العدد 1852 - الإثنين 01 أكتوبر 2007م الموافق 19 رمضان 1428هـ

سمعة الدراما البحرينية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الانتقاد الحاصل خلال أيام شهر رمضان الفضيل عبر الصحافة المحلية يدعونا إلى معاودة الحديث عن مدى هبوط مستوى الدراما التلفزيونية للأعمال الخليجية ومنها البحرينية على وجه الخصوص التي تثير الشفقة وتثير أيضا الغم لتدني مستواها, ناقلة بذلك صورة مغايرة وسلبية بل وسطحية إلى أقصى حد لواقع المجتمع البحريني بمختلف طبقاته الاجتماعية.

هذا المستوى الذي يعد إسقاطة كبيرة لسمعة دراما المسلسلات البحرينية تكرر في أعمال رمضان العام الماضي وحاليا مع رمضان هذا العام .

فهذه -أي تلك الأعمال- وإن تغيرت مسمياتها تعرض في كل مرة على محطات فضائية عربية واسعة الانتشار إلى جانب الفضائية البحرينية وهي التي بعيدة كل البعد عن الإبداع لأن من تكتب هذه الأعمال وتسمي نفسها بالكاتبة هي ليست كذلك وليس لديها أدنى خلفية ثقافية وأدبية أو حتى موهبة لتكتب عملا دراميا مكونا من ثلاثين حلقة طوال شهر كامل.

وهذا النقد ما هو إلا في محله خصوصا أنه لا عيب في أن يعرف المرء مقدار نفسه, فقد يكون جيدا في عمل غير الكتابة الدرامية لاسيما أن من يريد أن يكتب وينتج هذه الأعمال عليه أن يستعين بأهل الاختصاص ولا يدخل في مغامرات تحرجه أمام الأعمال الدرامية الكبرى على مستوى العالم العربي, لأنه من الضروري أن تعرف صاحبة « السبع صنايع» حجم إمكاناتها المتواضعة وهذا لا بأس به ولا تجعل من عملها محل مقارنة قاسية أمام المشاهد العربي وليس البحريني فقط لأن حكمه قد يكون أشد في عمل افتقد إلى كثير من العناصر عدا في موسيقى مقدمة المسلسل.

إن أي مسلسل تلفزيوني ناجح هو من يطرح أفكارا جديدة في الإنتاج والإخراج والسيناريو القوي الذي لا يستخف بعقل المشاهد الذي يبحث عن عمل درامي يفيد وقته ويدفعه إلى قراءة المزيد إن كان يتحدث عن شخصيات تاريخية أو حوادث سياسية في حقبة ما على غرار مسلسل « الملك فاروق» الذي تميز بسيناريو وحوار وأداء باللغتين العربية والإنجليزية بصورة تقنع المشاهد وتجعله يتابعه بشغف ويغص في أعماق هذا المسلسل الذي يمثل نقطة تحول في النقد للأوضاع في بلد عربي شقيق مثل مصر وآخر بإعادة قراءة التاريخ.

هذا مجرد مثال, فما بال لو ذهبنا في رحلة البحث عن كتابة وإنتاج مسلسل يتكلم عن حقبة المستشار البريطاني تشارلز بلغريف في البحرين أو التنظيمات السياسية المختلفة في الحقب الماضية وأثرها على الوضع اجتماعيا واقتصاديا...

هناك الكثير والكثير الذي نستطيع أن نكتبه ونتناوله في أعمال درامية بحرينية حقيقية لكنها تحتاج إلى بحث متوازن وخلفية ثقافية ووعي تام بمجريات الأمور وعدا ذلك فهو مضيعة للوقت وهدر للمال وتشويه لسمعة الدراما البحرينية على الملأ.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1852 - الإثنين 01 أكتوبر 2007م الموافق 19 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً