتشويه إذا استمر الوضع الحالي كما هو عليه.

من المفترض أنّ أيّة جامعة تعلن عن برنامج للبكالوريوس فإنه يتوجّب وجود ثلاثة أساتذة بدوام كامل ومتخصصين في المجال المطروح، وهناك اشتراطات عدّة، ومعروفة، ولكننا نعلم أنّ مثل هذه الاشتراطات لا تتوافر لدى جامعات تنتشر في البحرين، وبعضها أنزل مستوى التحصيل العلمي بحيث يستطيع شخص ما أنْ يسجّل في أول السنة ويدفع الرسوم ثمّ يداوم قليلا ويأتي آخر السنة ويتسلّم ورقة مكتوبا عليها مسمى شهادة علمية. ولذلك فإنه يتوجب على مجلس التعليم العالي أنْ يتحقّق من مستوى الأداء من ناحية الكمية أولا، ومن ثم من ناحية جودة مخرجات التعليم لإنقاذ الوضع.

في منتصف العام الماضي، بحسب ما أوردته حينها وكالة الأنباء السعودية، عرضت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) على المسئولين في وزارات التعليم العالي والجامعات في الدول العربية فكرة إنشاء هيئة عربية لضمان جودة التعليم العالي في الوطن العربي. ونقلت الوكالة عن المنسق الفني لمشروع ضمان الجودة في اليونيسكو عدنان الأمين قوله إنّ «اليونيسكو» تجري اتصالات مع وزارات التعليم العالي في الدول العربية لتحديد الآليات والتشريعات اللازمة لإنشاء الهيئة العربية لضمان جودة التعليم العالي في الدول العربية. ونحن ندعو إلى الاستعانة بمؤسسة عالمية معترف بها لتقييم نوعية التعليم في الجامعات البحرينية وتوفير معلومات صحيحة للجميع بشأن مستوى الجامعات، وأيّ منها تصل إلى المستوى المعترف به دوليا، وأيّ منها يجب إغلاقه للحفاظ على سمعة البحرين.