العدد 1850 - السبت 29 سبتمبر 2007م الموافق 17 رمضان 1428هـ

تقسيم العراق...مبدأ مرفوض

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عودة للحديث مجددا عن تقسيم العراق، وما طرحه قرار مجلس الشيوخ الأميركي في الأيام الماضية بحجة أن ذلك هو الحل الوحيد لوضع حد لدائرة العنف وحمام الدم في العراق بهدف إحلال الأمن والاستقرار في بلاد دجلة والفرات... وهو حديث يستخدم كشماعة لتقسيم بلداننا العربية (المقسمة أساسا على خريطة سايكس – بيكو) والآن ستقسم على أسس أثنية وطائفية, وهو ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى مزيد من التفرق بين شعوب البلدان العربية وداخل البلد الواحد.

فمبدأ تقسيم العراق على “ المحاصصة” هو مبدأ مرفوض وفيه تبعات سلبية أكثر منها إيجابية, ما يعني أن البلد العربي الواحد مثل العراق ستحكمه كيانات سنية وشيعية وكردية مع حكومة ضعيفة في المركز تنطلق من بغداد (ربما ) تتولى أمن الحدود وعائدات النفط, ولكن حتى هذا ليس مضمونا, فالأكراد حاليا يعقدون الاتفاقات مع شركات النفط الدولية من دون علم حكومة بغداد ويرفعون علما مختلفا عن العلم العراقي وشرطتهم وقوات أمنهم وجيشهم جميعها تشكيلات منفصلة عن بغداد وهي تتكون على أساس ولاء لقبيلتي الطالباني والبارزاني , وهو ما يعني أنه حتى كردستان العراق سيتم فصلها إلى منطقتين لاحقا.

أيضا الحال في المنطقة الشيعية لا يختلف كثيرا وهي التي يتوزع ولاؤها بين عائلتي الحكيم والصدر إضافة إلى تفرعات أخرى وهو ما يعني أنها هي نفسها معرضة إلى مزيد من التقسيم.

أما الحالة السنية فهي تحت رحمة حركات وتنظيمات وتمويل وتوجيه من خارج العراق وهي وضعية لا تقل سوءا عن غيرها إن لم تكن واقعا أسوأ عن غيرها.

كعرب نرفض التقسيم ونطالب بعودة العراق حرا, قويا ,موحدا, شامخا, ومصدرا للفخر... ليس للعراقيين فقط وإنما لنا جميعا وهذا لن يتحقق مع تكرار الحديث عن تقسيم البلاد.... ونحن بدورنا نخشى أن ينتقل هذا الأمر إلى باقي بلداننا العربية لاسيما أن هناك قاعدة خصبة لتنامي مثل هذه الأفكار والدعوات في ظل ممارسات ووجود ولاءات للبعض المبنية على التعصب المذهبي والقبلي التي جميعها تنتهي إلى نهايات سلبية لا تخدم مصالح الشعوب لأن حقوقها تصبح تحت رحمة المذهب والقبيلة لا ضمن مبدأ الوطن للجميع.

للأسف نحن نرى أيضا أن هناك ممارسات وحتى تقليعات قد تخدم موضوع التقسيم فقد برزت - كما أشرت في مقال سابق - مع الذهب الذي أصبح اليوم يصمم ضمن اعتبارات أثنية ومذهبية, فكل سيدة وفتاة عراقية تعرف من أي طائفة ومن أي جماعة من خلال قلادة الذهب التي ترتديها حاملة في قلب الخريطة رموزا دينية وسياسية مختلفة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1850 - السبت 29 سبتمبر 2007م الموافق 17 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً