العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ

3 محافظات تعيش على حافة كارثة بيئية بسبب تردي النظافة

مناطق بلا حاويات وأكياس القمامة في كل مكان

تستعد قرى ومدن «الشمالية» و»الوسطى» و»الجنوبية» لقرع ناقوس الخطر إيذانا بتفشي كارثة بيئية بسبب تدهور مستوى النظافة، فعدد أكياس القمامة في تزايد، والحاويات ما عادت قادرة على تحمل المزيد، حتى أن عجلاتها تكاد تلتوي من شدة الأوزان الكبيرة الملقاة عليها، فضلا عما حواليها من فضلات ومخلفات زائدة تبعث على الاشمئزاز في منظر مقزز ورائحة تزكّم الأنوف.

المشكلة بحاجة إلى حلحلة ومعالجة سريعة، ولعل أعضاء المجالس البلدية هم الأقدر على توصيف هذا الواقع الذي بات يربك عملهم ويشغلهم عن مشروعات وملفات مهمة كالإسكان والصرف الصحي والطرق والبيوت الآيلة للسقوط وتنمية المدن والقرى.

قمامة منذ 3 أيام

عن نفسه، أكد عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة التاسعة علي منصور، أن «هناك مناطق في دائرتي تبقى فيها القمامة لثلاثة أيام من دون أن ترفع، وإذا ما أزيل شيء منها فيكون في الغالب أكياسا سوداء من دون المخلفات الأخرى الملقاة حول الحاوية، والشوارع حالها يرثى له، إذ لا يتم كنسها لأيام»، مناشدا «وزير شئون البلديات والزراعة الإسراع في اعتماد الشركات المساندة لأن الوضع الحالي يؤكد أن الشركة الحالية غير قادرة على القيام بعملها، إذ أتلقى الكثير من الاتصالات من المواطنين يشكون فيها تردي وضع النظافة».

وحمل منصور «مجلس المناقصات مسئولية تردي مستوى النظافة، إذ كان من المفترض إرساء المناقصة على الشركة الوطنية منذ فترة طويلة، ولكن إعادة طرح المناقصة من جديد أدى إلى تفاقم المشكلة، علما أن شركة النظافة الحالية تستخدم سيارات قديمة جدا وغير قادرة على إزالة القمامة، إذ رصدت بنفسي إحدى السيارات تقوم برفع القمامة من الحاوية ومن ثم أصيبت بالعطب فبقت مكانها ولم تكمل طريقها إلى المناطق الأخرى لإزالة الأوساخ، مع ملاحظة أن بعض الكابسات الموجودة لدى الشركة تستخدم طوال اليوم في جميع المناطق في الشمالية، نظرا الى قلة عدد الآليات المتوافرة».

نقص في الحاويات

واتفق نائب رئيس مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الثامنة علي الجبل مع منصور في أن مستوى النظافة متدن جدا في منطقته، إذ تبقى الأوساخ ليومين أو ثلاثة من دون إزالة، وهناك نقص كبير في الحاويات، وعدم وجود عمال لإزالة الأوساخ في الشوارع الداخلية للدائرة، موضحا أنه يتلقى اتصالات يومية تصل حتى منتصف الليل، يعرب فيها الأهالي عن امتعاضهم وغضبهم لتكدس الأوساخ أمام منازلهم، فضلا عن تجمهر القطط والحشرات على الحاويات التي تسبب مضايقات للأهالي عند دخولها إلى منازلهم.

المواطن هو الخاسر

من جانبه، رأى عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة السادسة خالد الكعبي، أن «وضع النظافة متدنٍ ولكن نحاول أن يكون تحت السيطرة، فعندما يتصل أي مواطن يشكو من تراكم الأوساخ والقمامة، أسجل رقم الشارع والمجمع وأرسل العنوان إلى مسئول خدمات النظافة في بلدية المنطقة الشمالية محمد جواد، الذي من جهته يعمل على التنسيق مع شركة النظافة لإزالة الأوساخ، فتتم الإزالة في اليوم ذاته أو اليوم التالي».

وأضاف الكعبي «نحن بحاجة إلى شركة مساندة لكل محافظة إلى حين مجيء الشركة الجديدة، وأرجو ألا يربط العمل الخدمي بالسياسي، فالعمل الخدمي مستقل عن العمل السياسي، وإن كانت لدى بعض الكتل توجهات سياسية، فيجب ألا تعرقل الأمور الخدمية بهدف الإضرار بالحكومة أو العكس، لأن الخاسر الأول هو المواطن».

بلديون: نغمس رؤوسنا في الرمال

قيّم ممثل الدائرة الثالثة في مجلس بلدي المنطقة الوسطى عدنان المالكي مستوى النظافة في المحافظة الوسطى عموما ودائرته تحديدا بـ»المتدني»، مرجعا ذلك إلى تزايد أعداد العمالة السائبة وما يقابلها من تردي أعمال شركة النظافة «عالم فلورا» على حد قوله في المنطقة، داعيا البلديين إلى التلويح بالاستقالة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، إذ قال: «شركة النظافة، مجلس المناقصات والوزارة اجتمعت لتزج بنا في وضع محرج مع الأهالي، أمر دفع بنا إلى الاختفاء عن الناس خشية إلقاء الملامة علينا».

وسأل المالكي عما إذا كانت الجهات المعنية تنتظر حدوث كارثة بيئية أو انتشار أزمات صحية بين المواطنين لتحرك ساكنا، لافتا إلى أن سكوت المعنيين أسهم في زعزعة ثقة شركة النظافة بالعضو البلدي فضلا عن الأهالي. وأوضح أن مستوى النظافة بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه ولاسيما أبان أيام عيد الفطر المبارك، واصفا الوضع بـ»ببركان أسود ينتظر ساعة الانفجار»، ومستغربا إصرار وزارة شئون البلديات والزراعة على التعامل مع عالم فلورا على رغم ثبوت عدم أهليتها على حد قوله.

حملات أهلية لتنظيف الشوارع

وفي دائرة من أفقر دوائر المنطقة الوسطى، (السادسة)، أشار ممثلها صادق ربيع إلى أن الأهالي عمدوا إلى صرف زهاء الـ 400 دينار على حملة نظافة السواحل وخصصوا ما يقاربها لتنظيف بعض المرافق والمدارس، منوها إلى أنه من المعقول أن يعمدوا لمثل هذه الحلول الترقيعية في ظل سكوت وزارة «البلديات» ومماطلة مجلس المناقصات، بيد أنه من غير المنطقي أن يعمدوا إلى تنظيف الشوارع في الوقت الذي تصرف فيه ملايين الدنانير على شركة نظافة «قاصرة». وتوقع تدشين حملة نظافة في المنطقة الوسطى بالتنسيق مع الأهالي والجهاز التنفيذي وشركة النظافة عالم فلورا بداية الشهر المقبل، لافتا إلى تعاون بعض الشركات والمؤسسات الكبرى في المملكة لدعم الحملة لحين ترسية المناقصة أو إسناد شركات نظافة داعمة لشركة النظافة الحالية عالم فلورا.

ونوه إلى أنه تم الاتفاق على حصر أماكن تجمع القمامة في المحافظة بالصور وإرسالها للقائمين على الحملة لبدء عملية التنظيف وفق آلية منهجية.

المهندي: الكرة في ملعب « البلديات»

وفي سياق ذي صلة، رمى رئيس بلدي الجنوبية علي المهندي الكرة في ملعب وزارة «البلديات»، مطالبا بالحد مما وصفه بـ»التفرج على وضع كارثي وهدر للجهد والمال»، كاشفا أن لديه معلومات تؤكد أن قيمة التمديد لشركة النظافة الحالية «عالم فلورا» منذ عام ونصف العام مليونان ومئة ألف دينار، مشددا على إصرار المجالس البلدية على خيار تخصيص شركة نظافة لكل محافظة.

وأشار إلى اجتماع من المزمع أن يعقده رؤساء المجالس البلدية للمحافظات الثلاث (الوسطى، الجنوبية والشمالية) يوم الأحد المقبل لبحث الحلول بشأن أزمة النظافة. على صعيد متصل، شكا أهالي مجمع 540 بقرية الدراز من تراكم القمامة في الحاويات منذ أكثر من أسبوعين، لافتين إلى أن المسئولين تجاهلوا استنجاد القاطنين في المجمع المذكور لإزالة القاذورات التي أزكمت أنوفهم منذ الأيام التي سبقت حلول عيد الفطر المبارك.

العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً