العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ

رسالة إلى فوزي جوليد

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

«لا تستطيع الدولة أن تقدم شيئا لجمهور المعارضة ما بقت المعارضة خارج المجلس النيابي»، «شاركوا وستحصلون على كل شيء». «هناك آفاق متوافرة للإصلاح، ولكن المعارضة لم تشارك في الطريق»، «كيف تريد للدولة أن تتعاون مع المعارضة، وهي تقاطعها». «أدخل الملعب لتلعب ولو بنصف الفريق، ومن دون جمهور، ومن دون كرة، ومن دون حكم، وبكسور في العظام، الإنسحاب لا يفيدك في شيء» كان الصديق فوزي جوليد يقول ذلك، وأكثر.

كان رمضان يجمعنا في أحد مقاهي المنامة، إذ عودنا الزميل في صحيفة «الأيام» علي مجيد إحضار شخصية عامة كل أسبوع، لنتسامر معها بشأن كل شيء في حديث ليس للنشر. وما أكتبه الآن، لا علاقة له بالأشياء التي قيلت ولم تكن للنشر.

ارتكز خطاب ممثل «ndi» في البحرين فوزي جوليد على المقولات الواردة أعلاه، فلا انفك هو عنها، وما أنفكت هي عن الإلتصاق به. وهو ما كان يدعوني لأن أصف فوزي دائما بـ «فوزي مشاركة».

كنا - في الغالبية المطلقة من الحضور - مختلفين مع فوزي تماما، لكن ذلك لم يمنعنا من التصالح معه، ومن تناول الموضوع بالبحث والدرس والتمحيص إلا أن شيئا لم يتغير من قناعاتنا كافة، بقي فوزي يبشر بالمشاركة، وبقينا على موقفنا المتحفظ.

الذي أريد أن أسأل صديقي فوزي عنه، هو تساؤل عن مدى إيمانه اليوم بمقولاته الكبرى التي بح صوته في الدفاع عنها وترويجها بين الصحافيين والسياسيين وقادة الرأي العام في البحرين.

لقد بذل فوزي جوليد من الجهود الكثير، بل ذهب برجليه في إحدى المرات إلى عرين الأسد، وأثمرت جهوده وجهود دعاة المشاركة في تحويل بوصلة الجمعيات المعارضة نحو خيار المشاركة. الأكثر من ذلك، أن المعارضة نفسها تصارعت على المشاركة. وحصلت على مقاعد أكثر مما كانت تتوقع. لكن شيئا مما كان يقوله فوزي عن فرضيات أن تتغير الأمور لم يحدث.

الدولة هي كل شيء، الدولة حين تزيد الرواتب فهي من تقرر أن تزيد، وحين تقرر الدولة أن تحارب الفساد فهي من يقرر أن تحارب. واقع الحال أن لا فاعلية جديدة قد أتتنا من المجلس النيابي بشكله الجديد، الذي أصبح اكثر وضوحا، هو الصراع الطائفي فيه، والدولة أيضا، مسئولة عن ذلك.

صديقي فوزي، الإصلاح والديمقراطية لا يأتيان أبدا حين تتمترس الدول بدواعي الخصوصية الثقافية والحضارية، وهما لا يأتيان أيضا، بأنظمة تتذرع بضرورة التدرج في الإصلاح، ذلك التدرج الذي لا ولم يوجد نظام ما أتم تدرجه الذي يدعيه.

يا صديقي فوزي، لعلك لم تتغير في مواقفك، وقد تذهب إلى الإستمرار في إيماناتك التي أحترمها. لكن، ثق بأني أراهنك أن لا شيء سيتغير؟، وحين تعود عاملا أو زائرا فسأتكفل بمصاريف المقهى.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً