العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ

محمد سعيد حارب وآخرون

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نشرت «الوسط» الأسبوع الماضي «بورتريه» للشّاب الإماراتي محمد سعيد حارب وهو مبتكر أول مسلسل كرتوني عربي مستخدما التكنولوجيا الرقمية ذات الأبعاد الثلاثة، وهو مسلسل «فريج» الذي تتشكل بطولته من أربع نساء (عجائز) يلبسن البرقع. حارب لم يصل عمره إلى الثلاثين (فهو مواليد 1978)، ولكنه استطاع ابتكار وتطوير «أضخم مسلسل كرتوني على مستوى الوطن العربي».

في حفل التكريم الذي أقيم في البحرين ونظّمته رئيسة جامعة الخليج العربي رفيعة غباش مساء الثلثاء الماضي، قال حارب إن الفكرة بدأت أثناء دراسته فنّ الرسوم المتحركة في أميركا، وعندما عاد إلى الإمارات حصل في 2005 على 3 ملايين درهم (300 ألف دينار) قرضا (مساعدة) للنهوض بالمشروع، وفعلا تحقق حلمه وأسس شركته التي أطلق عليها اسم «لم تر»، وبدأ أخيرا بتسويق لعب أطفال تتخذ أشكال شخصيات المسلسل «أم سعيد وأم سلوم وأم علاوي وأم خماس»، موضحا أن الجمهور الذي استهدفه المسلسل تتراوح أعماره بين 3 سنوات و70 سنة، وهو بذلك دمج فئات عمرية يصعب في العادة استهدافها في آنٍ واحدٍ.

سعدت كثيرا بحضور حفل التكريم، ولكنني وأنا أستمع إلى حارب شرد ذهني في المقارنة بين الأموال التي منحت مساعدة لهذا الشاب (300 ألف دينار) ووجدتها أقل من تلك الأموال التي تضخّ في بلادنا على أشخاص «يلهفون» المال والثروات ولا يشبعون منها، ولكنهم لم يقدموا إلى بلادهم وشعبهم أيّ شيء، سوى أن تردد أسماؤهم في الإعلام، وكثرة التعيينات التي يحصلون عليها تبعث الإحباط في أوساط المجتمع.

شرد ذهني وأنا أقارن هؤلاء الطّفيليين مع محمد سعيد حارب، فهؤلاد وبدلا من إنتاج أيّ خير لهذه الأمة جلبوا لأنفسهم السمعة السيّئة، وأصبحت وجوههم وكتاباتهم وتصريحاتهم وتبجّحاتهم تثير السخط لدى الناس، بل إن ذكرهم يؤدي إلى زيادة أمراض ضغط الدم وتصلّب الشرايين... فإلى حد الآن لا نعلم لماذا لا نستطيع أن نوجّه الأموال التي يلتهمها هؤلاء الطّفيليون إلى المبدعين من الشباب، وإلى الجهود التي ترفع الرأس.

استدركت نفسي مع ازدياد حماس حارب الذي كان لديه الكثير ليقوله ويشرحه، وأحلامه كبيرة وواسعة وما تحقق منها ليس سوى القليل، وقررت أن أتمتّع بمواصلة الاستماع إليه محاولا نسيان الوجوه والأسماء التي تبتلع خيرات البحرين ومن ثمّ ترمي علينا فضلاتها من كل جانب... في ختام الحفل، دعيت الله في هذا الشهر المبارك أن يمنّ علينا برحمته بعد أن منّ على بلادنا بكرمه، وأن ينير لنا الطريق لكي نكتشف أمثال حارب في البحرين، ونساندهم ولو بشيء يسير جدا مقارنة بما يحصل عليه الطّفيليون حاليا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً