العدد 1856 - الجمعة 05 أكتوبر 2007م الموافق 23 رمضان 1428هـ

تساؤلات مواطن عربي...؟!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

كتبت عن تقسيم المنطقة، والعراق تحديدا، وذلك بصحيفة «أخبار الخليج» في العام 2001م، أي قبل ما يربو على الست سنوات، وهو يتعلق بدراسة أعدها مجلس الأمن القومي الأميركي تحوي خطة لتقسيم العراق، والخطة موضوعة منذ العام 1991 على ما اعتقد، وكانت تستند إلى خطة قديمة للتقسيم كانت موضوعة في نهاية السبعينات.

حكام العرب - الآن- يحركون أصابعهم في الساحة الصحافية للصراخ ضد المشروع الأميركي للتقسيم، شيء جميل! فقليلا من النخوة مناسبة لديكور السياسة! ولكن المواطن العربي يسأل: من باع فلسطين؟ ومن حضر مؤتمرات الدجل، المسماة مؤتمرات سلام وصلح مع الصهاينة الغاصبين؟ ومن خذل مشروع الوحدة العربية؟ ومن تآمر على غزو العراق وتدمير الدولة العراقية وتشريد أهله؟ من قدم الدعم اللوجستي وفتح أجوائه وأراضيه للاستخدامات الأميركية؟ من جعل كل مقدرات الأمة مرهونة للطغمة الحاكمة في البيت الأبيض؟ من أسقط فلسطين من حساباته؟ من خان قضايا أمتنا في مدريد وأوسلو وفي المحادثات السرية، التي كانت تجرى بين بعضكم وعصابات الكيان الصهيوني مذ أكثر من نصف قرن؟ يا وطني المذبوح، يا وطني المغتصب، يا بلاد العرب.

وبعد كل تلك الخيانة، وهذا الإنهزام... دخلت إيران على الخط. وجاء الصراخ بلغة فارسية هذه المرة. تارة في الحديث الممل عن جيش القدس، وتارة بالحديث القديم/ الجديد عن الشيطان الأكبر! فالنظام الحاكم في إيران ليس بأوفر حظا - في الشرف السياسي- من نظرائه الأنظمة العربية. ألم تساهم وتفتح إيران أجوائها لضرب أفغانستان من قبل الشيطان الأكبر؟ ألم تشارك وتمارس إيران أبغض السياسات الآن على المسرح العراقي من خلال دعم الميليشيات الطائفية؟ ألم تتفق إيران مع أميركا على اقتسام الساحة العراقية؟ أليست إيران كونترا وإيران جيت، والمفاعل النووي مثالا على حال الاتصال السياسي بين الجمهورية والبيت الأبيض؟! وماذا قدمت إيران سوى الصراخ غير المحدود عن القضية الفلسطينية، والشيطان الأكبر؟! وهل جائز شرعا (في السياسة) التعاون مع الشيطان الأكبر ضد الشياطين الصغار؟!

النظام السياسي في إيران ليس بأفضل حال من الأنظمة السياسية العربية. فهذه الأجواء مفتوحة بالنسبة لإيران، فلتتفضل و»تتشطر» وتقصف الكيان الصهيوني الغاصب؟

سواء الأنظمة العربية أم النظام الإيراني ليس منهم إلا من يراعي مصالحه السياسية، وهذا مفهوم في عصر الخيانة والكذب السياسي، ولكن لا «يتشطر» أحد علينا - كشعوب - ويتحدث عن الجانب المبدئي والشرف السياسي. فالمبادئ السامية لا دخل لها في سياسة تلك الدول!

ولن ينطلي علينا كشعوب ما يزفه إلينا البعض - ممن يقبضون تذاكر رحلاتهم سنويا من مكاتب «إطلاعات» أو الـ «سي. آي. أيه»، أو من خلال وسطاء السفارات - والذين تلهج ألسنتهم وتقطر أقلامهم تمجيدا وابتهالا وتسبيحا بحمد أميركا وإيران صباح مساء!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1856 - الجمعة 05 أكتوبر 2007م الموافق 23 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً