دشن نادي الخريجين صرحا جديدا من صروح الثقافة، وعمادا جديدا في البنية التحتية لهذا المجال، تمثل في قاعة عيسى بن سلمان الثقافية التابعة للنادي، والتي افتتحت الأسبوع الماضي برعاية كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أناب سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة نجل ولي العهد للقيام بافتتاحها رسميا.

القاعة ومرافقها، سبق تدشينهما مؤتمر صحافي أقامه رئيس نادي الخريجين عبدالرحمن جمشير، بمشاركة محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، تحدث فيه عن القاعة وطبيعة البرامج التي ستقدم من خلالها، موضحا أن القاعة ستوجه لدعم الحراك الثقافي وإتمام مسيرة نادي الخريجين التي بدأت منذ العام 1966، إذ تم تهيئة القاعة الكبرى لتقديم المحاضرات والعروض الفنية، قاعة للندوات، إلى جانب مكتبة خاصة بالنادي.

جمشير أشاد بالدعم الذي وجهه جلالة الملك لدعم إنشاء هذا الصرح، مضيفا «المكان يحمل اسماعزيرا علينا وهو اسم الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وهو يخدم الثقافة والمثقفين والمبدعين، ويجسد المرحلة المضيئة التي نمر بها في هذا العهد الزاهر ونأمل أن تكون هذه القاعة رمزا تاريخيا مجيدا للمشروع الإصلاحي?».

أما مراحل تطوير المشروع فلا تزال مستمرة، إذ أكد جمشير سعي إدارة النادي خلال الفترة المقبلة إلى استكمال المزيد من المرافق الأساسية الأخرى، كإعادة تأهيل مركز الشيخ عبدالعزيز بن محمد الاجتماعي، الذي سيشمل قاعة كبيرة متعددة الاستخدامات، صالة سنوكر، قاعة سينما، مقهى شعبي، ناد صحي، قاعة ندوات إضافة إلى مكتب مخصص للإنترنت.

محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة أكد أن القاعة تأتي ضمن اهتمامات جلالة الملك لتأكيد المشروع الإصلاحي الذي شمل تطوير جميع القطاعات على المستويات كافة، بما فيها القطاع الثقافي، إذ أشار إلى أن المملكة تعمل عبر قطاع الثقافة بوزارة الإعلام للارتقاء بالمستوى الثقافي للبحرين، متمثلا في جهود الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت إبراهيم آل خليفة والدور الذي قدمته لإنشاء عدد من المؤسسات التي تدعم الواقع الثقافي للبحرين، وتحمل أسماء مهمة في تاريخ البحرين في مجالات الفكر والأدب.

وسيبدأ النادي بعد افتتاحه بالتواصل ومخاطبة مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب التنسيق مع المسارح والفعاليات الثقافية من أجل احتضانها وتقديمها من خلاله، إذ أكد جمشير أن مرافق النادي ستكون متاحة أمام الفعاليات الثقافية الأهلية وبالمجان، مؤكدا أن مرفقة القاعة ستكون موجهة لخدمة الجسم الثقافي البحريني في مؤسسات المجتمع المدني، وأن النادي سيعمد إلى تسويق القاعة والمرافق الأخرى للشركات التجارية عبر فرض رسوم معينة لاستخدامات القاعة، وأن هذه الشروط لن تنطبق على الجمعيات الأهلية إذا ما كان إنتاجها إبداعيا.

النادي أقام حفل تدشين القاعة الأسبوع الماضي، بحضور سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي ألقى كلمة أكد من خلالها على جهود الأمير الراحل في دعم العمل الثقافي واهتمامه به، مثنيا على مبادرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في دعم تأسيس القاعة ورعايته لافتتاحها.

وأعرب جمشير في كلمة النادي خلال الحفل عن سعادته بتكلل الجهود المبذولة لإنشاء القاعة بالنجاح، مؤكدا على أهمية هذا الصرح الثقافي، وموجها شكره لجلالة الملك على التأييد والمساندة.

الحفل تضمن تقديم فقرتين شعريتين قدمهما الشاعران عبدالرحمن رفيع بعنوان (قاعة عيسى بن سلمان .. الثقافية)، و قصيدة للشاعر عبدالرحمن بن شاهين المضحكي بعنوان (ملك حبه ملك كل الشعب)، إذ قام سمو الشيخ عيسى بن سلمان بتكريم رؤساء مجالس إدارة النادي السابقين، وتكريم أعضاء مجلس الإدارة الحاليين، واختتم الحفل بتقديم فقرة غنائية بعنوان رمز العطاء، من كلمات الشاعر محمد عبد العال العتيبي، ومن الحان وغناء الفنان أحمد الجميري، وتوزيع الموسيقار خليفة زيمان، الذي قدم بمصاحبة فرقة البحرين للموسيقى عددا من الوصلات الغنائية والموسيقية.